ابو هاني الشمري
مما يؤسف له اننا نستصرخ حكومتنا الموقرة ومنذ مدة طويلة ولكن ما من مجيب .ان المشاريع الصبيانية والانتقائية التي تمت في زمن الجرذ المقبور ادت الى ما أدت اليه من تدمير للاراضي الزراعية في جنوب العراق حيث كان مكشوف لجميع الناس ان الجزء الاعظم من اعمال استصلاح الاراضي يتم في مناطق شمال وغرب بغداد وهي معروفة ومحددة للجميع لانها شملت فئة معينة من الناس كانوا اليد الضاربة لذلك الجرذ ضد ابناء الشعب الآخرين فحدثت مشكلة في كيفية تصريف مياه المبازل التي حفرت في تلك المناطق وكان خيار المنفذين لهذه المشاريع هو رمي تلك المياه المالحة في نهري دجلة والفرات وهكذا اقدمت الحكومة البائدة على فتح المبزلين الشرقي والغربي في منطقتي التاجي وابو غريب وتم نصب المضخات اللازمة لتنفيذ تلك العملية
واستمرت تلك الحالة لسنوات طويلة الى ان تم حفر مجرى المصب العام في تسعينات القرن المنصرم بعد تطبيق قرارات مجلس الامن بتنفيذ الحصار الاقتصادي على العراق.ويمكنكم ان تتصوروا مقدار الاملاح التي حملهما نهري دجلة والفرات معهما لتتحول تلك الاملاح الى الاراضي الجنوبية الغير مخدومة بشبكة المبازل فأدت تلك العملية الى تملح اكثر الاراضي ومن ثم قلة انتاجها الزراعي بل وانعدام انتاجها كليا في بعض الاحيان.. اضف الى ذلك التدمير الذي احدثته الوحدات العسكرية التي كانت تتموضع وتتحرك على اغلب اراضي الجنوب والشرق والمحاذية للحدود الايرانية فقد قامت تلك القوات بحفر الخنادق والمواضع لدباباتها ومدافعها وآلياتها الاخرى اضافة الى عمل الاسيجة الترابية لتلك الوحدات ,ادت كل تلك الاعمال الى تخريب تلك الاراضي بل وهجرة فلاحيها منها حينما كان اغلبهم يرزحون في ضل الخدمة الالزامية التي دامت سنين طويلة طيلة الحكم العدواني المتهور لعصابة تكريت.. واذا اضفنا الى كل ذلك قيام تلك القطعات العسكرية بدفن الانهار والسواقي لاغراضها العسكرية وكذلك اهمال تلك الحكومة لمشاريع الري الاستراتيجية في مناطق جنوب العراق حقدا وعقابا لاهالي تلك المناطق التي حرمها من كل خيرات العراق فكل هذه الامور مجتمعة ومنفردة ادت الى انهيار الزراعة في بلدنا بشكل يلمسه المواطن العادي حينما ينظر الى الاراضي الشاسعة والمتروكة والتي تشكو الاهمال في كل النواحي.في السنوات الاخيرة ظهرت مشكلة تسمى شحة مياه نهري دجلة والفرات بسبب قلة الامطار اولا وقيام كل من سوريا وتركيا ببناء السدود والخزانات الضخمة التي ادت الى حجز كميات ضخمة من مياه النهرين داخل اراضيهما تجاوزا فاضحا على حصة العراق وحقوقه المائية.
والآن ماهو المطلوب من وزارة الموارد المائية ان تفعلة كحل يحفظ لنا تلك المياه التي تردنا ؟لو القينا نظرة سريعة على السداد التي تنظم مياه نهري دجلة والفرات جنوب بغداد للاحظنا ان أخر سد على نهر دجلة يقع في مدينة الكوت وتم بناءه في عهد الاحتلال الانكليزي للعراق.. اي بمعنى آخر ان مياه هذا النهر تذهب كما هي الى الخليج العربي من دون اي سيطرة عليها.. فهل هناك من مشاريع طرحتها وزارة الموارد المائية او وزارة الري السابقة للسيطرة على تلك المياه بعد الكوت والحفاظ عليها داخل الاراضي العراقية بغض النظر عن نوعية تلك المياه ونسبة ملوحتها علما بأنه لدينا مناطق الاهوار والتي هي مستودع رائع لتلك المياه بما فيها من ثروات طبيعية لم يتم استغلالها لحد الآن وهي تشكو انخفاض مناسيب المياه فيها هذا الايام..ومن نظرة سريعة الى حال نهر الفرات لوجدنا نه لايقل اهمالا عن نهر دجلة حيث ان آخر سد على هذا النهر حسب معلوماتي البسيطة هو سد الهندية الذي تم اعادة بناءه في ثمانينات القرن الماضي بعد ان بني السد القديم في اربعينات ذلك القرن.اذن فأن الانكليز هم اصحاب المبادرة ببناء السداد في مناطق الجنوب للسيطرة على الماء وتحويلها الى مناطق تخدم العملية الزراعية وبعد كل تلك المدة الطويلة لنحاسب انفسنا اولا ونحاسب القائمين على الوزارات المعنية بهذا الشأن ثانيا ونقول,ماذا عملتم بعد تسعين عاما من بناء ذينك السدين اليتيمين في جنوب العراق.. وكم ناظم للمياه تم بناؤه على هذين النهرين الخالدين بعد كل تلك المدة كي نحافظ على ماءنا من الذهاب هباء الى الخليج؟ الجواب لاشئ.. نعم هذه هي الحقيقة المرة التي يجب ان نعترف بها.. وعلينا جميعا وعلى الحكومة الحالية والتي تليها مسؤولية اخلاقية قبل ان تكون مسؤولية اقتصادية وتنظيمية ان تسرع ببناء تلك النواظم(مع عدم التركيز على بناء السداد في مناطق شمال وغرب العراق فقط) وياحبذا لو يكن احدها قرب منطقة التقاء النهرين في كرمة على بعد تتم دراسة الموقع بشكل تفصيلي لكون هذا الناظم سيعطي نتائج ايجابية سريعه من خلال رفعه مناسيب المياه في مقدم السد مما سيؤدي الى امكانية فتح انهار جديده على جانبي الناظم لزراعة اراضي ضخمة في مناطق القرنه وما يحاذيها كما وانها ستؤدي حتما الى رفع مناسيب المياه في كل من اهوار الناصرية والكوت والبصرةبشكل سيؤدي الى نتائج سيلمسها اهالي تلك المناطق بل معظم اهالي الجنوب...
بعد ذلك يتم الاهتمام بانشاء عدد اخر من النواظم في مناطق اخرى من الجنوب المهمل ليتم تحويله الى واحة خضراء بعد كل تلك السنين العجاف التي عاناها اهل الجنوب من سياسات عصابة تكريت الاجرامية..وبنفس الوقت يتم الاهتمام بانشاء شبكة مبازل فعالة لتخليص تلك الاراضي من الاملاح التي تراكمت عليها طوال السنين الماضية بعد ان تم نصب محطات الضخ الخاصة بمياه مبزل المصب العام قبل عدة اشهر لان هذه المياه(اقصد مياه مبزل المصب العام) ستكون اقل ملوحة بعد اقل من عشر سنوات في دراسة اجريت حول هذا الموضوع لتكون تلك المياه رافد جديد لمياه الاهوار وربما لسقي نوع معين من النباتات التي لها قابلية على تحمل الملوحة... اكتب هذه الرسالة الى الاخوة المعنيين كوني من المهتمين بقطاع الري وطالما شاركت في مشاريع متعددة من بلدنا كمهندس شغل مراكز متعدده في ثمانينات القرن الماضي .. وعسى ان تجد لها قارئ جيد من المسؤولين بدلا من الصياح والبكاء شحة المياه الواصلة الينا ...وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.
https://telegram.me/buratha
