المقالات

بعثي ... لم تتلطخ اياديه بدماء عائلتي ( 11 )


بقلم : طلال النعيمي / المانيا

تناهت الى سمعه صرخات موجعة , اعقبها صراخ طفل وليد , من تلك الزنزانة الانفرادية ... فيسرع الخطى نحوها , والبهجة تتقد من وجهه الشاحب القبيح , فالبطن المنتفخة لنزيلة الزنزانة , قد تقلصت بعد المخاض ....ويدخل الزنزانة , وبروح خبيثة يفـتل شاربه الاسود الكثيف , ويقف محدقا في هذه السجينة المسكينة , وفي طفلها المولود للتو ... فتطأطئ رأسها , والحياء يمزقها اكثر من الم المخاض , انها تتمنى الموت في هذه اللحظة السوداوية , فما عادت للحياة قيمة في نظرها , بعد هذه المأساة التي ابتليت بها ...وبعد ان قتل البعثيون زوجها الحبيب , واقتادوها الى هذا المكان الرهيب , بعد تجريمها بعدم الاخبار عن زوجها الفار من الجيش ....الجيش المساق قسرا نحو طاحونة الموت , لمحاربة اول جمهورية اسلامية , وبعد لحظات من الصمت الرهيب , ارتعدت لها فرائصها ...يتركها , فتبقى تنظر الى طفلها الوليد , لتستعيد من خلاله وجه زوجها الشهيد ... ولوهلة , تقفز الى مخيلتها ذكريات الامس , فتتذكر يوم زواجها ...انه اسعد يوم في حياتها , ففيه منحها الله زوجا صالحا , يحبها وتحبه , تستمد الفرح والامان من عينيه , ويستمد هو قوة لمواجهة عقاب الدهر من عينيها ... ولكن الطغاة لايريدون لاحد ان يمتلك اية قوة للمواجهة .... يريدون هدم كل القوى الخيرة , لكي يبنوا على انقاضها شعبا ذليلا ينقاد الى افكارهم ومخططاتهم الخبيثة انقيادا اعمى , بلا ادنى تفكير ونقاش !! لذلك امتدت مخالب الاثمين لتسكت انفاس الخيرين .... ومنهم زوجها الحبيب ...وهنا تنسكب من عينيها الذابلتين دموع تفتت الصخر الاصم , وتكسر كل القلوب الا قلوب البعثيين الطغاة ....وفجأة ...تسمع وقع اقدام , وتنظر بخوف بالغ الى هذا الوحش البشري القادم نحوها , تراه يفـتل شاربه مقهقها , وتقرأ في عينيه الخسة والحقارة ...ترى فيه سبب آلام كل عراقي وعراقية , فقد حول البلد المقدس الى وعاء يفرغ فيه ظلمه وكفره وطغيانه و....

ويأمرها بالنهوض ....وحين لم تستطع , يمد يده الخبيثة الى كتفها ويجرها بقوة ...تصرخ مذعورة .

الى اين تريد بي ...دعني اجلب الطفل , انه التركة الوحيدة التي خلفها زوجي لي ...انه ........... ويرفسها بشدة , ويرفع الطفل الذي راح يصرخ بشدة , الى الاعلى ويقول لأمه المنكوبة ( خذي طفلك !! ) ويقذف به الى الحائط الاسمنتي بكل قوة , فتسكت انفاسه سكتة ابدية , فتذهل الام وهي ترى جسد طفلها الوليد غارقا في بركة من دمه ...تصرخ ...وتضرب رأسها بالحائط بقوة , علها تموت لتتخلص من هذه المأساة العظيمة ...لكنه لايدعها تموت حسب ماتشتهي , بل يجرها من شعرها الاسود الطويل , الذي كان ملفوفا بوشاح قبل ان يأتوا بها الى هذا المكان الرهيب ...ويدفعها الى شرذمة من رجاله الاوباش , فيجرها هؤلاء منتقلين بها من مكان الى آخر , وهي والهة حائرة , ويأمروها أن تركب السيارة معهم مؤكدين لها انهم سيوصلونها الى بيتها ...فتركب وهي في حالة يرثى لها , وتصل السيارة وتتوقف في ساحة كبيرة , فتنزل والاوباش يحيطون بها ...وتنظر بذهول شديد الى ما حولها , ترى مجموعة كبيرة من الناس محتشدين في الساحة , تهمس لنفسها ...-( هذا مرقد زيد النار ...وهؤلاء اهلي وعشيرتي ...وفي منعطف هذا الطريق يقع بيتي الذي كان يضمني وزوجي ...آه كم كانت ليلة رهيبة سوداء عندما اقتادوا زوجي واعدموه في هذه الساحة ...!! )

وتحدق بذهول شديد في ارجاء الساحة , وحين تلتصق عيناها بخشبة الاعدام .. !! تصرخ بقوة ... كلا ...كلا ... وتحمل الى خشبة الاعدام , وتنظر الى الجموع التي جاء بها الطغاة بالجبر والاكراه لترى عملية اعدام امرأة مجاهدة ! وقبل ان يتحول جسدها الشريف الطاهر الى جثة هامدة تتدلى بحبل المشنقة , تصرخ ....

( ايها الشرفاء ....

اجعلوا من دماء الشهداء محجة بيضاء لعزة اسلامكم وعزتكم ...

سبيلا لحريتكم وكرامتكم ...

لاتنسوا دم الشهيد فينساكم الله ....

اصلتوا سيف الحق في وجه الباطل والبغي

وتنتهي ....

لتعيش في ضمائر وقلوب كل الطيبين ...لتكون طريقا غراء لأهداف المجاهدين ....

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حدثت هذه القصة في مدينة الديوانية حيث اعدمت زوجة الشهيد عبد الكاظم وذلك في الساحة المقابلة لمرقد ابي الفضل زيد النار في الديوانية – مقابل دور الضباط – بعد تجريمها بعدم الاخبار عن زوجها الهارب من الجيش والمختبئ في الدار , وكان قد القي القبض عليه في الشهر الرابع من عام 1984 , وتم اعدامه رميا بالرصاص في الساحة المذكورة , وأرجئ تنفيذ الحكم بزوجته الى ان تضع حملها , وبعد وضعها الطفل في زنزانات صدام , اقتيدت الى الساحة المذكورة وشنقت هناك في بداية الشهر الثامن عام 1984 وتم تنفيذ الحكم امام الناس واهل الشهيدين الذين اجبروا على الحضور بالقوة ...

الحركة الشعبية لاجتثاث البعث

www.no-ba3th.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك