المقالات

الشهيد الفلسطيني .. والقتيل العراقي !!


رائد فؤاد العبودي

الحرب الإعلامية التي شنتها وتشنها دول المحيط الجغرافي لعراق بعد سقوط نظام صدام الإجرامي في التاسع من نيسان عام 2003 تسير على خط متوازي مع الحرب العسكرية الفعلية المتمثلة بعمليات تصدير الانتحاريين وخبراء التفخيخ ضمن سياسة هذه الدول المستمرة في إسقاط النظام الديمقراطي الجديد في العراق أو على الأقل عرقلة مسيرته الديمقراطية وتشويهها أقصى ما يمكن لتخويف شعوبهم منها كخطوة احترازية متقدمة لتجنب انتقال رياح التغيير الديمقراطي القادمة من العراق إلى دولهم التي تقودها أنظمة دكتاتورية شمولية وعنصرية بعضها عسكري والأخر قبلي .وقد نكون مخطئين في تحديد العداء للعراق الديمقراطي الجديد بدول المحيط الجغرافي الملاصق للعراق لان الصحيح هو إن عدو التغيير الذي أعقب التاسع من نيسان يمتـد في الواقع من أقصى سلطنة عمان زاوية في المغرب وبادوار مختلفة منها مباشر وفعال كدول الجوار الملاصقة جغرافيا للعراق سواء العربية أو غير العربية ومنها غير مباشر والمتمثل بعموم الدول العربية الأخرى .إن تأثير الحرب الإعلامية يتفوق بنسبة مئوية كبيرة على تأثير الحرب الفعلية فالإعلام المعادي هو الذي يحشد همم الإرهابيين والانتحاريين وهو الذي يقودهم باتجاه الداخل العراقي لارتكاب أفظع الجرائم البشعة تحت تأثير سيل عارم من الصور المرئية والسمعية والمقروءة الملفقة بالأكاذيب والمدعمة بمشاهد قلب الحقائق .وتتمثل حرب الإعلام الموجهة ضد العراق الجديد بتقديم المصلحة الشخصية البحتة على أي مصلحة أخرى حتى لو كانت تتعلق بصلب العقيدة ودماء شعب مظلوم امتلأت الأرض بمقابر ضحاياه الجماعية .هذه الحرب المعلنة يقودها لوبي إعلامي يتكون في اغلبه من عناصر فلسطينية تتحرك بالضد من كل ما هو عراقي وبدافع الحقد الطائفي حينا والمادي أحيانا أخرى. ويكفي إن نأخذ محطات إعلامية كالجزيرة والعالم والمنار للتدليل على ما نقول فقناة الجزيرة مثلا يديرها كادر إعلامي فلسطيني متكامل هو الذي يحدد مسارها الإعلامي وتوجهاتها السياسية والفكرية وهو كادر كانت له علاقات وثيقة جدا بنظام صدام وهي علاقات تواصلت بعد سقوط الأخير لتمتد مع عائلة الدكتاتور في عمان والدوحة ومع شبكة واسعة من البعثيين الهاربين في دول المنفى العربي .في قناة الجزيرة يصوغ اللوبي الفلسطيني خبرا عن فلسطين بالطريقة التالية : ( أستشهد خمسة فلسطينيين بنيران الاحتلال الصهيوني ... الخ ) وتواص الجزيرة تغطيتها للحدث الفلسطيني بخبر آخر يقول : ( هذا واستشهد ثمانية أفراد من عائلة واحدة في انفجار عبوة ناسفة ... الخ ) ثم تذيع الجزيرة بعد ذلك مباشرة خبرا عن العراق يصاغ بالطريقة التالية : ( وفي بغداد قتل ما لا يقل عن عشرين شخصا بنيران الاحتلال الأمريكي في المواجهات التي اندلعت يوم أمس ... الخ ) فعلى الرغم من إن الجزيرة تعترف إن العراق وفلسطين بلدين محتلين إلا إن الذي يسقط بنيران الاحتلال في فلسطين يعد بنظر الجزيرة شهيدا في حين لا يستحق من يموت بنيران الاحتلال في العراق أكثر من كلمة قتيل !هذا الوصف الإعلامي المنافق للجزيرة كان يدار بالطريقة نفسها أثناء الانتخابات التشريعية العراقية التي جرت في كل من العراق وغزة وعلى نفس المنوال في قلب الحقائق والكيل بمكيالين فكانت الجزيرة تصف الانتخابات في العراق التي جاءت بحكومتنا الوطنية الحالية بأنها انتخابات غير نزيهة كونها جرت في ضل الاحتلال في حين كانت تطبل لانتخابات غزة التي جاءت بحركة حماس باعتبارها انتخابات ديمقراطية شرعية ونزيهة لم تشوبها أي شائبة ولم تسجل فيها أي اعتراض على النتائج وأنها مثلت سابقة ديمقراطية بالمنطقة !!وهذه مجرد أمثلة قليلة لمستوى الانحطاط الأخلاقي والحقد الطائفي للكادر الفلسطيني الذي يدير هرم الإعلام في قناة الجزيرة من القمة إلى القاعدة والذي اقل ما يمكن إن يوصف به هو كونه لوبي إعلامي مسئول بصورة مباشرة عن دماء الكثير والكثير من ضحايا الإرهاب القادم إلى العراق بفعل الشحن الإعلامي المتواصل .غير إن الملاحظة المدهشة في موضوع الحرب الإعلامية ضد العراق الجديد هي إن بعض اللاعبين الأساسيين فيه هم أطراف يربطنا بهم رابط الدين والمذهب وهنا تبرز الكوميديا المأساة حيث كنا نعتقد حتى وقت قريب إن هذه الأطراف ستكون الداعم الأكبر لشعب العراق وحكومته الوطنية لأسباب تتمثل بالتاريخ المشترك المبني على المعاناة والماسي وعلى يد أعداء متشابهين توالوا على ظلمنا واضطهادنا . فإذا كان بإمكاننا إن نفسر سبب الانحياز الأعمى والتضليل المتعمد من جانب قناة الجزيرة تجاه العراق وشعبه وكونه يأتي من الحس الطائفي المقيت والحقد الموغل في صدور الكادر الإعلامي الذي يدير الجزيرة وانه لا يسره إن يرى العراق بدون طاغيته النافق , فان ما نعجز عن تفسيره تماما هو الخطاب الإعلامي لقناتين يربطنا بهما الكثير كما كنا نظن من قبل كقناة العالم الإيرانية وقناة المنار اللبنانية هذا الخطاب الإعلامي الذي يصر أيضا على منح صفة الشهادة للفلسطيني الذي يسقط برصاص الاحتلال والقتل للعراقي الذي يموت برصاص احتلالاً آخر !هذا الخطاب الغريب والمؤلم من جانب قناتي العالم والمنار استمر طويلا رغم ناشدة الكثير من الكتاب والصحفيين العراقيين ورغم تلقيهما العشرات من المكالمات الاحتجاجية من العديد من المواطنين بالداخل والخارج العراقي مع العلم إن الخطاب الإعلامي لقناة العالم يضل ارحم بكثير من خطاب قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله فقناة العالم على اقل تقدير قدمت الكثير من البرامج التي توضح للعالم التاريخ الدموي لنظام صدام ومن خلال زيارات ميدانية بالصوت والصورة للسجون والمعتقلات مع توثيق شهادات الناجين منها وذوي الضحايا الذين استشهدوا فيها . بينما امتنعت المنار عن تقديم برنامج وثائقي واحد يكشف ماسي الشعب العراقي والجرائم التي ارتكبت بحقه والتي هزت الضمير الإنساني في أصقاع بعيدة من العالم لا يربطنا بهم لا دين ولا تاريخ ولا لغة لا بل مازالت هذه القناة تصر على استضافة ألد أعداء الشعب العراقي وحكومته الوطنية في برامج حوارية يديرها طرف واحد فقط هو الطرف المعادي للعراق وتكال فيها الشتائم المباشرة وغير المباشرة للشعب العراقي وحكومته الوطنية .ختاما نقول إن دعاء أيتام الإرهاب في العراق ( وحوبة ) الأمهات الثكلى المجوعات بفقد أبنائهن وأزواجهن مسموعة عند الله , فأصوات هؤلاء الأيتام والأمهات أزال الله عنا كابوس الطاغية بالأمس وبأصواتهم ودعائهم ستخرس كل الأصوات المبحوحة حقدا ونفاقا وسيستمر العراق في مسيرته إلى الأمام منتصرا على إعلام الرذيلة والكذب كما انتصر على مفخخات الزرقاوي من قبل .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د.سعد منصور القطبي
2009-05-30
لقد أفتى البعض بقتل الشرطة العراقية بحجة أنهم متعاونون مع ألأحتلال فيما يوجد أكثر من مليون فلسطيني يعملون في أسرائيل لم يفتي أحد بقتلهم ولكن المؤلم أن أن تذكر مضلومية الفلسطينيين ولاتذكر مضلومية العراقيين الذي هجرهم صدام الى ايران وسلب كل ممتلكاتهم وحجز ابنائهم ثم أبادهم جميعا دون ذنب اقترفوه بينما الفلسطينيين باعوا أملاكهم لليهود والذين بقوا في أسرائيل يتمتعون بحرية كاملة ولهم أربعة أحزاب في الكنيست ويعيشون مترفين حتى اكثر من الخليجيين.
الدكتور شريف العراقي
2009-05-29
المفروض الخروج من الجامعة العربية
عراقي يعشق العراق
2009-05-29
وماقيمة الاعلامي الذي يحدد اذا كان هذا شهيد او لا العلم عند الله وفي المقابل اعلامنا مقصر وخصوصا الفضائيات واحلم في يوم يكون فيه العراق قويا مقتدرا عندها لانهتم لما يقال القوة وحدها ترد هؤلاء اما فكريا لانستطيع لان المقابل كالبهيمة مقاد من عنقه لايغيره الا السوط او التلويح بالسوط
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك