فراس الغضبان الحمداني
رغم المعاناة والمأساة التي شهدها كل أبناء الشعب العراقي ونخص منهم الشرفاء الذين يحترمون القانون ، كانوا يحلمون برجل شريف يتولى القيادة ليطبق القانون على نفسه أولا وحاشيته وأركان وزارته ويثبت للعالم وقبل ذلك لرب السماء بان هذه القيادة الجديدة هي شريفة ونزيهة وهي البديل العادل عن صدام وحاشيته ولكن تجري الأمور بما لايشتهي الشعب ..!.لقد لعبها المالكي بطريقة ذكية حين قال إنا امثل الائتلاف دولة القانون ولا امثل حزب الدعوة أو الائتلاف الشيعي الموحد ومن اجل هذا القانون والشعب المظلوم سنطبق خطة فرض القانون واستعادة الحقوق وترميم المظالم .. فصدقه الشعب وقال مرحى يامالكي واليك ما تستحق من أصوات سنرميها في صندوق الانتخابات لمجالس المحافظات إكراما منا وتصديقا لعهدك لنا لتطبيق القانون لكي نمنحك الفرصة لتنفذ صولات الحق ضد الباطل وتحقق الأمن وتبطش بالمفسدين فتحصل على رضا الناس وقبل ذلك واهم منه رب العباد الذي يعلم ما تخفي وما تعلن من نوايا .
وتركنا الأمر بعد ذلك للوقائع والمجريات والقرارات والتحالفات التي سيقوم بها رئيس الوزراء والذي يفترض بأنها تعبر عن الشرف والنزاهة والاختيار الصحيح لأشرف الناس المضحين والقادرين على قيادة البلاد وليس على المنافقين والدجالين والسماسرة والحقراء من البعثيين لغرض المؤازرة لانتخابات مقبلة تثبت نوري المالكي في موقعه على حساب الشعب ومستقبله ولايهمه تهميش الشرفاء وذبح الانقياء .
ويبدوا إن الإنسان يطرح شعارات العدل والنزاهة ولكنه حين يتذوق امتيازات السلطة من مال ونساء ونشوة وكبرياء .. سوف تأخذه العزة بالإثم ولا يتردد إن يركل الشعب بفردة حذائه وأيضا لايتردد باستخدام كل السماسرة والدجالين لتعزيز سلطته والترويج لانتخاباته المقبلة ، وما يفعله الرئيس يفعله الوزراء ، ومن يريد إن يحكم بصورة دقيقة وعادلة ويعبر عن مقدار نزاهته وحجم شرفه ومقدار إخلاصه للشعب .. عليه إن يطبق هذه المعايير على حاشيته التي اختارها بنفسه ، فان صلحوا فقد صلح وان فسدوا فقد فسد ، والمثال لم يعد مخفيا وزير التجارة وقبله وزير التربية العلوان والمظفر وكيف لعب حنون وأدخلهم إلى المخاوير وجعلهم وإخوتهم والمقربين منهم يحيون الليالي الحمراء مع العاهرات وكأنهم يرقصون على أشلاء العراقيين التي تمزقهم يوميا السيارات المفخخة وينخر بهم الجوع والفقر والمرض و يسرقون الحصة التموينية ويعقدوا الصفقات لينفقوها على ملذاتهم وشهواتهم ياللعار.. ياللعار ماذا أبقيتم للشياطين على الأرض ..!
هذا ما فعله وزير التجارة ويفعله وزير الكهرباء ووزير التعليم العالي الذي يوفر للمفسدين فرص الشهادات العليا ولا نستثني من دائرة الفساد بقية الوزراء الذين كانوا مطية يمتطيها المستشارين وفي مقدمتهم الإعلاميين ، وهناك الكثير من الذين يتبوؤن مناصب كبيرة ومهمة يتحالفون مع شلل الفساد في مكاتبهم الإعلامية لعقد الصفقات المشبوهة ومليء جيوبهم وكروشهم بالمال السحت الحرام .
وهذه النزاهة قد دخلت اللعبة وتهادنت مع المفسدين الذين ابتكروا احدث الطرق لاحتوائها وتقليم أظافرها وكذلك أصبحت المفوضية ( المستقلة ) للانتخابات البقرة الحلوب التي يحلبها كل اللصوص باسم الديمقراطية والإعلانات الانتخابية .
أيها الناس ابحثوا عن السيرة الذاتية للمستشارين الإعلاميين فأنكم ستجدون العشرات من نماذج محمد حنون الذي نجح في إسقاط وزير التجارة وقبله العلوان والمظفر ، وإذا كان هذا يفعله شخص واحد من بقايا ذيول النظام السابق بان علينا إن نتصور ماذا سيفعل المئات من خريجي المدرسة الصدامية من اتحادات ومنظمات محلية وإقليمية ودولية .. وكل المؤشرات تؤكد بأنهم نجحوا في اختراق حكومة المالكي الهشة التي تدعي أنها طبقت وفرضت القانون ولكنها في ذات اللحظة أصبحت مطية لرموز البعث الذين اخترقوها عموديا وأفقيا وسوف تؤكد مقبل الأيام صحة ما نقول وحينها لاينفع العض على الأصابع أو الاعتراف بالخطأ ولعلنا قد نشعر بالأذى والخيبة .
ولكن ما ذا يقول الذين دفعوا حياتهم ومستقبلهم وأرواح أبناؤهم وعوائلهم ثمنا لحرية العراق .. سيقولون للمالكي هل أصبح البقاء في الكرسي أهم من المبادئ واحترام إرادة الشعب ، ولعل الحر كما يقولون تكفيه الإشارة .
https://telegram.me/buratha
