المقالات

مجاهدي خلق .. نبذ أوروبي لمجموعة من القتلة


كريم البصري

خلال الشهرين الماضيين أثيرت قضية معسكر أشرف و ساكنيه من بقايا المعارضين لإيران . بعض المواقع البعثية أظهرت اهتماما لم توله أية جهة أخرى و كانوا ملكيين أكثر من الملك . الدوافع و الأسباب واضحة و لا حاجة لذكرها و لا لتحليل مشهد سياسي مفهوم حتى أدق التفاصيل . و لا زال بوسع القارئ و المتصفح لمواقع معروفة بتوجهاتها البعثية و المعادية للشعب العراقي و تجربته الديمقراطية تتناول هذا الموضوع و تسهب في تغطيتها لقضية لا يهتم بها أي مواطن عراقي باستثناء هؤلاء الفاشلين الحمقى . منذ بروز قضية أشرف و ما تبعها من أخبار و أحداث كنتُ أتساءل سؤالا بسيطا و لكن لا يبقى في ذهني و لا دائرة الاهتمام لأبحث عن جواب له أو أطرحه للنقاش مع أحد الأخوة و يتلخص في : لماذا لا تحسم الدول الأوروبية التي يصوّرها البعثيون الأشد قربا و تعاطفا مع شراذم خلق الإرهابية هذه بأنها تقف إلى جانب قضيتهم ( العادلة ) أقول أن تحسم الدول الأوروبية القضية بإيوائهم و قبولهم كلاجئين سياسيين على أراضيها خاصة مع أنها رفعت عنهم صفة المنظمة الإرهابية بعد وقت طويل من اعترافها بممارسة هذه المنظمة لعمليات بشعة سواء داخل العراق أو داخل إيران ضد الشعب الإيراني و إدراجها في قائمة المنظمات ألإرهابية ؟ الجواب وقفت عليه اليوم عبر الرسالة وجهتها النائبة في مجلس اللوردات البريطاني ايما نيكلسون إلى صحيفة ايكونومست الاقتصادية وتحدثت عن أسباب عدم قبول لجوء أعضاء منظمة مجاهدي خلق في الدول الأوربية . و مما جاء في رسالة نيكلسون إن الحكومة العراقية أعلنت مرات و في مناسبات عدة انه ليس لديها نية لإجبار أعضاء منظمة مجاهدي خلق المتواجدين في معسكر اشرف شمال بغداد الذهاب إلی إيران أو إلی أي بلد آخر . و تضيف : في الواقع علمت أن 1015 شخصا من بين 3400 شخصا في مخيم اشرف لديهم تصاريح إقامة في مختلف البلدان و الكثير من هذه الدول أعضاء في الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلی ذلك 2000 من سكان اشرف مسجلين لدی المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في أمل نقلهم إلی بلدان أخری مستعدة لقبولهم . ثم تتساءل النائبة :مع ذلك نحن في أوروبا بالرغم من الطلبات المتكررة من جانب الحكومة العراقية لا نقبل هؤلاء الناس .. لماذا ؟ حقا لماذا يا ترى ؟ الجواب بوضوح كما في الرسالة المذكورة هو إن معظم سكان معسكر اشرف تلقوا تدريبات عسكرية في ظل نظام صدام حسين و شاركوا مع الحرس الجمهوري و غيرها من قوات الأمن العراقية في سحق انتفاضة الشعب العراقي بعد تحرير الكويت في عام 1991 . هناك أدلة وافرة علی أن منظمة مجاهدي خلق ألحقت الأذى بالشعب العراقي عندما رفض الجيش العراقي تنفيذ أوامر صدام لعمليات القتل العديد من عوائل الضحايا في العراق لا يمکن أن ينسوا هذا أبدا . هذا الجواب لا جديد فيه سوى إماطة اللثام عن السبب الحقيقي في نأي الاتحاد الأوروبي بنفسه عن حل المشكلة رغم طلبات الحكومة العراقية و ما أثاره معسكر أشرف على يد و يا للعجب بعض القوى السياسية العراقية نفسها التي تقيس الأمور من زاويتها الخاصة بعيدا عن مصالح العراق و لا تريد إلا تأبيد حالة العداء بين العراق و إيران بالإبقاء على منظمة إرهابية باعتراف العالم . المشكلة أن هذه المنظمة التي تعرض العراقيون على يدها في عهد المقبور صدام للقمع و القتل ينظر إلى من يدعو لإخراجها من العراق و كأنه يدافع عن إيران!! جواب نيكلسون يضع النقاط على الحروف التي يريد البعض التلاعب بها و ألقمتهم حجرا في الصميم . فهذه المنظمة مجموعة قتلة و مأجورين شاركوا في قمع النظام البائد لشعبه و شاركوا أيضا في العمليات الإرهابية بعد سقوطها و لهذا فدول الاتحاد ألأوروبي ترفض إيوائهم فلماذا يصر من يصر على إبقاء القتلة على أرضنا و لأية أسباب ؟؟ أحسب أنه بعد هذا الإيضاح الأوروبي تكون الأمور واضحة و جلية . و أن المدافعين عن أشرف و من فيه إنما يحاولون قتل التاريخ و التزوير في أوراق الحقيقة الساطعة التي تقول إن أفراد منظمة خلق ثلة من المجرمين و ألإرهابيين الذين أمعنوا في قتل العراقيين لا سيما في الانتفاضة الشعبية عام 1991 و جميع من يدافع عن هذا الميكروب الذي يلوّث الأجواء العراقية هو ممن يدعو لعودة الماضي و يتشبث بأي ملمح ممكن من ملامحه و لكن سيبوء بالخسران لا محال .. ندعو الحكومة العراقية إلى طرد هؤلاء بعيدا عن أرضنا و لا حاجة لنا بورقة ضغط على إيران كورقة خلق فسحقا لورقة ضغط كهذه كانت ما كانت المكاسب التي يُظنّ أن العراق سيجنيها من وراء إبقائها عالة على الأمن الداخلي و ما تعنيه من استهتار بمشاعر العراقيين الذين تعرضوا للأذى على يد عناصر منافقي خلق الإرهابية . .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك