المقالات

المصالحة الوطنية ..... مع من ؟


بقلم داود نادر نوشي

يختلف تعريف المصالحة الوطنية عند الكثير من العراقيين سواء كانوا سياسيين اوغير سياسيين ، والاختلاف هنا يرجع الى النظرة التي ينظر بها هؤلاء الى العراق الجديد والعملية السياسية الجارية ألان والموقف السياسي أتجاهها .  والسؤال المطروح دائما هو ليس عن جدوى المصالحة ، او متى ، وكيف، ولكن المهم في المصالحة هو مع من نتصالح ؟ وماهي الاسس والمبادى التي تجري عليها المصالحة ، وهل أن المصالحة هي الوسيلة المثلى للحصول على مكاسب سياسية ، الغاية منها أستجداء الاصوات للوصول الى كرسي السلطة ولوكانت على حساب دماء العراقيين ، وهل تعني المصالحة أن نساوي بين الضحية والجلاد ؟

ونحن كعراقيين وبعد سنوات عجاف من الحكم الدكتاتوري البعثي البغيض ، والذي جعل من الشعب العراقي عدوا لدودا له ، لم يفكر طيلة ثلاث عقود من التصالح معه ، بعد أن قتل الملايين من خيرة شبابه.وبعد كل هذا التنكيل والاجرام الذي مارسته السلطة البعثية طيلة فترة حكمها الاسود، وبعد الهزيمة والانهيار في 2003 عادت لتمارس الاجرام والقتل بحق العراقيين ولكن بطرق وأساليب جديدة وتحت مسميات المقاومة والجهاد، وفي ظل تحالفات مشبوهة مع تنظيم القاعدة الارهابي والبعض من المفلسين السياسيين والحالمين بعودة الديكتاتورية .

وهنا اقول كيف يمكن لأي منصف وعاقل ان يفكر ولو للحظة واحدة بالمصالحة مع البعثيين ، لاسما وانهم لم ولن يغيروا من سياستهم القائمة على التهميش والاقصاء وسياسية الحديد والنار . ثم أن المصالحة الواجبة هنا هي التي تكون مع من يؤمن بالعملية السياسية والعراق الجديد قولا وفعلا ، لا بالشعارات والخطابات الهستيرية التي تخفي ورائها الكثير من الاجندة والمؤامرات السياسية، الهدف منها تقويض كل ما تم بناءه خلال ست سنوات قدم فيها العراقيين ألأّلاف من الشهداء وانا اعتقد ان المصالحة الوطنية سوف تتعثر ولن ترى النور مادامت ألالية المتبعة في أجرائها قائمة على الفوضوية في تحديد المسار الذي تسير عليه ، والعشوائية في اختيار الاطراف والتي يجب ان تكون وفق مبدء العراق الجديد القائم على التعددية وحرية الرأي وتقبل الاخر ، ووفق هذه التسمية فأن كل الذين يؤمنون بالعراق مابعد 2003 هم الذين يجب أن يجلسوا حول طاولة المصالحة ويرسمون الخطوط العريضة لها .

اذ لابد لنا من وضع نهاية لما نحن فيه وان نتطلع الى المستقبل ونبني العراق ، وندع الخلافات الجانبية التي سوف لن تصل بنا الى نهاية النفق المظلم ، وان نمد جسور المصالحة الى ابناء الشعب العراقي الذي ذاق مرارات الحرمان والفقر منذ عقود وهو يتربع على ارض غنية بمواردها وثرواتها، وهو الاولى بمد يد المصالحة له، ولن يقبل ان تمتد يد المصالحة الى الذين مازالت أيديهم تقطر من دماءه وستقطع لامحاله .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك