عزت الاميري
نشرت وزارة حقوق الإنسان العراقية إعلانا صحفيا عاديا في صدر الصفحات الاولى حيث تدعو الوزارة جميع المواطنين الذين لديهم اية معلومات عن المفقودين العراقيين والكويتيين ( استثنت الايرانيين) لاسباب فضائية..فقالت او اية جنسية اخرى والذين فقدوا خلال حرب الخليج الثانية عام 1991 او عن مواقع دفنت فيها رفاتهم، إلتزاما بالوزارة بالجوانب الإنسانيةو إحترام العراق للاتفاقيات الدولية والقانون الدولي الانساني ثم اردفت سعيا منها في تحديد مصيرهم وإنهاء معاناة عوائلهم وحسم ملفاتهم العالقة حتى الوقت الحاضر.أنتهى الاعلان المدفوع الثمن..
بهدوء... مع شاعرية الكلمة التي تسبق إنفجار النفس المتالمة .. نناقش هل يوجد بلد في العالم نال مواطنوه من الاذى التغييبي كما نال العراقيون؟ أقلّب صفحات التاريخ توجد مجازر حربية وجها لوجه ولكن غدرا وصبرا لانظام بينوشيت الشيلي ولا النازية كانت مثل نظام البعث القرصاني ملايين اختفوا قسم منهم تحت التراب وقسم مفروم او مثروم بالمتداول اللهجوي العراقي وقسم مذاب في احواض التيزاب وقسم طعم للاسماك الدجلوية والفراتية والاحواض الخاصة هذا الظاهر من وسائل التغييب والتعذيب ولكن نظام البعث انمحق شر ّ محق وكعراقي بسيط السريرة اتسائل لماذا منذ 6 سنوات لم يتصدى بعثي واحد مكفرا عن ذنبه يصحو ضميره الميت لا السباتي ويعلن البراءة من البعث المقيت ثم يرشد الحكومة الى الالاف من المقابر التي لو استعملنا كل التقنيات التكنلوجية والمراقبات الجيولوجية بالاقمار الصناعية لما رصدنا بعضها! اليس من الغريب ان لايصحو ضمير بعثي واحد؟ نعم واحد فقط لاغير من بين كل الالاف التي تتباكى الان على إن المصالحة الوطنية منعتهم من ولوج ديمقراطية الحياة السياسية!! منذ 1968 ومجيء جبل القذارة لم يصرّح بعثي واحد عن مقبرة او عن ضحية مدفون؟ الاتجدونها ظاهرة تتعلق بالسيكولوجية للبعثيين، المبنية على النشوة في السادية وحب مظاهر الدم للابد؟ اليس غريبا ان لايصحو من سباته الكهفي مناضل بعثي واحد من بين الذين سكنوا عمان ودمشق ودبي واليمن ونيوزلندا ودول اسكندنافية ووو الايمكن ان يرسل رسالة او يمرر معلومة الى صديق الى صحيفة اجنبية الى مراسل يبحث عن الشهرة الى اعلان جداري في جامع! لان البعثيين الان لبسوا الحجاب وعذرا للاستعارة واطالوا اللحى ومسبحتهم تكبّل الايادي الملّوثة دم، لايكلّون عن الحوقلة والبسملة والتحميد والتسبيح والاسترجاع فهم اليوم ركّع سجود يعرفون الله شر معرفة!! وكأن مسار قطارالخداع ينطلي ويمرّ!!
فقد صارت الجوامع للاسف هي اماكن اجتماعاتهم التي حتى الشيطان بريء من تاسيسها التخريبي لكل شيء فلم تسلم من خبائثهم لاجامعات ولااسواق ولااطفال ولانساء تراهم افسق الناس ويتحدثون بالتقوى تراهم السرّاق ويتحدثون عن النزاهة. مع ذلك ألوم وزارة حقوق الانسان لان اعلانها عديم الجدوى ناقص التاريخ وهودم ابرياء يستصرخون عدالة وإقتصاص اليس من المؤلم نجاة القتلة؟ لانها كان يجب ان تجعل تاريخ 17/تموز/1968 خط الشروع للبحث عن جثث الضحايا لاان تختصر 1991 وتترك لمساحة سنوات الاجرام في ذاكرتنا المتالمة اجراس النسيان مثل واحد سمعت عنه وتحققت منذ مجيء نظام العار اعتقلوا السيد هاشم الالوسي وكان في الجناح العسكري للحزب الشيوعي وغاب منذ ذاك التاريخ بعد ان ترك فتاتين وزوجة صبورة حامل ووالدين ماتا بحسرته ذوبا في شوق لقاء مفترض يوما ما وها نحن عام 2009 لازال مصير السيد الذي رفض تحت اقسى التعذيب ان يعترف على خليته وجاء له ولد لم يرى ابوه ولايعلم ابوه عنه شيئا وفي سنوات الحصار بث البعثيون دعاية انه حي!! وان شوهد في سجن من ملايين السجون ولكن البعثيين كانوا يزرعون عند الناس الامل ثم يقتلون الامل والناس سوية!!!!
هذا نموذج واحد لم يعرف عنه الاحياء من اهله شيئا !ياوزارة حقوق الانسان لا تهملوا عراقيا مظلوما تنتظر عائلته يوما ان يكون قمة الامنيات أن تضع شاهدة على قبره الطاهر فقط وتستخرج له حقوقا بعد حين وحين ،نحن مع كل مفقود ولكن لاتنتظروا صحوة ضمائر البعثيين لانهم ليسوا بلاضمائر فقط ولا بلاقلوب ولكنهم بلا وعي للرحمة الفطرية يضمها قفص صدري انساني هم لم يُخلقوا ويُجبلوا عليه.
https://telegram.me/buratha