المقالات

فاطمة الزهراء عليها السلام بين مفهومي الموت والحياة


محمود الربيعي

السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ركن من الاركان وصفحة من الصفحات القليلة التي تتعلق بالرموز العالية للاسلام والمسلمين، ولعلها احدى الصفحات الاربعة عشر وهو المنطبق على حقيقة من حقائق التاريخ التي تشهد بالولاية لهؤلاء الاربعة عشر الذين يمثلون الاقطاب الثابتة، والتي لولاهم لزالت الارض. ان مظاهر الارتباط بين الزهراء عليها السلام والكون والحياة متعددة فالارتباط الاول بينها وبين ابيها الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والارتباط الثاني بولي عصرها وهو امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وان كانت هي ولية ايضا، والارتباط الثالث بولديها الامامين الحسنين عليهما السلام وهذه الارتباطات لها فيوضها الالهية التي حددها القرآن الكريم في أية التطهير وآية المودة وآية المباهلة وغيرها من الايات ،

ولم تتوقف هذه الارتباطات بل استمرت مع احفادها من الائمة التسعة من ذرية الامام الحسين عليه وعليهم السلام، فهي مرتبطة بكل قطب من هذه الاقطاب ومنجذبة اليه وهم منجذبون اليها، وتشكل مجموعة هذه الارتباطات جواهر متلألئة مشعة كانت ولم تزل وستبقى تشع حتى تصعد كل هذه الاقطاب الى الجنة التي وعد الرحمن عباده بالغيب وكان وعده مأتيا، والزهراء هي تلك الجوهرة التي احاطتها انوار الرسول والاولياء.

ان الزهراء عليها السلام بالمقاييس العادية امرأة ابنة نبي وزوجة خليفة وام لامامين، ولكنها بالمستوى العرفاني والعلوي شئ آخر فهي سيدة نساء العالمين لا لانها ابنة وزوجة وام كما ذكر آنفا، لكنها السيدة المعصومة المحدثة التي انطلق لسانها يوم خطبت المسلمين في المسجد النبوي تذكرهم بالله وبآياته وبراهينه، وتذكر المسلمين بالرسالة والنبوة والامامة، وتذكرهم بالحقوق والواجبات والمسؤوليات.

لم تكن فاطمة الزهراء عليها السلام احدى النساء العابرات في تارخ الانسانية والا لما كانت سيدة لنساء العالمين، وبمنزلة اعظم من منزلة مريم ابنة عمران عليها السلام، ولما قال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو من لاينطق الا عن وحي يوحى بضعة منه يؤذيه من يؤذيها، ليس ذلك الا لانها عين العصمة وجوهر ة الاسلام ولانها وعاء الولاية، والتي لم يخلق الله خلقا عظيما الا لمحبة هؤلاء الاربعة عشر الذين خلقوا من النور، ولأنهم نور، فهم نور من نور، ونور بعد نور، ولانهم لم يستحقوا صفة النور الا لطهارتهم المعنوية والمادية التي جعلتهم يرتقون في اخلاصم لله وعبادتهم اياه بالشكل الذي لايمكن ان يعرفهم غير الله. فلايعرفهم الا الله ولايعرف الله حق المعرفة الا هم.

فصاحب الرسالة عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام عرج الى السماء ودنى وتدلى وكان قاب قوسين او ادنى، وكان جبريل الامين عليه السلام خلف النبي صلى الله عليه واله في السماء وهو كذلك في الارض رسول الله الى الرسول محمد صلى الله عليه وآله والواسطة بينه وبين الله عز وجل، فللرسول محمد صلى الله عليه وآله الدرجة والمنزلة.  ويخطا من يتصور ان السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام انها ماتت، فما اقصر مفهوم الانسان للموت، فليس كل حي هو حي وليس كل ميت هو بميت، فكم من الاحياء يمشون على الارض لكنهم ميتون، وكم من الاموات هم احياء عند ربهم يرزقون، فمفهوم الحياة والموت واسع غير محدود، فالله حي لايموت والشهداء احياء والانبياء والرسل احياء وكل عمل في سبيل الله حي ولكن الناس لايشعرون.

فالزهراء عليها السلام من الاحياء الذين يرزقون، ولقد لحقت بابيها صلى الله عليه وآله وسلم، وهي بكل المعاني الرفيعة تعيش في قلوب محبيها، وفي ضمائر الربانيين والصديقين والعرفانيين والمؤمنين بالله وبرسوله واولياءه الانوار القدسية التي تنير الدرب لكل القاصدين، فسلام على السيدة الطاهرة يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث حيا، وسلام عليها يوم تشفع لمحبيها ومحبي اهل بيتها الطاهرين عليهم السلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو فارس الشبكي
2009-05-27
السلام على الطاهره المظلومه سيدة نساء العالمين فاطمه الزهراء وعلى ابيها وبعلها وبنيها عليهم افضل الصلاة والسلام ولعن الله اعدائهم الى يوم الدين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك