بقلم : سامي جواد كاظم
الاسلام يتعامل مع ظاهر الافعال والاقوال اما النوايا فانها محكومة بامر الله عز وجل ن وكثير من هذه التعاملات بين البشرية يحث الاسلام عليها بمشترك واحد اسمه الانسان وكثيرة جدا القصص والروايات التي تتحدث عن علاقة اليهود والنصارى بنبي الاسلام والمسلمين منذ البعثة الى كتابة هذه السطور ، وهذه الروايات يتمخض عنها نتائج تكون ايجابية اذا كان اطراف الرواية ممن لا يتطرفون بارائهم على بقية الاديان والملل وسلبية اذا كانت ارائهم متطرفة ومتشنجة .
والمتبادر الى ذهن المرء اذا ما شاهد موقف سلبي من شخص ما فانه يتهم مذهبه او قوميته الا الاسلام حث على النظر الى فعل وقول المرء دون قوميته او ديانته مع الميول الى حسن الظن قال الامام علي عليه السلام : انظر الى ما قال ولا تنظر الى من قال ، والخير دائما لا يحتاج الى بينة او شاهد على عكس الشر حتى اذا وقع فان الشهود والبينة ودراسة تداعياته من الضروريات قبل الحكم عليه .عموما الصورة عن امريكا لدى الدول الاسلامية سلبية وتفاقمت بعد احداث سبتمبر وحرب افغانستان والعراق وحتى ان بوش في احدى حواراته التلفزيونية المغلقة مع المالكي ابدى امتعاضه من المالكي لعدم قدرته على تحسين صورة امريكا لدى الشعب العراقي ، ولكن الاسلام يرفض التعميم فليس امريكا او شعبها او حتى حكومتها كلهم ينظرون نظرة سوء الى الاسلام والمسلمين بل فيهم المنصف ولطالما كان حديثنا عن سياسة الخارجية الامريكية الفاشلة وما نجم عنها من تداعيات اثرت على صورة المسلمين في امريكا خصوصا والعالم عموما لابد لنا من انصافها والاشادة لها اذا ما اقدمت على خطوة ايجابية ترفع التشويه الذي رسمته هي عن الاسلام فكانت خطوة رائعة من الخارجية الامريكية عندما اصدرت كتاب بعنوان "أن تكون مسلما في أمريكا".
هذا الكتاب لا يتحدث عن حقائق تاريخية بقدر ما يتحدث عن نتاجات اسلامية استفادت منها امريكا لان اصحاب النتاجات هم من المسلمين ولم يردوا على امريكا بالمثل لما صدر منها من اجراءات اعلامية شوهت الاسلام فكان العفو والصفح سجية المسلمين .هذا الكتاب ترجم الى 28 لغة وهذا الرقم رهيب ان هذه اللغات من المؤكد هي من الامهات اللغوية والاكثر استخداما بين سكان العالم فيعد هذا الجهد رائعا بحق ، ولان الترجمة لهذه اللغات فكان عدد النسخ التي طبعت هي 400 الف كتاب .هذه الخطوة من الطبيعي جدا ان تثير احقاد كامنة في صدور بعض المتطرفين الامريكيين وكان المتطرف الامريكي ستيف إمرسون هو اول الناقدين له ولكن ماذا انتقد وماهي فصول الكتاب التي تستحق الانتقاد ؟الكتاب تضمن نماذج إيجابية من حياة مسلمي أمريكا مدعمة بالجداول الإحصائية والمعلومات الشخصية، حيث أصبح منهم الأطباء والجنود ورجال الإطفاء والساسة ومصممو الأزياء والرياضيون المحترفون وغير ذلك.وجاء في الكتاب أن جيلا جديدا من المسلمين الأمريكيين يثرون الطب والعلوم والأدب في الولايات المتحدة .هذه المعلومات الاحصائية الموثقة ليست تاريخ يمكن اتهامه بالتزييف بل حقائق على الارض الامريكية وملموسة من قبل الشعب الامريكي ولهذا سيكون رد المتطرف الامريكي إمرسون على الكتاب هو التهجم والتكذيب فقد ادعى هذا ان الكتاب دعاية إلى عدد من المنظمات الإسلامية الأمريكية الكبرى، ومن بينها مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية كير، ومجلس الشؤون الإسلامية العامة والجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية إسنا، متهما هذه المنظمات بالتطرف ، هل هذا رد علمي منطقي يمكن الاخذ به ؟ كلا لان محتوى الكتاب حقائق امريكية .
ومن هذا الكتاب يتوجب على المسلمين في امريكا متابعة ردود الافعال فالسلبية عليهم تفنيدها والايجابية انمائها حتى تتضح الصورة الحقيقية اكثر بالنسبة للشعب الامريكي والى كل من لا يعرف المسلمين .وانا كمسلم اقدم امتناني وشكري لمن عمل على اصدار هذا الكتاب من الخارجية الامريكية الى اصغر عامل فيه لانه يعد دعامة لتمتين العلاقة بين الانسانية واكرر يجب ان نميل الى حسن الظن اتجاه هذا العمل حصريا
https://telegram.me/buratha
