واثق جبار عوده - السويد
لم اعرف معناها ولكن سمعتها مرارا حينما يهدد طاغيتهم المقبور .. (لأ هلطهم .. هلط ). وبعد التمعن والسؤال فهمت ماتعني كلمة الهلط .. انها تعني ان تجرف بالسيف جرفا .. اي ان تاخذ العديد من ارواح اعدائك بضربة واحدة من سيفك البتار. ولم اعلم ان هناك من سبق الطاغية من نطق بهذه الكلمه بل انها ثقافة جديدة جاء بها طاغية ليثبت طغيانه فوق جماجم من قال لا للطغيان.
خمسة وثلاثون عاما من الهلط المبرمج واللا مبرمج ماذا ينتج ياترى من ثقافة او اسلوب في التعامل لايفقه غيره من عاشوا هذه الثقافة وعشقوها وانسابت في عروقهم وتصلبت شرايينهم على مفاهيمها. فتراهم يقدسوا من علمهم مبادئ الهلط بل جعلوه ربا يعبد حينما كان يمسك سيف الهلط البتار .. فهوه الاله البتار في وجدانهم.
والهلط في ثقافتهم هو مقياس الترقي وهرم السلطة .. فالقمة يجب ان تكون البارعة الفتاكة في فنون الهلط .. والمسؤول الاعلى يجب ان يكون اهلط من المسؤول الادنى .. والا فان الحكم قادم لا محاله على انه فاشل في القياده ويجب بتره ان امكن باسلوب الهلط وعلى من كان الاهلط ان يرتقي ليحل محله في قيادة الامه الخانعة للهلط.
وبما ان رمز الهلط العربي الاشتراكي هو السيف البتار .. فان صور ورسوم ربهم الهالط الاوحد وبيمينه سيفه البتار تملآ ساحات الوطن الخانع الممجد للهالط الضروره. ولشد همم الهلط الحزبي فانه اي ربهم الهالط بين الحين والحين يخرج عليهم شاهرا سيفه الهلطي الاصيل يحركه ذات اليمين وذات الشمال وانظار الهلاطين مشدوده ليمينه الاسمر السرمدي ينتظروا فراغ يمين سيدهم الهالط ليتقاطروا عليها تقبيلا ومسحا للجباه تبركا بالفكر الهلطي للهالط الكبير.
اعتاد الهلاطون حينما كانوا في اوج قوتهم الهلطية ان يهلطوا رؤوس الابرياء .. فالهلط عندهم قدس الاقداس .. وكافر بفكر الهلط من ضعفت يمينه ساعه الهلط المقدس. وتفننوا بالهلط حتى انهم صوروا جلساتهم الهلطيه من هلط للرقاب والالسن والاذان والاكف والاذرع والاقدام والسيقان. وليس اجمل من حفلات الهلط الجماعي عندهم .. حينما يبرقون للهالط الكبير ببرقيات التهنئة لهلط رقاب الالاف في يوم الهلط الاشتراكي ويمنون النفس برضا الهالط الكبير حيث اوسمة الشجاعة الهلطية ستكون بانتظارهم.
اليوم ينظر هؤلاء من بقايا الفكر الهلطي الى العملية السياسية التي لاتهلط على انها تجربة فاسدة يجب ازالتها وباسلوب الهلط .. والحاكم الذي لايهلط على انه حاكم ظعيف فيه مفسدة للامه. هم يقارنون كيف ان الهلط الاشتراكي كان فيه منفعة الامة والا فهم سوف يستمرون في هلط رقاب الابرياء طالما لايوجد خليفة للهالط العظيم ينظم عملية الهلط الاشتراكي.
الم يكن الامان متوفرا حينما كان يسود فكر الهلط الاشتراكي هكذا يبررون هلطهم اللا مقيد من قبل هالط ضرورة او أخر يخلف الهالط المقبور. فالهالط الضرورة في صميم فكرهم والا فان الهلط سوف يستمر غير منظم والامان مفقود. اليوم ينظرون ان هناك خللا يحدث في العمليه السياسيه المنظمة للحكم .. فان من يقرر من يحكم اليوم هم المهلوطون وهذا يتعارض مع فكر الهلط الاشتراكي .. لان هرم السلطه يجب ان ينظم بفكر الهلط .. فلا يستقيم الامر عندهم ان يقود هرم السلطه ليس هلاطا والا لشاع الفساد وانتشرت ذئاب الهلط الراقدة في جحور الفكر الهلطي تهلط هلطا غير مقيدا .. حيث يختفي الامان ويسود الهلط والخوف والفساد.
كيف يمكن ان يؤمن هلاطا من بقايا الهلط الاشتراكي .. بالعهد الجديد وفيه يستطيع الهلاط ان يهلط ويهرب. كيف يؤمن الهلاط ان هناك حكومة تحكم العباد والبلاد ولا تستطيع القصاص من هلاط مشهور. العديد من الهلاطين اليوم يشتركون حتى في ادارة العهد الجديد الا انهم لايعترفوا برئيس الحكومة رئيسا لهم لان الرئيس ليس هلاطا يهلط بقوة على من تسول نفسه المساس بحقوق الوطن والمواطن.
انهم لايؤمنون الا بثقافتهم .. ثقافة الهلط الاشتراكي .. ويعتقدوا انهم سوف لن يهلطوا الابرياء حينما يتعامل معهم الحاكم بلغتهم لغة الهلط .. أن يهلط رقابهم و بشده .. كما كان هالطهم الكبير المقبور حينما يهلط لايفكر مسبقا بنتائج هلطته .. بل ان يهلط اولا وبعد ذلك يعالج النتائج ان ظهرت.الم يهلط اقرب الناس اليه .. من كان في زمن الهالط الكبير المقبور من يتنفس في حضرته .. هذه ثقافتهم فاذا لم تاخذهم بثقافتهم فلن يعترفوا بك رئيسا لحكومة ولن يكفوا عن ممارسة الهلط وسوف يعودوا الى هرم السلطة ان ظهر لهم هالطا يؤمن بفكر الهلط الاشتراكي.
https://telegram.me/buratha
