المقالات

العربية والجزيرة ... من المستفيد ومن يدفع الثمن!!!


احمد حبيب السماوي

لعبت الانتماءات والمصالح السياسية دورا كبيرا في إقحام المؤسسات الإعلامية ضمن دائرة التأثير المباشر وغير المباشر في الصراعات العربية فمن منا لايعرف قناتي الجزيرة والعربية وهما القناتين الإخباريتين الأكثر رواجا لدى المشاهد العربي والأكثر حصة من الجهد الإعلامي العربي ولكن ماحقيقة الصراع الدائر بين أروقة وكواليس القناتين ؟ وماهي السياسات التي تنتهجها لبث الأفكار عبر وسائل الإعلام ولصالح من ؟

في البداية ليس لدينا الوقت الكافي للخوض في المقارنات والاختلافات بين الجزيرة والعربية بكل تفاصيلها بل نقدم بعض الأمور المبهمة حول سياسة القناتين حيال كثير من المسائل. فهناك تباين واضح حتى في أسلوب التغطية للإحداث وقد ظهر ذلك جليا في أكثر من مناسبة , فمنذ انطلاق قناة الجزيرة في عام 1996 والمعروفة بتكويناتها القومية والاخوانية اكتسبت شهرة عالمية واسعة بسبب تغطيتها الحرب الأمريكية على أفغانستان وحصولها على لقاءات حصرية مع أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة . هذه الصراعات والاختلافات في النهج وان كانت تملك بريقا يجذب إليه المشاهدين إلا أنها ذو تأثير مدمر على قناعات وأراء المشاهدين من حيث اختلاف وجهات النظر وفقدان المصداقية حول الكثير من القضايا العربية المهمة التي طالما رغب المشاهد العربي إن تكون أفكاره مرتبة بالاتجاه الصحيح حولها كقضية فلسطين وصراعاتها الداخلية والعلاقة مع إسرائيل وحرب العراق إلى غيرها من الأمور التي أرهقت المشاهد لكثرة الأفكار والطروحات عنها .

ومن خلال متابعتنا للتغطية الإعلامية للقناتين حول الإحداث الدامية في قطاع غزة وعلى مدار الساعة لوجدنا تباين في الميول والاتجاهات فنجد أن قناة الجزيرة متعاطفة بشكل كبير مع قضية غزة وتجيش لها العالم لغرض دعمها وتسمي ضحايا غزة بالشهداء رغم أن مقرها في الدوحة صاحبة اكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط بينما قناة العربية والتي مقرها في دبي وبتمويل سعودي تعاملت مع هذا الملف بشكل اقرب مايكون إلى الحيادية كأي حرب عادية وضحايا غزة هم قتلى في نظرها .

أما في العراق فقد تعاملت القناتين بشكل مثير ويجلب الريبة في اغلب قضاياه فالنهج ألديمقراطيي الذي سار به العراق بعد إحداث 2003 نجده غير مقنع لقناة الجزيرة وهو تحت مسميات احتلال العراق على العكس في ذلك بالنسبة لقناة العربية . كما ونلاحظ في الفترة الأخيرة كيف إن القناتين تعاملت مع ملف اعتقال أبو عمر البغدادي بشكل مختلف فقناة الجزيرة مازالت تشكك في موضوع الاعتقال وتنشر بيانات دولة العراق الإسلامية والتسجيلات الصوتية بينما قناة العربية تؤكد نبأ اعتقاله بل ذهبت إلى أكثر من هذا عندما أعدت يوم أمس تقرير قام به مراسلها حيث زار مسقط رأس البغدادي في محافظة ديالى والتقى بجيرانه ليؤكد حقيقة اعتقاله .

في النهاية يبقى السؤال المحير عن حقيقة هذه الصراعات بين القناتين هل هي خلافات مهنية الغاية منها السيطرة على اكبر حجم ممكن من المساحة الإعلامية واستقطاب اكبر عدد ممكن من المشاهدين والمتابعين وبمختلف برامجها ؟ أم هي خلافات أيدلوجية وفكرية بين إدارتين مختلفتين تنتميان إلى قيادات تحاول تسييس وإيصال قضايا معينة من منطلق الإعلام الحر إلى مشاهد متعطش لمعرفة حقيقية ضائعة التبست عليه . ومن المستفيد من إنشاءها ؟ ومن هو الذي يدفع الثمن في النهاية ؟ أسئلة من حقي كمتابع أن أطرحها على الساحة مبتغيا الإجابة عليها من قبل المختصون في هذا المجال .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك