المقالات

الوطنيون يتآلفون من غير ائتلاف


بقلم : سامي جواد كاظم

التآلف يخالف التحالف فالتآلف يكون من غير شروط وترتبط القلوب والعقول والنوايا بوحدة هدف اطاره الخير فقط ولا شروط يشترطها احد وكما يقول المثل الشعبي ( القلوب سواقي ) ، اما التحالف فهو وضع الشروط لعمل مستقبلي قد يكون خيرا او شرا وقد يبؤ بالفشل ومن النادر ان يستمر بالنجاح بل لفترة وجيزة وتبقى النهاية التفسخ وان الاختلاف في بند من بنود التحالف لا ينجم عنه فقط نسف التحالف بل يخلق اعداء من بين المتحالفين انفسهم .عندما تلتقي القلوب على حب الخير وخدمة الناس فانها تتآلف من غير شروط والاكثر من هذا فاذا ما قصّر او اساء احدهم في تصرف معين بحسن نية او سوء نية فالاطراف الباقية تحتوي هذا الخطأ باسلوب اخوي بحيث لا تخسر المخطئ ، الامام علي عليه السلام له حديث يصف به محبيه ومبغضيه هذا معناه وليس نصه يقول لنا محب لو ضربناه على خيشومه وقطعناه اربا اربا على ان يبغضنا ما فعل ولو انعمنا على مبغض لنا بنعيم الدنيا والاخرة على ان يحبنا ما فعل ، وهذا هو افضل منهج يجب ان يقتدي به المتآلفون ان يكون الحب بينهم لاغير مهما تكالبت عليهم الاخطار واحدقت بهم المشاكل .

التآلف بحاجة الى تحالف اذا ما تعرض لمشكلة أي انهم يتحالفون على كيفية درء المشكلة وليس على تقسيم المصالح كما هو حال التحالف فالتحالف هو ان تقسم المسؤوليات والحقوق والواجبات وهذا عندما يكون التحالف لغرض تجاري اما اذا كان الغرض هو قيادة شعب وحماية وطن فالتجارة لا تكون حاضرة الا عند العقول الضيقة التي لا تجعل للشعب والوطن اولوية بل تجعله وسيلة ، ولو تطلعون على بنود التحالف سوف لا تجدون فقرات تخص كيفية معالجة الاخطار المحدقة بهم .

الساحة العراقية تعج بهكذا صور ومشاهد لمثل هكذا تحالفات او ائتلافات والملموس والمعتاد عليه هو ان يتحين احدهم للاخر لينتظر عثرته فاذا كانت هذه غايته كيف يحقق غايته من تحالفه ؟ فكم من تحالف تمزق ونتج عنه اعداء يبغظ احدهم الاخر وعلى الجانب الاخر حاولت كتلة الائتلاف خلق جو من الائتلاف الا انها لم تنجح في هذه المهمة على اكمل وجه قد تكون نجحت لفترة وجيزة وحقيقة يعد هذا انجاز بالنظر لطبيعة الأخطار التي واجهوها الا انها في نهاية المطاف ظهرت المشاكل وبدات تصريحات بعض اعضائه يتحدث عن سبب الاختلاف معزيا السبب الى خرق شروط التحالف إذن هو تحالف وليس تآلف ، والنتيجة من دفع الثمن ؟ دفع الثمن هو الناخب .

واليوم يحاول السياسيون اعادة الكرّة ثانية مع دراسة ما عصف بهم في المرحلة السابقة أنات وهنات محاولين تجاوزها ، وحقيقة لو كانت النية خالصة لخدمة العراق فلا يجب على أي احد فيهم ان يضع الشروط التي ينجم عنها عراقيل فاليوم أصبحت الصورة مختلفة عن ما كانت عليه بالأمس ، فيجب وضع الحلول الصحيحة من غير الغاء الاخر لبناء الوطن وعدم الالتفات الى ما آلت اليه نتائج الانتخابات لمجالس المحافظات كورقة للضغط من قبل أي طرف على الاخر ، فالذي فقد بعض من مقاعده عليه مراجعة نفسه والذي كسب عليه الحفاظ على مكسبه والعمل بجد اكثر لان هنالك بعض المكاسب اهتزت بعض الشيء اليوم ولاننا لا نود تهييج الجراح ثانية فيجب التغاضي عن الامس ، الاسود الحبشي الذي قتل الحمزة عليه السلام عم النبي صلى الله عليه وآله قبل اسلامه النبي وتغاضى عن جرمه ، واليوم يجب ان تكون هذه الصورة حاضرة امام السياسيين حتى يقودون البلد الى بر الامان .الوطني الشريف الغيور لا يشترط مذهب معين فخير الناس من نفع الناس ولم يقل خير المسلم او السني او الشيعي او المسيحي او الكردي بل الانسان والخدمة للانسان كذلك .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك