المقالات

خيبتنا كبيرة يا وزير التجارة


رياض الركابي

عقوداً من الزمن مرت، عانى فيها المواطن العراقي، القتل والسجن والجوع والتهميش، وكان ينتظر الخلاص بفارغ الصبر، وحين لاحت بوادره بعد نيسان 2003، تصور للحظة أن كل الشعارات التي طرحتها الاحزاب، والتي تمثل احلاماً مؤجلة بالنسبة له، باتت بمتناول اليد، وما هي الا ليلة ويبزغ بعدها فجر جديد، ولكن الفجر الذي بزغ حمل معه جراحات جديدة ومشاكل لم يألفها من قبل على شاكلة المحاصصة والاحتلال وعطل مجلس النواب وتقاطعات الكتل السياسية والتوافقات، فأركنت أحلامه على الرفوف العالية من جديد.

ولأن زرع السنوات الست الماضية، لا بد له من حصاد، فوجئ المواطن المسكين بضياع الغلة. وما استضافة أو استجواب السيد وزير التجارة من مجلس التواب الا دليل على ذلك، فقد فشل السيد الوزير في ايجاد أجوبة مقنعة حول قضايا الفساد في وزارة مهمة وعلى مساس خطير بحياة المواطنين مثل وزارة التجارة، وسأنقل عن لسان النواب ما جاء من حقائق ، لأني حقيقة أخاف من ان ترفع قضية ضدي ، وأنا لا أملك من حطام الوطن سقفاً يأويني وعائلتي ، فالنواب قالوا، أن ديوان الرقابة المالية كشف عن قيام وزير التجارة السيد فلاح السوداني بتحويل مبالغ بملايين الدولارات الى خارج العراق دون سبب مقنع أو حاجة قانونية، كما أن الوزير قام بنقل المفتش العام للوزارة الى الصين (حيل!!) بصفة مستشار تجاري ، لأنه كشف أن شقيق الوزير والمدعو صباح السوداني كان يأخذ عمولة قدرها (40 دولاراً) عن كل طن يدخل الى العراق، أما مسألة الحنطة، فلم يوفق الوزير في الاجابة حول البند الخاص بمسألة القوارض، حيث وجد أن هذا البند تم رفعه من العقد مع الشركة الامريكية الموردة، كما ان الوزير وللمرة الاولى يعترف بسوء مفردات البطاقة التموينية وردائتها، ولكنه أستدرك بانه لم يكن هناك مواطن قد تسمم بسبب ذلك.

أهكذا تورد الابل يا سيادة الوزير؟ ما الذي ستقولونه للمواطن المسكين الذي كان يتأمل بمجيئكم خيراً، فقد فرض عليه طيلة حكم الطاغية أن يأكل علف (الحيوانات)، ولم يمت مواطن ايضاً بسبب مواد الحصة التموينية، ولكنه ورث امراضاً خطيرة في جهازه الهضمي، والان هو ايضاً يعاني بسبب رداءة الحصة كما تقولون أنتم سيادة الوزير وليس المواطنين. لا ندري.. ما الذي ستكشفه أستضافات مجلس النواب في الايام التالية من السادة الوزراء، ولكن.. ما الذي جناه المواطن، وما الذي سيجنيه بعد ذلك.. هذا هو المهم!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ماهر الخزرجي
2009-05-24
لك الله يا عراق و شعبه المغلوب على أمره فمن جهة هناك الدليمي و أمثاله ممن يتزعمون حزباً أسلامياً يساندون الأرهاب لتحقيق مكاسب سياسية شخصية, ومن جهة أخرى هنا وزير ممن يدعي الأنتماء الى حزب أسلامي آخر ممن يسرقون أموال الشعب المنكوب ويدخلون في أفواه أبناءه ما لا يصلح للأستخدام البشري. والله أن هؤلاء بالأثم سواء ويستحقون الصلب و التقطيع من خلاف حتى يكونوا عبرة لغيرهم. ولكن لا حياة لمن تنادي. لك الله يا عراق وشعبه الصابر, و السلام
بديع السعيدي
2009-05-24
الف لعنة ولعنة على كل مسؤول لا يطبق الواجب الذي وضع من اجله او على كل مسؤول يدعي بالزهد والتقوى لكي يصل الى ماربه ليختلس ويسرق ويعطل قوانين مدفوع له ولحاشيته قيمة تعطيلها من دول وافراد نصبوا العداوة للعراق فالذي يحدث الان بالعراق فساد ودمار لايستقيم العراق بسببها ان استمر على وضعه الحالي الا بتشكيل لجان مشتركة من كافة الفئات المتنافسه في البرلمان تاخذ على عاتقها تصحيح الامور بعيدة عن التكتلات الحزبيه والمذهبيه لها صلاحيات نافذة المفعول غير قابلة للطعن بها الا من خلال القضاء النزيه تراقب كل شئ
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك