المقالات

الكتابات...والاقوال...وحب العراق


الدكتور يوسف السعيدي

بودي ان تنطلق الكتابات والاقوال عن حب للشعب ، وتعلق بحقوقه، وليس من التعصب لهذه الحركة دون تلك، وبموقف مسبق من هذه الحركة لمصلحة سواها.... أتمنى ان تنطلق الكتابات والاقوال عن العراق ومحنته من حب العراق ومن رغبة حقيقية شغوفة برؤيته حراً، موحداً، كريما مع كل ابنائه من جميع الملل والنحل، وان لا اسمع اقوالاً أو أقرأ كتابات جوهرها موقف طائفي أو عنصري، ظلامي، متخلف...فالعراق فيه طوائف، شاء البعض أم لم يشأ، وليس بوسع احد ان يلغي طائفة قوامها ملايين العراقيين لمجرد ان مزاجه لا يرتضيها... وليس بوسع احد ان يلعن قومية قوامها الملايين لمجرد انه متعصب لقوميته...العراق فيه العرب والكرد والتركمان والاشوريون وغيرهم....والعراق فيه المسلمون والمسيحيون والصابئة وفيه السنة والشيعة والازيديين وفيه الكاثوليك والبروتوستانت والارثوذوكس.... والعراق بلد عريق في تاريخه وحضارته وتفاعلات حاضرة وتطلعات مستقبله والعراقة تفرض التراكم ومن ثم التنوع... والديمقراطية لم تعد نظرية قابلة للنقاش والاخذ والرد، والطعن، والتأجيل، وليست هي نظرية امريكية ولا حتى غربية لنلعنها صباح – مساء بل هي نتاج التطور الانساني وحصيلة كفاح الشعوب ومفكريها وتجاربها عبر قرون من الزمان.... فهي اذن فريضة للعلاقة بين الحاكم والمحكوم، وانها فرض عين وليست فرض كفاية...

ومن اراد وطنا لقوميته وحدها أو لطائفته دون سواها أو لحزبه دون غيره فاليبحث عن وطن آخر غير العراق وبهذه المواصفات ولن يجده في اية بقعة على الارض... ثم ان عمر أي حزب لا يتجاوز في معظم الاحيان عمر راع يتنفس الهواء الطلق ويقتات على حليب المعز في جبال كازاخستان... وان الشمس نفسها آيلة للنضوب ما ان تتحول بقايا الهيدروجين فيها الى هليوم... ولا يظنن احد ان البشرية لن تحمل بغيره أو بغير حزبه ولن تلد سواهما......هذه هي حقائق التاريخ والجغرافية ومنطق العصر المبارك.... واذا كان بوسع احد ان يعيد كتابة التاريخ على هواه فليس بوسع أحد ان يغير وقائعة... واذا كان بوسع احد ان يرسم خرائط جغرافية على الورق فليس بوسعه ان ينقلها الى الارض... واذا لم يعجب العصر احد فان الزمن لن يعود القهقرى اكراما لعينيه أو من اجل مصلحته وعواطفه وتفكيره المتخلف، ولن تكف الارض بدونه عن الدوران...ان قوة العراقيين بتنوعهم، وبجدليتهم... وليس بوسع احد ان يفرض على الشعب العراقي نمطا معرفيا واحداً، ولا سلوكا موحدا كمسيرة الطابور العسكري، وليس بوسع احد ان يستأثر بالوطن اعتقاداً منه ان الوطن مزرعة أو عقار ورثه عن اجداده....فقبل كل قول وكتابة اناشدكم الله ان تكونوا واقعيين، وان تنزعوا عن انفسكم منطلقات التعصب الرثة، وان تجعلوا اقلامكم ترى وتسمع ثم تكتب لا ان تفترض، وتتعصب، وتتحزب، ثم تكتب...اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.... وليحل السلام في الضمائر والعقول بدل الاحقاد المعتقة...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك