المقالات

طيور الجنة أم طيور الجحيم


محمود غازي سعدالدين

من الممكن أن تكون ألأحداث الساخنة الدموية على الساحة العراقية وماتجري من عمليات قتل وتدمير للأنسان بصورة عامة من قبل مايسمون أنفسهم الجماعات الجهادية والمليشيات الخارجة عن القانون قد تكون جل هذه الأحداث ألأرهابية التي تقوم بها مجموعات تتحدث بإسم الدين وماتضفيه هذه الجماعات المتطرفة من صبغة دينية إسلامية على جرائمها على غرار القاعدة والجيش ألإسلامي وجيش محمد وفيلق عمر و من يحوم حول هذه التنظيمات ألإجرامية. من المهم أن نتطرق ألى موضوع خطيرلم يوله العديد من المتتبعين للأحداث داخل العراق وخارجه أية أهمية تذكر وقد تكون تداعياته خطيرة على ألأجيال القادمة ولاسيما جيل ألأطفال واليافعين.كما قلنا المتتبع للأحداث السياسية في العراق وغير العراق يلاحظ أن الجماعات ألإرهابية أخذت تأخذ منحآ جديدا في سلوكها ألأرهابي الخبيث من قبيل تجنيد ألأنتحاريين من ألأطفال والمتخلفين عقليا والفتيات بشتى الوسائل للقيام بعمليات دموية تستهدف التجربة الديمقراطية الجديدة في العراق وخارجه , وهذا ما لوحظ في العراق وأفغانستان والجزائر من عمليات تجنيد لأطفال صغار للقيام بأعمال إجرامية , وقد نشهد في المستقبل رواج هذه الظاهرة الخطيرة في أماكن أخرى من العالم .قد يكون كل منا شريكا لنشر ظاهرة التطرف هذه بطريقة أو بأخرى , ويجب علينا جميعا أن نكون حذرين جدا في التعاطي مع مختلف برامج الفضائيات التي توجه للأطفال خاصة وكذلك ماتسمى الآن المدارس الدينية التي برأيي إذا لم تقف العائلة على خطورة مثل هذه ألأمور فقد نرى تخرج أرهابي أو إرهابية من كل عائلة خصوصا إذا ما كانت الظروف مهيئة لذلك .قبل فترة ليست بالطويلة وفي إحدى الجلسات العائلية وقفت على ألحاح ألأطفال الحاضرين أثناء الجلسة من أعمار بين الخمسة والستة سنوات وهم مابرحوا يطلبون من والدتهم أن تغير المحطة التلفزيونية إلى محطة (طيور الجنة !!) وبعد ألألحاح المستمر تدخلت حينها وقلت لهم لاتغبنوا حق ألأطفال فلابأس أن نغير مزاجنا ونشارك ألإطفال متعتهم ولابأس أن نستذكر جزءا من ذكريات الطفولة وشقاوتها , وأخيرا تم تغيير المحطة لأصاب بالذهول من هول ما رأيت , أطفال بعمر الزهور يهتفون ويخطبون ويمجدون وينشدون أناشيد لحركة( حماس ألأرهابية ) و فتيان بأعمار الزهور واقفون على المنابر يخطبون بخطب فقهاء ألأرهاب وبنبرتهم يدعون للجهاد ومشاهد تلهب حماس المتحمسين.تدخلت حينها وقلت لهم إحذروا هذه القناة وخطورة برامجها على عقول هؤلاء الصغار (من شب على شيء شاب عليه) تحذير برأيي يشمل كافة العوائل في مجتمعاتنا التي لديها أطفال بعمر الزهور تملأ عقولهم هذه ألأناشيد الحماسية والجهادية وخطب ألأرهابيين. لاشك من يقف على طرق التعليم والبرامج الخاصة بتعليم الطفل في الدول الغربية الديمقراطية يلاحظ ماهو الدور ألأيجابي لتلك العلوم التي يتلقاها الطفل هناك (علم ألأجتماع والعلوم ألأنسانية وطرق التعامل والنظافة وتنمية العقل وو...) .بعكس ما نشاهده وما يتلقاه الطفل في مجتمعاتنا في المدارس والحضانات والمساجد من تكريس لثقافة تمجيد القائد والهتاف بأسمه (بابا صدام وبابا علان) والتحريض على ثقافة العنف وإضفاء الصبغة الدينية على كل شيء .الطفل الذي ليس عليه أي تكليف شرعي وقانوني حتى يبلغ سن البلوغ لينشأ هذا الطفل وعقله ممتليء بخطابات وشعارات دينية ليصبح الطفل أسير أفكار ملقنيه في المنزل والمدرسة والمسجد ومقيدا بفكر التقليد (وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ )( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ) (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ ) .قنوات مثل قناة (طيور الجنة) وكذلك الجلسات والحلقات الدراسية الخطيرة التي يتلقى فيها الطفل الدروس الدينية لاسيما (إذا كان المعلمون من ذوي العقول المتحجرة) تمثل خطرا كبيرا على مستقبل هؤلاء ألأطفال واليافعين .قد لايكترث الكثير من القراء بفحوى خطورة هذا الموضوع ولكن مردود ترويج ثقافة متابعة ألأطفال لهذه القناة وغيرها والحلقات الدينية ظهر على السطح , فقبل أيام أعتقلت مجموعة من ألأطفال واليافعين في محافظة كركوك تدخل ضمن إحدى التنظيمات ألأرهابية الجديدة الخطيرة فيما تسمى (بطيور الجنة) كانت تروم القيام بعمليات مسلحة وتفجيرات بل وحتى عمليات أنتحارية تزامن ظهور هذه الجماعة مع ظهور هذه القناة وعودة أستخدام ألأطفال لمثل هذه العمليات ألإرهابية.هذه الثقافة هي السائدة ألآن في مجتمعنا والترويج لمثل هذه القنوات في أوجه وخصوصا من قبل أحزاب لاتؤمن بالديمقراطية وتيارات محسوبة على الجماعات (ألإسلاموية) باتوا يروجون لإدخال الأطفال إلى المدارس الدينية لكي يتلقوا علوم التطرف وثقافة ألإرهاب على يد معلميهم ومن ثم الترويج خلال هذه المواعظ والدروس لقنوات مثل قناة ( طيور الجحيم) .

محمود غازي سعدالديندهوك/العراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك