المقالات

متى تغادر الاحزاب السياسية حلبة السلطة


جميل الحسن

مشكلة العراقيين منذ القديم انهم يتخيلون انفسهم انهم اذكى الشعوب وانهم اكثر معرفة من غيرهم بدليل انهم قدموا الى العالم الكثير من العلماء والمبدعين والادباء والشعراء والكتاب لكنهم حتى هذه اللحظة عاجزين عن تقديم سياسي محنك واحد يقود البلاد ويخرجها من الازمة الحالية التي تعاني منها ويضع حدا للفوضى والتي يمربها حتى اصبحت البلاد اليوم بفضل هذه الفوضى احد نماذج الدول الفاشلة في العالم فلا توجد مؤسسات ادارية ومالية لم تسلم من السيطرة الحزبية عليها ولا بوجد كادر اداري يحمل شهادات جامعية حقيقية ,بل جرى استبعاد منظم لاصحاب الشهادات والكفاءات الحقيقية واقصاؤهم وتهميش دورهم وحل محلهم المقربون والموالون للاحزاب من اصحاب الشهادات المزيفة في ادارة تلك المؤسسات .لقد شهدت تلك المؤسسات حربا ضارية على اصحاب الكفاءات الحقيقية حتى اصبح من النادر ان تجد اي واحد منهم الان في مؤسسات الدولة .هذا التفريط المخيف بالكفاءات الحقيقية واستبعادها جعل عمل مؤسسات الدولة تعاني من ارتباك واضح والطريقة العشوائية التي تتم ادارتها والتي جعلت من هذه المؤسسات عاجزة وفاشلة وغير قادرة بالقيام بواجبها تجاه المواطنين والدولة واخذت جميع مؤسسات الدولة تشهد تراجعا واضحا وهو ما انعكس بشكل واضح في حركة الاستيراد التجارية الواسعة التي جعلت من العراق الدولة رقم واحد في حجم الاستيراد الخارجي .

وبالرغم من التاشير الواضح لحجم الخلل والخطأ هذا الا ان هناك اصرارا متعمدا على الابقاء على هذه السياسة واعتمادها وعدم التفريط بها باعتبار ان التفريط بها يعني زوال سيطرة هذه الاحزاب وانتهاء دورها في الهيمنة على الحياة السياسية في العراق .وهذه المشكلة قابلة للتفاقم والازدياد اذا ما واصلت الاحزاب ادارة مفاصل الدولة بتلك الطريقة الخاطئة والمدمرة .في السابق لم يكن العراقيون قبل مجيء نظام البعث الى السلطة قد عرفوا هيمنة اي حزب سياسي على اي ادارة حكومية لكنهم قدموا نماذج علمية وادبية رفيعة وكان حجم الفساد الاداري قليل جدا ,بل يكاد ان يكون معدوما وكان حجم الازدهار الاقتصادي كبيرا وكان بامكان الفلاح العراقي تصدير منتوجاته الى الخارج وكان المواطن العراقي لا يجد صعوبة في الحصول على مسكن والذهاب الى الجامعة او المدرسة ,

لكن هذا كله قد اصبح الان من الماضي في ظل الهيمنة الحزبية الواضحة على مؤسسسات الدولة وتحويلها الى مؤسسات حزبية جعلت البلاد الان في مراتب متاخرة من التقدم واصبح حجم الفساد كبيرا وضعفت النزعة الوطنية واصبح المواطن العراقي يعيش في ازمات عدة ومستعصية ليس بالسهل ايجاد اية حلول لها في الوقت الحاضر هي في الواقع نتيجة للهيمنة الحزبية على مؤسسات الدولة والتي انتجت كل هذا الفساد الكبير والتراجع والفشل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك