عمار البياتي
كانت التحديات الخارجية والداخلية تضغط على التيارات الشيعية من كل جانب بعد عملية التغيير وبناء العراق الجديد بحلية جديدة وباسس ديمقراطية ومعايير وطنية وخصوصا تلك التحديات طالت من تصدى وتحمل مسؤولية المناداة بحقوق المظلومين والمحرومين من ابناء الشعب العراقي ما حدا بتلك التيارات ان تلملم الرؤى السياسية والاهداف العامة التي جائت من اجلها تحت عنوان ( الائتلاف العراقي الموحد ) ويكون بمثابة قبة تضم هذه التيارات التي لها واقع فعلي وتاثير على الساحة العراقية ولاشك ان شيعة العراق يشكلون نسبة كبيرة من التعداد السكاني للبلد مما ادى الى ان يكون لهم الاغلبية في ادارة العملية السياسية وتشكيل الحكومة العراقية فضلا عن الانجازات الكبيرة الاخرى منها اقرار الدستور الذي يعتبر نقلة نوعية تضاف الى لائحة انتصارات الشعب العراقي والتيارات السياسية التي لعبت الدور الابرز في تلك الانتصارات .
فقضية الائتلاف العرقي لها الكثير من الايجابيات في هذه المرحلة الراهنة وهذه الايجابيات التي لابد من تسليط الضوء عليها ان اردنا بحث ا الموضوع على طاولة النقاش وهذا الامر معني بها الساسة العراقيين الذين كانوا في فترة من الفترات منضوين تحت لواء الائتلاف وعليهم ان يعوا حجم الخطر الذي ينتظرهم والاعداء يتربصون بهم من كل حدب وصوب وان يرتبوا اوراقهم ويصححوا مسارهم بشكل مدروس وان يشخصوا ويميزوا المؤامرات التي يحيكها اعداء العراق, واليوم نسمع البعثيين وهم مكشرين انياب الحقد والكراهية كيف يصوروا للعالم بانهم مضطهدين ويجب ان ينالوا حقهم من المواطنة كباقي العراقيين ويطالبون وبكل صلافة وجرئة بان يكونوا شركاء في الحكومة العراقية وياعجباً !.. حيث انهم خلال فترة الست سنوات الماضية كانوا يبذلون الجهود لغرض اسقاط الحكومة ومارسوا جميع انواع الارهاب والطرق المشينة ونرى حملاتهم الاعلامية والدعائية في البلدان العربية وهم يصورون للدول الاخرى انها حكومة طائفية وتمارس ابشع انواع الظلم والقتل ..
وناهيك عن التيارات الاخرى التي اختلفت في الظاهر عن البعث وتوافقت معه في النوايا والسياسات . فهنا يكمن دور واهمية الائتلاف العراقي الموحد الذي طالما الاحزاب والتيارات الشيعية مؤتلفة تحت عنوان واحد ورؤيا واحدة وموقف واحد ضد كل انواع المؤامرات والمحاولات التي خلت من أي غاية سوى ارجاع العراق الى المربع الاول وعودة الجلاد والسلطة الحاكمة الجائرة وتعود المعادلة السابقة التي ادفعت العراق والعراقيين ثمنا باهظا . فلا ندع الانتخابات المقبلة فرصة مشروعة للبعثيين ومن سفك الدم العراقي بالوصول الى دكة الحكم وبعناوين مزيفة يضللون بها الراي العراقي ويوهمون الناس بعناوين اخرى حيث انهم يجدون في انفسهم الخجل بالنزول باسم البعث ويدركون ان الشعب العراقي لايمكن اطلاقا ان يسمح لهم بالعودة مرة اخرى .
وفي الوقت الذي ننتظر فيه الانتخابات البرلمانية المقبلة نوجه نداء الى احزابنا وتياراتنا الشيعية بان تكون لهم نظرة واسعة وبعيدة وان يكون همهم الوحيد المصلحة العامة وان لا يفرطوا بالثروة النفيسة التي منيوا بها الا وهي كتلة الائتلاف العراقي الموحد , الذي عجزت الكثير من الاحزاب من انشاء كتلة مماثلة له .
https://telegram.me/buratha