جميل الحسن
يوجد في سوريا نظام بعثي شبيه بالنظام الصدامي السابق وهو يملك ايضا جهازا امنيا صارما وقويا وهذا الجهاز هو الذي يدير ويتحكم بشبكات تهريب الانتحارين الى داخل العراق من اجل تحقيق عدة اهداف ابرزها مشاغلة الامريكيين وتهديد وجودم في داخل العراق ومن اجل ابعاد هؤلاء المتطرفين ايضا عن الشوارع والمدن السورية واستخدامهم بعد تشجيعهم على ان يكونوا وقودا لتنفيذ المخططات السورية في داخل العراق ,فضلا عن رغبة سوريا الواضحة في اضعاف العراق لكي لا يكون قادرا على مزاحمة سوريا ولكي يبقى بحاجة مستمرة ودائمة لها
ولرغبة سوريا ايضا في ان يكون لها نفوذ في داخل النظام العراقي الجديد .لقد عمال السوريون وبشكل واضح على دعم المجاميع الارهابية المسلحة في العراق والتي كانت تدار اغلبها من قبل السوريين وكانوا هم ايضا احد الاطراف التي غذت موجة العنف الطائفي في العراق وكان كثير من العراقيين الشيعة يقتلون في داخل الاراضي العراقية بمجرد دخولهم اليها من الاراضي السورية ولولا المزاحمة الاماراتية السعودية لدور ونفوذ سوريا في المنطقة الغربية من العراق ولرفضها لهذا الوجود والذي عبرت عنه بشكل واضح من خلال دعمها لحركات الصحوة العشائرية التي انهت من خلالها وجود القاعدة في العراق بالقرب من حدودها معه فيما بقي النفوذ السوري واضحا في الموصل التي كانت وما تزال احد ممرات التهريب لعناصر القاعدة القادمين من سوريا الى العراق .
لقد اعترف مؤخرا احد الارهابيين المغاربة القادمين الى العراق عن طريق سوريا بان السوريين يتساهلون كثيرا في دخول الانتحاريين الى داخل العراق لدرجة انه لم يمكث سوى ساعات معدودة قبل ان يتمكن من دخول العراق والوصول الى مدينة كركوك حيث القي القبض عليه هناك ولا ننسى الرعاية السورية لعناصر البعث الصدامي واحتضانها ورعايتها لهم ورفضها تسليم اي مطلوب منهم الى الحكومة في بغداد قبل ان ترغب سوريا في عقد صفقة مع الامريكيين ستكون في النهاية على حساب المواطنين الابرياء الذين ما زالو يدفعون الثمن من دماؤهم ثمنا لمواقف ومزايدات وادوار سياسية مشبوهة وصمت عراقي وامريكي محير وردفعل بائس وضعيف كانه يبارك هذا النزيف الدموي ويتغذى عليه .
فلم يصل رد الفعل العراقي الرسمي الغاضب على السوريين الى مستوى رد الفعل التركي عندما حشدت تركيا جنودها ودباباتها وطائراتها على حدود سوريا وهددت بمسح دمشق من على الارض في حال لم تقم سوريا بتسلسيم عبد الله اوجلان اليها وهو ما انصاعت اليه سوريا في النهاية خوفا من رد الفعل التركي المدمر لكن مسؤولينا الذين يشعرون بالخجل من سوريا ما زالوا يرفضون اتهامها صراحة وكانه نحن الذي نعتدي عليها وليس العكس وهو سلوك يمثل استهانة بالدماء والتضحيات العراقية واهدارها بهذا الشكل الرديء من المجاملات .
https://telegram.me/buratha