كريم البصري
منذ انطلق ( التغيير ) الماحق بعد سقوط النظام السابق و جاءت العاصفة الديمقراطية على الأرض العراقية مصحوبة بزوابع الإفساد والفساد و الإرهاب الذي طال البلاد و العباد فكانت مظاهر الفرهود و تناسل المليشيات كالجرذان أو إن شئت انتشرت كالسرطان دخل الدش الثمين و انتصب فوق سطوح المنازل و بيوت الطين و مثله دبّت الشبكة العنكبوتية و صارت لدينا رئة انترنيتية مثل باقي البلدان في أرض الله المليئة بالأفرنج و العجم و العربان . و مع هذا التشريف للضيف الجديد الذي كان حلما من الأحلام بل وهما من الأوهام شمّر العراقيون عن الأذرع و الأقلام و صار الجميع كتابا و محللين ينظرون في المحن و الفتن و هم يفتحون عيونهم في المرق و اللبن . ليشخص كل منهم العلة و يصف الدواء و العلاج و كان لكل شلة نصيب من الاقتراح و الاجتراح فكثر الهرج و المرج و تصاعد النباح و النطاح فهذا يكتب ضد ذاك و ذاك ضد هذا حتى سقطت الأوراق و الكلمات و طاحت الأصابع من على الكيبوردات . و مثلما لا يخلو القطيع من الغث و السمين فقد كان هناك كتاب محترمون يعرفون ما يكتبون و بأمر الضمائر يأتمرون و مثلهم مواقع تنشر لهم بعضها جزل رصين و بعض آخر ساقط مهين ، فكان الفرق بين هذين كالفرق بين التبر و الطين وقد رأى جنابنا أن ندلي بدلونا ناقدين لكتابات منشورة و عبارات مسطورة جالدين ظهر الباطل الزاهق و منوهين بالحق الشاهق كما نراه لا ريب و ليس في ذلك حوب و لا عيب ، و الشاعر يقول : قالوا و قلنا و ما في القول منقصة إن لم يكن عن صراط الحق ينحدر إن يكتبوا فلنا فيما رأوا كتبٌ أو يصمتوا فلنا في صمتهم عبرُ
و سنقوم في كل حلقة أو مقال بالحديث عن شيء مما يُنشَر و يقال فنبسط فيه الرأي و نعرّيه فإما أن نقتله او نحييه . و لتكن ضحيتنا الأولى مقالة بعنوان ( اعترافات تثير الشكوك .. لماذا تجاهل أبو عمر البغدادي الدعم الإيراني ) و أنا إذ أراني لا أشاطر كاتبها تخريفاته و لا أجد قناعة في كلماته لكنني لا أميل إلى تبرئة إيران من يد لها في دعم العنف المسلّح من باب أنها دولة تفكر كيف تربح في لعبة كانت و لا تزال تستهوي على كل الأحوال من يريد تحقيق مصلحة من المصالح و ضمان مطمح من المطامح . لكن الكاتب النحرير جعل القضية قائمة على الاعتذار و التبرير لأنظمة الحكم البعيرية في السعودية و نظام الجد الفاقد لحفيده البائد في القاهرة حيث يرى هذا الجهبذ الفلتة الذي لا يميز بين الركضة و اللفتة أن السعودية لا تدعم القاعدة الإرهابية لأنها في حرب معها دامية ، فكيف يدعم العدو عدوه !! أما مصر فبلد الحاجة و الفقر فمن اين يجيئون بالمال و الدعم المادي ليعينوا به أبا عمر البغدادي .. و يا للمفكر و لفكره و يا لآرائه الهاذرة فالسعودية و القاهرة يدعمان ( المقاومة الشريفة ) باعتراف عفيف و عفيفة . هل يضحك الكاتب على نفسه أم على القراء ؟ وهل ثمة من يقتنع بهذا الهراء ؟
و إذا كان الأمر خفيا غير ظاهر لدى خضير طاهر فلا بأس بتوضيح صغير نلفت فيه إلى أن السعودية ترعى الإرهاب البر بها و العاق لدحرجته صوب العراق ، و مناصحة آل سعود خير مثال يثبت محاولة الأمراء و الحاكمين للتحكم بالغوغاء و المتطرفين ، بعبارة واحدة أن السعودية دولة طائفية تدعم الشر ضد الكفرة المجوس أهل الشر و الشرور و من بينهم كاتب السطور انطلاقا من فكرها السلفي المظلم و لهذا فهي تناصح أهل القاعدة و غيرهم لإقناعهم فقط بحرمة قتل القطط في شوارع السعودية و توجيه جهودهم إلى الشيعة الصفوية ،
أما مصر العروبة الفرعونية فحال النظام فيها مثل حال صدام يوم كان و شعاره : يجوع الشعب و تحيى الحرب ، على أن البغدادي الماكر خذلك الله يا ابن طاهر قد ألقى بذمة الدعم على مؤسسات في تلك الدولتين و هو أمر معروف نشرته وسائل الإعلام قبل ثلاثة أعوام و راجع الحاج جوجل يخبرك بالمزيد الذي لا نملك فوقه المزيد و السلام .
كريّم البصري من على ضفاف شط العرب حُرِّرت في عهد السلطان الأسعد بتاريخ :
https://telegram.me/buratha
