المقالات

التعميم الغبي


ميثم المبرقع

قد أبتلينا جميعاً بظاهرة غريبة وسيئة لا تنسجم مع العراق الجديد ولا تتأكد الا في الاجواء الاستبدادية المشحونة بالجهل والبساطة والتضليل.هذه الظاهرة باختصار شديد هي هي ثقافة التعميم والخلط وغياب التمييز بين الانتماءات السياسية والاخطاء القاتلة التي يرتكبها الاخرون.الفرز الواعي بين المخطئين وبين المحسنين وبغض النظر عن انتماءاتهم الدينية او المذهبية او السياسية هو الذي يمثل معياراً حقيقياً للتقييم الصحيح وتشخيص المحسن من المسيىء والتفريق بين الوطني والفئوي.من الاخطاء القاتلة التي وقعها بعض المواطنين في بدايات سقوط النظام هي التخندق المنفعل وفق نظرية التعميم وعدم الفرز بين الجلاد والضحية وهو ما يضعنا امام مخاطر حقيقية وجدية.ان انتماء صدام الديني او القومي او المذهبي لا يعني بالضرورة ان تتحمل قوميته ودينه ومذهبه اخطائه القاتلة فان ضحاياه كانوا من جميع المكونات والاطياف ولكن ردود الفعل غير المنضبطة وطائفية الخطاب الاعلامي والسياسي والتحريض الخارجي اسس خنادق خطيرة في الوطن الواحد وفي البيت الواحد وهو ما تجاوزناه بحكمة العراقيين جميعاً وصبرهم.وما نخشاه بعد سقوط هذا الرهان على التخندق الطائفي هو الرهان على التخندق الحزبي وفق المعادلة " كل حزب بما لديهم فرحون"وهذا التخندق السياسي والحماس للانتماء الحزبي يخالف تماماً التوجه الوطني ويتعارض مع كل معايير المواطنة الحقيقية.لتدرك احزابنا جميعاً ان قاعدتها الاساسية ومنطلقها الاكيد وهدفها الحقيقي هو الشعب العراقي بكل مكوناته واطيافه وان التعويل على القواعد الحزبية وحدها والتخندق مع النخب السياسية بروح التعصب والتحزب سيفقدها رصيدها الاساسي والكبير وهو الشعب العراقي.وليكن اهتمامنا وهمومنا هو المواطن العراقي الذي مازال يعاني ويدفع ثمن التغيير الكبير في العراق والدفاع عن المواطن والوطن افضل واشرف من الدفاع عن عناصرنا الحزبية لو استحقت العتب والغضب من ابناء شعبنا او اوقعت نفسها في مواضع الشبهات.لا تبرر الانتماءات الدينية او القومية او المذهبية او السياسية اخطاء المفسدين بل ان الفساد سيضر الجهة التي ينتمي اليها المفسد اكثر لو تسترت عليه ودافعت عنه.لا يمكن ان نغض النظر عن اخطاء افرادنا لاسباب حزبية ونضخم اخطاء غيرنا لنفس الاسباب فان معيار الرضا الحقيقي الوطنية والنزاهة والشرف وليس الرضا الذي اشار اليه الشاعر العربي :وعين الرضا عن كل عيب كليلة وان عين السخط تبدي المساويا
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك