المقالات

رحيـل البـهجـت


قاسم المرشدي / زيورخ

الموت، والرحيل حقيقة لابد لنا جميعاً أن نعيشها، و أن نتذوقها.بعضُنا يُعَمَّرُ سنيناً وسنينا، يتنفس، يتحرك، يأكُل لكنه ميت!نهار يوم أمس كان الجو في مدينة قم الإيرانية حاراً مشمساً، حاول الناس ان لا يلتقوا به كثيراً ( اي الجو)، بعضهم حاول ان يتجنبه بالجلوس في باحة مسجد و مرقد السيدة فاطمة المعصومة ـ ع ـ حفيدة رسول الاسلام محمد ـ ص ـ وشقيقة الامام علي بن موسى الرضا ـ ع ـ ليتمتع بجمال المكان وهيبته، و بزقزقة الدعاة والمبتهليين، والزائرين، ومرتلي القرآن .فاطمة المعصومة هي بنت الامام موسى الكاظم صاحب المزار الشهير في بغداد (باب الحوائج).فجأة دون سابق إنذار، خيم الحزن على المدينة، مطرت السماء بحرقة وغزارة، كل شيء اصبح فجأة كئيباً، شاحباً حزيناً.ما الأمر.. ما الخطب.. الناس تتسأل.. لا جواب؟أحدهم كسر الجمود مردداً بشعوراً ولا شعور..لا صلاة بعد اليوم؟لا صلاة بهجتية بعد اليوم..اين سنقيم الصلاة اليوم وغدا وبعد غد..بماذا سنجيب مسجد الفاطمية إن سألنا اين الشيخ؟.انفجر الجميع بالبكاء، وطال بكائهم بعد ان ايقنوا فقد الحبيب.فقد كان الشيخ محمد تقي بهجت أباً روحياً لهم، وللمدينة ومن معالمها المهمة، وما من زائرا زارها، الا وحاول ان يحجز مكان للصلاة في مسجده المتواضع، علّهُ يحضى بنظرة ودعاء..وربما إشارة أو لفتة..وربما يفوز بهمسة من أكسير بهجت....علي القاضي.يوم أمس رحل تلميذ مسجد السهلة في الكوفة، تلميذ النجف، وكربلاء وقم، رحل الفقيه العارف الشيخ محمد تقي بهجت ـ عن هذه الدنيا التي نجح ان يكون فيها مسافراً خفيف الظل، كبير الشأن، عظيم الهمة،أحرج من حوله، دون قصداً بتواضعه الجم و أخلاقه العالية..،اليومغداًوبعد غدتلامذته، عشاقه، مُقلّديه..القلم والقرطاس، المسجد والجدران والمحراب..الازقة والاشجار والعصافير..وباعة الورود والعطور، وكُتب الاشعار الأسفار..يتهامسون.. يتساءلون..بحيرة، بحسرة، بلوعةً وشجون..هـل حقاً رحـل بـهجت؟

قاسم المرشدي / زيورخ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك