المقالات

خفايا وأسرار عن محمد باقر الحكيم!!!

1816 23:20:00 2009-05-19

حسين جميل ألركابي

اعتقلت عام (1980) وأودعت في معتقل مديرية الأمن العامة بتهمة توزيع منشورات تدعوالى مواجهة نظام صدام البائد، وقد رافق ذلك تعذيب جسدي ونفسي لايطاق ، وكان جلاوزة النظام يتفننون في استخدام أبشع الأساليب والطرق في أدواة التعذيب ضد أبناء الشعب العراقي لأجل زرع الرعب وإسكات الأصوات الوطنية الثائرة0 كانت الدماء في كل ناحية من نواحي المعتقل0 صراخ النساء واستغاثتهن كانت تسمع في قعر السجون0 قلع الأعين والأظافر والاهتزازات الكهربائية أمر طبيعي جدا في سجل نظام ديكتاتوري اتخذ من القمع وخنق الأصوات وتصفية المعارضين والتنكيل بهم شعارا لديمومة نظامه المقيت0 بعد أن من الله علي بالنجاة قررت مغادرة العراق 0 وقد سنحت لي الفرصة عام (1982)00 وفي العام ذاته التقيت بشهيد العراق ورافع راية الجهاد السيد محمد باقر الحكيم الذي ينتسب إلى أسرة عربية عريقة،اشتهر معظم أبنائها بسمو أخلاقهم،وسعة علمهم ونبوغهم0 وقد افنوا حياتهم في خدمة الإسلام والعراق0

في أول لقاء لي معه استحوذ على كل مشاعري وقد شدني إليه بعد آن سحرني بنوازع الفضيلة ونبالة العواطف0 وقد تكررت لقاءاتي معه0 كان واسع التفكير0 متزن العقل0 قد صقلته تجارب الأيام وعلمته صروف الزمن مدى الاعتزاز بثوابت الإسلام فشاعت الحكمة في أفكاره! كان ذو شخصية متعددة الجوانب 0 متشعبة الاطراف0 فهو القائد0 العالم0 المفكر0 الإنسان 0 المتقي0 الاب0 الرفيق0 المربي0 الصديق0 غير أنها تلتقي عند درب واحد وينبوع صافي،انه الإسلام المحمدي الأصيل!00 كان يرى والابتسامة لاتفارق شفتيه0 والانبساط لايغادر وجهه0 ولا يحضر مجلسا إلا وتتهلهل الوجوه فرحا وتنجلي الأسارير انشراحا!! كان حكيم العراق واسع المعرفة0 حاضر البديهه0 جزل اللفظ0 فكر شمولي متسع0 خطيبا مسترسلا0 جبل على حب المحرومين والمستضعفين والفقراء00 كان مربيا من الطراز الأول ،ولقد أدرك أن احد أهم عناصر التربية الإلهية هي دراسة علم العقائد لأنه تأسيس البناء النفسي والروحي وعلى هذا الأساس جاء المنهاج الثقافي السياسي لشهيد المحراب!!كان يظهر اهتماما كبيرا لعامة الناس00 كان مستمعا جيدا ويشجع جلساءه على التحدث00

 كان يراعي مشاعر الناس بكل دقة ،وكان يرفض خدش مشاعر الاخرين00 جرت العادة أن أزوره بعد عودتي من كل واجب أقوم به أثناء الكفاح المسلح ضد نظام صدام البائد0 وفي احد المرات تشرفت بزيارة شهيد المحراب وكنا لوحدنا ، وجرى الحديث حول الذين كانوا يسيئون للسيد ويتهجمون عليه0 رفع راحتيه ورمق السماء بنظرة وطلب من الله جلت قدرته أن يغفر لهم ولنا وان يوفقهم ويوفقنا!!! كان يرفض رفضا قاطعا من إتباعه أن يدافعوا عنه00 التسامح والتواضع وضبط النفس فهذه علامات بارزة في مسيرة حياته أتت اكلها00 والدليل على ذلك، ان كثيرا من الذين كانوا لايتفقون مع سماحة شهيد المحراب أصبحوا من عشاقه ومحبيه0 انه نصر لقيم السماء 0 لقد كان وفيا مخلصا لأستاذه ورفيق دربه ومسيرته شهيد العراق العظيم السيد محمد باقر الصدر0 فلم تفته فرصة إلا وانتهزها للحديث عن أفكار وأراء وإخلاص الشهيد الصدر0 لان حكيم العراق كان يرى أن يكون للإنسان موقف ثابت وروية واضحة حتى لاتتجاذبه الأهواء والانفعالات!! ونحن نقترب من ذكرى استشهاد شهيد المحراب ينبغي على جميع أبناء الشعب العراقي العظيم ،وعلى أتباع تيار شهيد المحراب إحياء هذه المناسبة بما يتناسب مع ما قدمته عائلة الجهاد والتضحية والبطولة ، عائلة ال الحكيم 00

 وستبقى كلمة شهيد المحراب شهيد العراق العظيم محمد باقر الحكيم ،عندما قال (يكاد المرء أن ينفجر لكي يحتضنكم) موضع تأمل وتنبوء 0 لان حكيم العراق استشهد لأنه كان مشروعا وطنيا لكل العراقيين0 بغض النظر عن مذاهبهم وقومياتهم ومسمياتهم وعناوينهم0 لنعزي إمام العصر(عج) والمراجع العظام والأمة الإسلامية وعائلة ال الحكيم بااحياء هذه المناسبة العظيمة00

حسين جميل ألركابي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد الرضا
2009-05-22
بما ان الموضوع يتعلق بشخصية اسلامية بارزة نرجو ان يبقى الموضوع من الثوابت وفي المقدمة للتوثيق لانجازات رجال المجلس الاعلى الاكارم
فارس العجرش
2009-05-22
صدقت ورب الكعبة ... انه شخصية لا تنسى ، بعد سنوات طويلة من الغربة والكفاح ضد النظام الدكتاتوري وجسامة المهام فانه لم ينسى بعد عودته للنجف رحمه الله عندما سأل فوراً عن عائلة نجفية معروفة كانت تربطهم معها علاقات عائلية قديمة وهم اخوالي البو عجينة واتذكر ان ابن خالي وهو مقيم في الخارج كان فرحا وقال لي ان السيد اول ما وصل سأل عنا قائلاً اتوني بالبو عجينة لأراهم ..,وهكذا هي الشخصيات الكبرى في التاريخ عقل متقد وقلب كبير وانسانية تتسع للدنيا كلها .. رحم الله فقيدنا الغالي واسكنه فسيح جناته
ابو علي الزيدي
2009-05-21
ان السيد محمد باقر الحكيم شخصية لم يعرف مثلها في تاريخ العراق المعاصر فقد تجسدت في شخصيته القيادة والجهاد والقرار الصحيح ورفض الظلم والطغيان ولم تتداخل في تكوين شخصيته المصالح الفئوية الضيقة ولكن وجد لخدمة كل العراقيين بجميع مكوناتهم ولايخفى ان في استشهاده وفراقة فقد ثلمت تلمة كمبيرة لايسدها اي شئ وقد فقده المظلومين والايتام والمساكين وخوصصا المجاهين في المجلس الاعلى وبدر وكان عونا لكل الضعفاء والعراقيين خصوصا المستضعفين يتاملون بعد سقوط الطاغية عام 2003 خيرا على يد سماحته قدس 0
Zaid Mughir
2009-05-20
السلام على الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم..فقدنا الرجل الشجاع في زمن نحن في أشد الحاجة اليه وأملنا في بقية آل الحكيم , على السادة من ذوي المعرفة أن يذكروا ماذا طرح السيد الحكيم في مؤتمر صلاح الدين ولماذا قاطع مؤتمر المعارضة في نيويورك ..كي يعرف الناس رجاحة العقل التي امتاز بها هذا الرجل الشجاع الحكيم
ابو علي
2009-05-20
السيد الحكيم قدس سره الشريف شخصية فريدة من نوعها ..فالعقيدة الراسخة الناصعة والاخلاق العالية والحكمة السديدة والعلم والنظرة الدقيقة للامور هي من اهم المميزات. لقد افتقدنا تلك الشخصية التي يرجع لها الدور الاكبر في رسم مستقبل العراق رغم صعوبة المرحلة التي مررنا فيها. قدس الله نفسه الزكية واسكنه الله تعالى ارفع الجنان مع الاولياء الطاهرين .
Ali
2009-05-20
لم يخسر العراق شخصية عركتها الحوادث وصقلتها البلايا وعمقتها السنون ورفعتها الخصال الربانيه كما خسر باستشهاد السيد محمد باقر الحكيم ولو قدر لنا ان يكون بيننا لاكلنا من بين ايدينا ومن خلفنا ولنزل علينا المن والسلوى الا ان مشيئة الله كانت بغير ماادرنا,,, انت تريد وانا اريد والله يفعل مايريد و لانقول مايغضب الرب وانا لله وانا اليه راجعون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك