المقالات

(( خطر مرض إنفلونزا النفاق ...!))


حميد الشاكر

الامراض متنوعة كما هي المعالجات كذالك ، في الطبّ يحاول هذا العلم الكبير ان يعالج أمراض الابدان التي تسببها في معظم الاحيان المكروبات الوبائية كمرض إنفلونزا الطيور او القطط او الخنازير مؤخرا ، وفي الاديان تحاول هذه النوافذ الايدلوجية الجليلة ان تعالج أمراض الارواح والانفس والقلوب التي تسببها في معظم الاحيان النزعات والتربويات ، وباقي الانحرافات الفكرية والروحية والنفسية القلبية ، ولهذا وذاك أُشتهر فيما مضى من زمان ان العلم علمان علم الاديان وعلم الابدان !.

طبعا هناك علوم أخرى كثيرة في العالم ، لكنّ اذا صحت الابدان والاديان يكون كل شيئ جيّد وممتاز وطبيعي وجميل ، واذا مرضت الابدان ، ثم تبعتها الاديان لاينفع بعد ذالك اي شيئ في الحياة من علوم وغير ذالك !.طبّ الابدان يهتم بالجانب المادي والمرئي من حياة البشر ، ولهذا تجد ان اي مرض يصيب الانسان في بدنه يهرع الى الاطباء ليشخصوا له الحالة ويبحثوا له عن العلاج والصيدلة ، امّا في حالة مرض الاديان والارواح والانفس والقلوب فكل شيئ غير مرئي ولاظاهر للعيان والعالم ، فمرض الاديان مثل مرض الابدان في السرطان والعياذ بالله سبحانه كامن في داخل الانسان ولاتظهر اعراضه بوضوح الا فجأة عندما يأكل جميع جسم الانسان ليسلمه للموت لامحالة !.

نعم من وجهة نظر بعض الناس فإن مرض الاديان وباء فتّاك حاله في الكارثية حال اي مرض وبائي بدني فتّاك يصيب البشرية هنا لينشر حالة الرعب والهلع ، او يضربهم هناك لتجد ان كل البشر تحولوا الى مجرد كمام فم وانف ومعتقل في بيت خشية الاختلاط بالموبوئين المرضى ، كذالك الحال عند بعض العارفين بامراض القلوب والاخلاق والانفس والارواح ايضا ، هم على علم بأن مرض الاديان بأمكانه الانتقال من انسان لاخر ليزداد عدد المصابين بمرض القلوب والاخلاق والعقول والارواح ، ولهذا تجد أولئك العرفاء والمحتاطين من امراض واوبئة الاديان على حذر شديد من كل مايتصل بفيروسات نقل عدوى واوبئة المعاداة للاديان للاحتراز من الوقوع في مرض نقص المناعة ( الايدز الالحادي ) او انفلونزا الخنازير التي تنتقل من خلال دعوات بعض الوسائل الاعلامية وغير الاعلامية التي تحاول الدخول فيروسيا لداخل الانسان لتستوطن داخله ثم لتنتقل وبائيا من خلال التنفس الفكري من معادي للاديان الى اخر لايرى في الاديان والشرائع السماوية الا كلّ خير !.

شخصيا صادفت الكثير من المرضى المعنويين وبكافة الالوان والاشكال الروحية والفكرية ، فهناك مرضى بالنفاق كما قال سبحانه في القرءان الكريم :(( في قلوبهم مرض )) وهناك مرضى بالاخلاق السيئة ، وهناك مرضى بالالحاد ، ومرضى بالافكار ، ومرضى بالمشاعر ، ومرضى بالارواح الشريرة التي تضمر الكراهية لكل شيئ ، ولكنّ وباعتبار انني قد اخذت جميع ابّر التطعيم الدينية من طبّ الاديان والحمد لله سبحانه ، لااشعر حقيقة بالخوف والخشية من انتشار الامراض المعدية وانتقالها من المصابين الى داخلي المعنوي ، الا انني رايت الكثير ممن كان يمتلك روحا وعقلا وفكرا وفطرة واخلاقا وسلوكا سليمة وصحية مئة بالمئة ، ولكنه صادف ان جلس او تنفس من زفير انسان مصاب بمرض النفاق القلبي فانتقلت العدوى من المريض الى السليم ليزداد عدد الموبوئين بمرض النفاق القلبي او الاخلاقي او السلوكي او الفكري مع الاسف !.

مع الاسف اليوم ومع التطوّر الهائل لجميع العلوم البشرية ظلم علم واحد في الحياة الانسانية الا وهو علم الاديان ، ومع ان وباءا خفيا يجتاح عالمنا الانساني بصورة كبيرة الا اننا ومن الجانب الاخر لانكد نسمع او نشعر بميديا اعلامية ملتفتة الى جانب الامراض المعنوية وكيف انها اخطر وافتك من الامراض البدنية والطبية !.لا بل العكس ربما هو الحاصل في عالمنا الانساني عندما تحثّ الميديا الاعلامية والاقلام المريضة والافكار التي اصيبت بوباء السرطان الثقافي ... الى الانحلال الاخلاقي والبعد المعنوي والنكسة التدينية من منطلق وتحت عناوين ويافطات التحضر ومواكبة التمدين وغير ذالك من ظواهر ناقلة لعدوى العداء للاديان والاخلاق الدينية والمعنوية والفكرية والسلوكية المرتبطة بطبّ الاديان !.

ان الاديان مدارس لاتسدّ مسدها العلوم النفسية التي تحاول ان تعالج الجانب النفسي والروحي والمعنوي بلغة العلم والارقام الجافة ، بل انها جامعات ولكنها بزيها الديني الذي يستطيع ان يفهم المرض الروحي ويشخص له الدواء المناسب ، ومن ثم يستأصل الجذور الحقيقية للامراض المعنوية المنتشرة كوباء مكثف اليوم يعصف بالحياة الانسانية حتى حولها الى كورة نارية تزحف من جغرافية الى اخرى لتقتل ماتبقى من المعنوية والاخلاقية والسلوكية والثقافية الفكرية النظيفة التي تحافظ على فطرة الانسان سليمة قبل معدته !.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك