المقالات

إي لعنة إصابتك ياعراق

1281 15:51:00 2009-05-19

فراس الغضبان الحمداني

لعله القدر أو شيءأكبر من ذلك أو من الاستحالة أن نجد له تفسيرا منطقيا لان مايحدث على ارض العراق منذ بدء الخليقة وحتى الان عصي على الفهم والتفسير ، فقد مرت على ارض السواد موجات من البشر والاقوام وشيدت حضارات عريقة لكنها جميعا آلت الى الخراب ، لترى اية لعنة هذه قد حلت بنا وببلادنا ..؟ !

وبعيدا عن التفسيرات الميتافيزيقة والاساطير اللامنطقية يتحمل انسان هذه الارض وزر ماحل به ولعل أولهم سيدنا آدم الذي تحمل أثم الخطيئة وارغمه الله على الهبوط من الجنة الى أرض العراق ، وهذا هو العراقي الاول حامل الخطيئة الاولى ، ثم جاء ولداه هابيل وقابيل ليسجل أحدهم وببراعة أول جريمة قتل للنوع البشري وربما كان دافعها الجنس ، بينما كان دافع الجريمة الاولى غواية حواء وشهوة الاكل .

هكذا تناسلت بيننا الخطيئة وأصبحنا نشيد الحضارات الكبيرة ثم تقودنا شهواتنا وخطايانا لتخريب ما عمرناه بأيدينا ، وكأن الرب أراد أن يطبق فينا مقولة : ( ونعذبهم بأيديهم ) ، ولعل في ذلك أشد القسوة وأكثر الايلام ، وتواصلت هذه المعادلة حتى توج مسيرة الالام صدام العصر وتحولنا الى سيوف وحبال ومشانق يقتل أحدنا الاخر ويشنق الاخ أخاه ويغدر الرفيق برفيقه ولم نغادر هذه المعادلة حتى بعد سقوط النظام ، فأي شعب نحن نتقاتل في ظل الدكتاتورية ونقتل في ظل الديمقراطية ...؟ !

وأزاء هذه الحقائق التاريخية الدامغة تنكشف حقيقة الانسان العراقي ، وأقولها ليس سخرية من هذا الشعب لانني واحد منهم وما يتهمون به أتهم به ايضا .

هؤلاء القوم لاهم أبناء حضارة ولاهم محترفو بداوة ليس من الريف ولاهم ابناء مدينة ، ولانعرف حقا ما يجول في نفوسهم وهم يتأرجحون بين الايمان والكفر وما زالوا يرددون كما هو عهدهم في كل واقعة مرت في هذه البلاد ، قلوبنا معكم وسيوفنا عليكم وليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما ...! وعلى حد قول أحد المتندرين بان هذه المقولة التي أقترنت بواقعة الطف فأن تفسيرها الحقيقي أن المنادي يتمنى أن يكون شريكا في تلك الواقعة وانه لا يهدف كما يظن البعض ويوحي الشعار الى نصرة الحسين بن علي ، وانما الفوز المقصود ان ينال جائزة أبن زياد بعد ان يحمل رأس الحسين أو رؤوس البعض من ذويه ...!

ولايبالغ أزاء هذه التفسيرات من يدعي أن كل مكان من أرض العراق هو كربلاء وكل يوم يمر علينا هو عاشوراء ، وهكذا ترى كل يوم يتساقط الشرفاء بدون حساب وتدنس المبادىء ويعلوا نجم الساقطين والمختلسين وناقري الدفوف وضاربي الطبول وحاشيتهم من البلداء والاغبياء .

وحين نتامل هذه المشاهد في البرلمان والحكومة وأجهزة الدولة وما حل فيها من فساد ، وما يجري في مؤسسات المجتمع المدني الوهمية والمنظمات الإعلامية الشبحية وفي الأماكن العامة نكتشف ان هذه الامة قد تطبعت على النفاق والشقاق وانها تقدس المبادىء لكنها تخضع مثل العبيد للمكاسب والمناصب ولسان حالها يردد : ( كن ابن من شئت وأفعل كل ما هو مشين) تأكيدا لشعارنا العبقري الانتهازي القائل يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك