المقالات

الموت

1081 13:03:00 2009-05-19

عزيز العرباوي *

+ كرم الموت :

هذا الرجل الذي أعاده الموت إلى الدنيا ، وكان قد شارف على الآخرة بلبوس الحيرة والخوف والألم والاغتصاب ، أصبحت له الآن ألسنة كثيرة تقارب المئة لكي يقول ما يريد ، وأصبح له الآن أيضا عمر جديد ليعيشه تحت مظلة قول لا للجميع وحتى لأقوى الناس في معتقده . فكل يوم مر به في حياته السابقة كان مليئا بالغبار والبارود ، وجسده مستثمرا للكي والتجريح والسادية . صلواته كانت أقرب إلى المناجاة والدعاء الذي لا طائل منه في ظلمات الليل البهيم والعقليات السوداوية ...أصبح لا يخجل الآن من قول الصراحة في وجه الرياح والأمواج والعاصفة ، فيضان روحه وفكره أتى على الفكر المتحجر المغتصب مثل تسونامي جرف الأجساد والأشجار والبلاد . فبوركت مياهه رغم أنف الجميع بمن فيهم من كان يقدس الظلمة والسواد ..لا نعرف إن كان قد نسي ما جرى ، ولكن النسيان شيء صعب في ظل السادية. يبقى فقط أن يربح الرهان الذي قطعه على نفسه ، وهو العيش بكرامة وحرية ، حتى لو اضطر إلى تقديم نفسه رهينة للحقد والاغتصاب من جديد ..

+ قصور عام :

بوجه بشوش كعادته قال لنا :- بالله عليكم ، هل تصدقون ما يقال وما يروّج في إعلامنا عن حقوق الناس في إعادة الشرف والاعتبار ؟سكت الجميع وكأنهم يعرفون أنه لم يتمم كلامه بعد ثم أردف بتهكم واضح العيان :- عن أي إصلاح يتحدث هؤلاء الساسة عندنا وهم غرقى حتى رؤوسهم في اللصوصية والتواطيء مع الجلادين والساديين والفاشيين ...؟ وما الفائدة في منح الحرية لأناس قد هدهم الدهر والمخزن والجلاد لقول كل شيء عدا ذكر الأسماء والألقاب والصفات والسمات ..؟ أليس هذا من قبيل الكيل بمكيالين يا سادة ؟رد شخص من الجمع بشيء من الاختصار يبين أنه قد سئم الحديث في مواضيع السياسة والثقافة حد الاشمئزاز والتقزز :- إوا لا حول ولا قوة بالله العلي العظيم ...ولما أحس أنه لا يستطيع استمالة أحدهم إلى الحديث والنقاش ، تبرم قليلا ثم اتكأ على سور وراءه وقال بنبرة المغتاظ :- نحن في دول العالم الثالث لدينا قصور معرفي وسياسي حتى في حالات الحرية والرخاء ، فما بالكم في حالات الديكتاتورية والظلم ؟

+ صدفة ... :

بدا عليّ شيء من الكبرياء وهو يخاطبني باحترام ووقار باديين عليه ، مطأطئا رأسه نحو الأرض ورائحة النبيذ تخرج من فمه كأنه صار مصنعا للخمر والمدام ، ثم قال :- يا أستاذ ! والله إني لا أقدر أن أرفع وجهي في وجهك وأنا على هذه الحالة . المشاكل وما تفعل بالإنسان ، وأنت أدرى بها خيرا مني ...سامحني على هذه الحالة !وبيقين المثقفين أظهرت عدم الاكتراث للأمر ، فقلت له :- لا عليك ، نحن في عصر الحرية ، ولا دخل لأحد في شؤون الآخر أنت حر في حياتك تفعل بها ما تشاء ..بعد هذه الكلمات تمكن من الرجوع إلى حالته الطبيعية وكأنه ارتاح لكلامي ، ورأيي فيه وهو على حالته المختلفة يترنح بعينيه الحمراوين مثل ديك منتش بالسعادة . ثم انطلق مغادرا بعد أن سلم عليّ ، ممطرا إياي بالدعاء وأساليب الاحترام والإعجاب . إنه أول رجل أصادفه في طريقي هذا اليوم فيحترمني ، أما الآخرون فلا أعرف لماذا يتطلعون إلي بتجهم وسوداوية ....

* كاتب من المغرب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك