حميد الشاكر
سألني صديقي ابو محمد حول القضية المسيحية في العراق ؟، وماهي هذه التقارير الصحفية التي تصدر بين الفينة والاخرى حول انقراض المسيحية من العراق ؟.وبعد ان تجاذبنا الحديث في شأن شعبنا المسيحي في العراق ، وجدنا انفسنا ننساق الى البعيد من الزمان عندما كتبتُ مرّة عن الكاردينال دلّي ، وكيف ان هذا الرجل لسبب او آخر يحاول ربط المسيحية العراقية الوطنية بشبكة معقدة سياسية خارج الوطن ؟، وكيف انه مختلف عن المسيحية القبطية المصرية التي تناضل من اجل ان تكون مستقلة نوعا ما في قراراتها الوطنية !.عندئذ سألت صديقي ابا محمد هذا السؤال : أليس ظاهرة غريبة ياأخي ابو محمد ان يلّف الكاردينال عمانوئيل دلّي العالم كله من أجل حماية المسيحيين في العراق من الهجمة الارهابية ، بينما هو الى هذه اللحظة لم يفكر ان يزور النجف الاشرف بمرجعياتها الدينية المعتدلة والمحبة للانسانية ؟.ثم لماذا وماهي العوائق التي تعيق هذا الكردينال الطيّب من التوجه والبحث عن مراكز القوّة في القرار الاجتماعي والديني وحتى السياسي داخل الوطن وفي النجف الاشرف بالتحديد ، بدلا عن البحث عن القوّة خارج الوطن ؟.بمعنى آخر ياابو محمد هل بأمكانك ان تقول لي : لماذا هذا الزعيم الديني دلّي عمانوئيل لايرى في العراق وداخله كله اي لغة تفاهم او حوار او ربما التقاء على مصالح تحفظ للمسيحيين العراقيين حقوقهم وهيبتهم ومساهمتهم في وطنهم بفاعلية وبعيدا جدا عن اي تدخل خارجي ، بينما هو ولهذا الزمان ربما اجتمع في الفاتيكان اكثر من عشرة مرّات وفي واشنطن كذالك وفي لبنان مع موارنته مثل ذالك ؟.ألم يكن حريّا بالكردينال دلّي ان يفكر بجدية كيفية مدّ الجسور الداخلية اولا مع ابناء شعبه وخصوصا مرجعية النجف الاشرف التي ترحب كثيرا بمثل هذه اللقاءات والتقاربات والتفاهمات الاسلامية الشيعية والمسيحية الكلدواشورية سريانية ايضا ؟.قال لي صديقي ابو محمد : هل افهم من أسألتك هذه ايها الصديق ان هناك نوايا عند الكردينال دلّي بسلخ المواطنين العراقيين عن ابناء بلدهم وربطهم بالعالم الخارجي والغريب عن هذا الوطن ؟.قلت : ياابو محمد لا ولكنّ يبدو اذا اردتُ التفكير بواقعية على اسألتي التي اطرحها انه لاجواب مبرر او مقنع على مثل تلك الاسألة غير ارادة هذا الزعيم الديني وميله الشديد للانفصال عن الوطن العراقي !.وإلا ماهو مبرر او سبب او اي شيئ يقنع ضمير الفرد العراقي الذي يدفع بالقيادة الدينية المسيحية العليّا الى الدوران والسعي في العالم كله من اجل المسيحيين العراقيين ، بأستثناء مكان واحد لاغير لم يفكر اصلا الكاردينال حتى بزيارته منذ سقوط طاغية العراق صدام حسين الا وهو النجف الاشرف ، مع العلم ان النجف الاشرف هو اقدر جهة عراقية داخلية بامكانها خدمة شعبنا المسيحي العراقي في الداخل واقامة تفاهمات اجتماعية كبيرة ومهمة لهذا الوجود المهدد صحفيا غربيا بالانقراض كما يُكتب عنه !.ثم النجف الاشرف اليوم بمرجعياته الدينية المؤثرة اصبح اكثر من مجرد مؤثر في القرار الاجتماعي والسياسي الداخلي العراقي الجديد لاغير ، بل ان النجف وجميع مناطق العراق ايضا ، لكن بالخصوص مرجعية النجف الاشرف الدينية ، أصبحت بؤرة استقطاب اقليمية خارجية للعراق ايضا ، فكم هم مسؤولون عرب وغير عرب قد زاروا النجف الاشرف لادراكهم ان في النجف الكثير مما يمكن ان تنجزه على صعيد السياسة العراقية الجديدة ولهذا كان وستضل مرجعية النجف الاشرف قبلة للسياسين الاقليميين والدوليين في قابل الايام !.والان هل تفهم القيادات الدينية المسيحية الكبرى في العراق هذا المعنى الثقيل سياسا اليوم للنجف الاشرف ؟.إن كانت تدرك هذا ومع ذالك تتجاهله فهذه كارثة على مصالح شعبنا المسيحي في العراق !.وإن كانت لاتدرك فالمصيبة اعظم !.نعم ينبغي على هذه القيادة الدينية المسيحية العراقية اليوم وبمن يمثلها على رأس الهرم الكهنوتي ان تفهم وتستوعب حقيقة ان قوّة الوجود المسيحي العراقي عندما يبحث عن قوّته الذاتية هو وفي داخل كيانه العراقي لاغير ، وانا اعتقد ان البحث عن قوّة خارج الجسد المسيحي العراقي أقليميا او دوليا غربيا هو مساهمة من حيث نعلم او لانعلم باضعاف الوجود المسيحي العراقي الاصيل بسبب انه ليست قوّة كل ماكان بيد الاخرين بالنسبة لك ولي وانما القوّة في اكتشاف مكامن القوّة داخل الذات والجسد والوجود نفسه ، ونعم لابأس باقامة العلاقات الخارجية الطبيعية بين مسيحيي العراق في الداخل وباقي العالم في الخارج ، ولكن لاينبغي ان يكون هذا على حساب تجريد العراقيين من قوتهم الداخلية وفصلهم عن شعبهم وعدم الاعتراف بالاخر لاسيما المؤثر فيهم ، ونسج خيال لكل فرد مسيحي منهم : ان الحماية بالنسبة لوجودهم هي موجودة بالفعل في الفاتيكان او واشنطن او لبنان مع اقامة التحالفات هناك مع مارونية مسيحية هي في الاساس تعاني من الانقراض الطبيعي ايضا بسبب السياسات الخاطئة لبعض مسيحيي لبنان الطائفي والممزق والمخترق صهيونيا الى حد العظم الابيض !؟ هذا ما اقوله ياسيدي ياأبو محمد في الوضع المسيحي العراقي الشاغل لكل كياني كمسيحي كنتُ قبل ان يفد الاسلام برحمته لهذا الوطن الكبير الذي يستوعب الكل داخله !.وبعد برهة من تأمل الاخ العزيز ابو محمد في كلامي التفت نحوي ليقول كلمته الاخيرة : هذا الطرح والكلام لااعتقد انه يرضي الكثير من المسيحيين العراقيين ، لاسيما منهم الانفصاليين ، فضلا عن اصحاب العواطف التي ترى في العراق الجديد فرصة لاعادة الامجاد القديمة على انقاض هيكل العراق اليوم ، لكن يبقى في الكلام أشارة الى ان هناك حرص على اعادة لملمت الاشلاء العراقية الاجتماعية من جديد ، وصهرها ببوتقة تفاهمات تبدأ من العناصر الدينية لهذا المجتمع ، وتنتهي مع التنسيق السياسي والتفاهمات الاجتماعية على كيفية العيش جميعا من اجل هذا الوطن ، والى ان نصل الى تلك الغاية فانا منتظر معك لزيارة الكردينال عمانوئيل دلّي للنجف الاشرف لاقامة تحالفات كبيرة ومتماسكة بين المسيحيين في العراق والمسلمين الشيعة في هذا الوطن !.قلت : انشاء الله هادي والدنا دلّي الى سواء السبيل !.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha