بقلم:فائز التميمي.
إن ما حصل لوزير التجارة سواءً بقية في منصبه أو خرج منه يجب أن يكون درساً للإستفادة منه وليس للتشفي والإنتقام لأن هـذه الحياة تتقلب بأهلها من حال الى حال وقد يكون أيّ منا مكان وزير التجارة فما الـذي أوصله الى هـذه النهاية المحزنة!!
أولاً: إنّ حماية الوزير أو المسوؤل هم أول المنتفعين وهم أول من يتوقع المرء منهم الفساد ،وخصوصاً إذا كانوا من أقاربه فهم يبعدون القريب ويقربون البعيد.ويصبحون شاء أم أبى وخصوصاً في ظروف الأرهاب هم سمعه وبصره ولسانه!! وهـذا ليس تنظيراً فراغ فأول سلبيات الحمايات أنهم سياسيون ومتعصبون لرأي المسئول أكثر من الوزير أو المسئول نفسه وحتى بعضهم يلفق حكايات عن ما قاله الوزير أو المسئول فإن صحت فهي دلالة على ضعف إنضباط الوزير أو المسئول وإن كانت خيالات وأكاذيب فمردودها على صاحبها أكبر.فمرة أحد حماية أحد المسؤولين الكبار قال لنا: أن السيد فلان هو سر الأزمة بين جهتنا والجهة الفلانية!! أو أن السيد فلان إمتعظ وجهه عندما رد على تلفون فلان وقال: لعد بيمن أمـّن إذا هـذا طلع حرامي!! ومن غيرها من المرويات التي تكشف أن الحماية هم ملكيون أكثر من الملك نفسه.والمشكلة فيما إذا كان لهولاء تأثير فعلاً على الوزير أو المسوؤل.!!.
ثانياً: كلما سمع أي مسوؤل من أيّ جهة تهمة أو قصة فإنهُ يحكم دائماً بأنها فخ سياسي ومكيدة! نعم صحيح أن كثير من القصص كيدية ولكن إذا إتضح بعد ذلك أن واحداً منها صحيح قد يكسر ظهر المسوؤل كما كسر حنون ظهر وزير التجارة فهو لا يستطيع السيطرة على وزارته لو بقى فيها لأن الفيديو صار بالتلفونات والأمر خرج من يديه.بل الأولى إذا كانت القصة تخص أحد أقاربه أن يسارع الى التحقق منها لأنهم إذا فسدوا حالوا بينه وبين كل الحقائق.
ثالثاً: حالة الغرور التي أصابت شرائح كثيرة من المسوؤلين حتى عندما كنا في المعارضة فكانوا يعتبرون أنفسهم نخب وعزلوا أنفسهم لـذلك فتجاربهم في الحياة ومع الناس قليله وحياة التنظير في البروج المشيدة إنتحار ولا تعطي المرء الفرصة الكافية للتعرف على الناس.
رابعاً: إن معرفة وخبرة السياسيين بالناس داخل العراق( وخصوصاً الـذين كانوا خارج العراق في أوربا أو أمريكا) قليلة وبعضها قديم يعود الى السبعينيات وهـذا له أثر في تعامله ودرجة تصديقه وتكـذيبه للأخبار.
خامساً: حالة التعصب : وهـذه مرض أصاب كثير من الجهات والأحزاب بحيث أنها لاترى إلا جهاتها وأحزابها ومنظماتها هي الصحيحة والبقية لاشيء ولا هم لها إلا الكيد ويجب حربها.
سادساً: قلة المخافة من الله تعالى: فطوال أكثر من عشرين عاماً صادفنا من كبار السياسيين الـذين يخافون الله في كل شيء إلا عندما يتم الحديث عن الأطراف السياسية الأخرى فتراهُ يتهم ويغتاب .وسوف أقص عليكم بعض الأمثلة وللأسف أحجب الأسماء لأنهم كبار جداً جداً!!
في عام 1985م زار أحد الشخصيات المهمة بريطانيا ووصل في تجواله الى أحد مدنها الصغيرة فأقيم له جلسة بسيطة في بيت أحد الأخوان وحضرنا فلما دخل همس بصوت مسموع في إذن قيادي بصراوي :هل فيهم من جماعة فلان !! فلما طمأنه بدأ يتكلم على راحته.
وفي عام1984م زار مسوؤل كبير قبلاً وحاضراً وحضر جلسة فسألهُ أحد الغشمة وكان جديد عهد فلم يعرف أنه من جهة أخرى فقال له: هل يستطيع فلان أن يُخرجَ بعض الأسرى من أسرهم!! فوقع إسم ذلك الشخص كالصاعقة على إذن المسئول فقال بعصبية وصوت عال: لا يستطيع لا فلان ولا غيره أن يخرجهم من الأسر!! وخاب ظنه وخرجوا.
وغيرها وغيرها من التهم الباطلة والنفاق وكل هـذا البهتان يعود على صاحبه ويرتكب نفس ما إدعاه زوراً وبهتاناً للتسقيط. فمن إتهم فلاناً أيام المعارضة بأنه يريد إستخلاف أخيه وإبنه يعمل نفس الشيء الآن في العراق!! ومن إتهم فلان بأن عنده أموال وحقوق ولا يصرفها كل أقاربه يسبحون بالمال والوظائف الوهمية من أموال الشعب العراقي.تلله ما إتهموا أحداً أنه دخل ذلك الجحر إلا وهم قد دخلوا إليه حتى أصبحت مؤمناً عملياً أن ما ننطق به باطلاً على الآخرين يصيبنا آجلاً أم عاجلا!! والله المستعان.هل سنستفاد من الدروس أم نستغلها للشماتة فقط!!.
https://telegram.me/buratha