محمود الربيعي
لم يزل العراق ومنذ امد بعيد يعاني العراق من سيطرة الاحتلال لاسباب تتعلق بموقعه الجغرافي وثرواته الطبيعية، كما عانى من غباء وغياب وطنية حكامه احيانا وضعفهم في احيان اخرى، ويكفينا هما وبسبب هذه السياسات المدعومة من اعداء العراق في الخارج والداخل اعمال العنف المستمرة التي يتعرض لها المواطنين والتي تطال ارواحهم وممتلكاتهم يوميا.
ان مايجري في العراق تعبير عن طبيعة ثقافة الانظمة الحاكمة في العالمين العربي والاسلامي والتي تدفع دائما الى الاحتراب والتدافع على السلطة والتآمر لاسباب عديدة اهمها الطائفية والمصالح المادية وهو ماعبرنا عنه بالغباء والخلل في الروح الوطنية والدينية. ويعلم القاصي والداني كم عانى الشعب العراقي من صدام وحزبه وذيوله بعد ان اشاع ثقافة العنف والكراهية والحقد والانانية التي عمل على ترسيخها هو وحزبه واذاق الناس السموم وعظائم الامور وكلفهم ذلك حياتهم وماكان وهو نموذج فريد للسياسات العنصرية والطائفية في العصر الحديث.
وما اشد الحاجة اليوم الى تنظيف البيت العراقي من مظاهر العنف التي خلفها ذلك النظام الاحمق.. ونحن بامس الحاجة الان الى تغيير عقلية المواطن بتغيير كافة المناهج الخاطئة ومنها مناهج التربية الاسرية، واشاعة منهج جديد داخل الاسرة. كما لابد من اشاعة ثقافة العطاء امام ثقافة الاخذ التي يمارسها الفرد على ان توفر الدولة الحد الادنى لمتطلبات الحياة الكريمة كالسكن الصالح، وتجهيز المواطنين الذين لايملكون سكنا شققا سكنية جاهزة وفرصة عمل شريف يسد بها المواطن حاجاته وحاجات اسرته ويقيه من الفاقة والعوز ويحفظه من الذل قبل ان تصطاده ايدي العصابات الفاسدة وتضمه اليها.
ان مظاهر الحياة الاجتماعية وبما اصابها من تكدر نتيجة الحملات الارهابية المستمرة والحروب الجاهزة اثقلت كاهل المواطنين وجعلتهم يهربون من التعاون وتقديم الخدمات فيما بينهم وحلت بسبب هذه العوامل حالات عدوانية سببها الفقر والتخلف الثقافي والانانية والاستعداء الطائفي والعنصري الذي كرسه النظام السابق لذلك نؤكد على ضرورة احتضان المواطنين وتعزيز العلاقة بين المواطن وحكومته.
والعراقيون وهم يقتربون من الانتخابات الجديدة عليهم ان يتبنوا مشاريع جديدة فيها تجديد وتحديث يتلائم وحاجة المواطنين ومنها اشاعة روح المواطنة والتقليل من توجهات المحاصصة مع ضمان الحقوق المكتسبة والتركيز على الانتفاع من الكفاءات الوطنية التي تعكس الصورة الطيبة للاختيارت الممثلة لارادة الشعب وتعزز ثقة المواطنين بقياداتهم من اجل تحقيق جميع الاهداف الجيدة والجامعة واهمها تحقيق الوحدة الوطنية، فالوحدة هي الرد الوحيد على جميع التخرصات والتي ستقصم اليوم وغدا ظهر العدو مهما تعددت صوره واشكاله ومصادره، ونحن على ثقة ان الله معنا مادمنا مع الشعب " كان الله في عون للعبد مادام العبد في عون اخيه " الحديث الشريف. لذا فاننا ندعوا ومن باب الحرص على مستقبل العراق وشعبه الى:
اولا: الحرص على انماء الروح الوطنية لدى المواطن واستغلال وسائل الاعلام والتربية في اشاعة روح التعاون وتبني الاهداف الوطنية.
ثانيا: توجيه منظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام والتربية الى تبني ثقافة السلام ونبذ ثقافة العنف والانانية والحرص على الثقافة الوطنية التي تعزز الصلة بين المواطن والسلطة.
ثالثا: القضاء على كل مظاهر الفقر والبطالة واسباب الانخراط مع العصابات المنظمة.
رابعا: الاهتمام بالمشاركة الجماهيرية التي تعزز روح التعاون كالعمل الشعبي في المناطق السكنية ودوائر الدولة.
خامسا: التقليل من المحاصصات الطائفية والعنصرية والسعي الى الغائها مع ضمان تحصيل الفرص، والعمل على زج الكفاءات الوطنية في حقول الاختصاصات المختلفة الادارية منها والفنية.
سادسا: دعوة القيادات الى زيادة فرص الوحدة بين الكتل البرلمانية وتعزيز الثقة عن طريق التلاحم وتقليص الفوارق فيما بينهم.
https://telegram.me/buratha