باسم طيبا / لبنان
على عهد العراقيين عليه، وبحكمته الصارخة، وبعد ان بث كلمة سرّه بين أبنائه في منظمة بدر، بأن إيمانهم بالعراق وبشعبه ينفصل عن إلتزامهم بالخط الرسالي، أطلق سماحة السيد عبد العزيز الحكيم دعوته لإعادة تكوبن الإئتلاف العراقي الموحّد على أسس تمكّنه أن يرعى الإنجازات السابقة التي تم تحقيقها في العراق، وتكفل إستكمال نجاحات العملية السياسية فيه، وتوفّر أرضية معالجة وإعادة ترتيب مكامن الإخفاق التي إعترضت طريقها.ويُفهم أن البعض يرى خطوة السيد الحكيم جاءت سريعة ومباغتة، وأنهم يعتبرون أنه يسد الطريق على الطامحين ليقودوا هم عملية تشكيل الإئتلاف وفقاً لرؤاهم، غير أنه لا يسلك إلى الفهم تجاهل الخشية بأن تؤدي هذه الطموحات إلى إضعاف البنية التي يرى السيد الحكيم أنها ضمانة ويؤمّل عليها مواجهة تحديات المرحلة المقبلة .
من المؤكد أن إنتخابات مجالس المحافظات الأخيرة كرّست نجاح أحد أوجه العملية السياسية ، وهي التنافس الشريف وتداول المواقع السياسية والإدارية، لكنّ فتوة هذا النهج وقصر جذوره بين العراقيين ، أخرج علاقة القوى السياسية من حقل التنافس المحمود فيما بينها، وأبعد روح الديموقراطية عنها، ووصل بنا الأمر إلى مراقبة ما برز من عصبية حزبية فئوية، والتأفف من معضلات تشكيل المجالس في أكثر من محافظة، ما يجعلنا نجهد في البحث عن إعادة أجواء التضامن الذي هو من بركات تشكيل الإئتلاف العراقي الموحّد سابقاً، و من بركات رعاية المرجعية الدينية وحثّها لقيام الإئتلاف هذا الإئتلاف.
ويغفل البعض عن أن إرتفاع وتيرة الجرائم الإرهابية،والضغوط التي تمارس من أكثر من جهة لأجل إتمام ما يسمى "المصالحة الوطنية" التي يريدونها مصالحة مع الصداميين، يبرز الحاج غلى كتلة برلمانية متماسكة وحكومة مستقلية تتكامل مع هذا المجلس وتستند إلى حميته، من أجل منع الطريق على مشاريع تريد العودة بعقارب الساعة في العراق إلى أزمان خلت. ولأن الحديث كثر في الفترة الأخيرة عن ملأ فراغات يتركها إنسحاب القوات الأمريكية المحتلة ، ويتنافس هذا الطرف أو ذاك من الخارج في التصريح عن إستعداده للتصدي لهذه الوظيفة التي لا يُدرك من أوجدها، فإن الإئتلاف القادم من المفترض وأولى مهماته أن يحصّن العراق من أي فراغ سياسي أو خلافه، تنفذ منها بعض المشاريع الإقليمية القريبة والبعيدة.
قد يبدو لبعض الأطراف والمكوّنات، أن قيادة إئتلاف كفيل بتمتين موقعه السياسي في النظام ، ويرجُح لدى أطراف ومونات أخرى أن نيل حصة نيابية يدعم سعيها للسيطرة على مفاصل الدولة، غير أن إحتساب السيد الحكيم يتخطى ذلك، وهو يدرك أن عملية البناء السياسي تقوم على أكتاف تحالف متين، يكون البناء بالنسبة لمكوّناته مهمة وأمانة مشتركة، وليس إمتيازاً يكتسب.
صنع السيد الحكيم ما تفرضه عليه مسؤولياته، ووضع نصب عيني المجلس الأعلى الإسلامي العراقي المصلحة العراقية العليا، ويُنتظر من باقي الأطراف أن تلاقيه عندها، وأقلّه أن تفكّر فيها وتطرح لها رؤية، وتبتعد عن الإستناد إلى كمّ المصالح الفئوية والذاتية لصالح كمّ الفوائد العراقية العام.
https://telegram.me/buratha