المقالات

مصيبة الفساد الاداري


باسم العلي

ان الفساد الادراي اصبح سيئا الى درجة تصعب السكوت عليه, واخر الاحداث اتهام اخوي وزير التجارة بالفساد الاداري والذين هربوا بمساعدة حماية وزير التجارة.

ان من المعروف وعلى مر فترة زمنية طويلة بان وزارة التجارة كانت من اكثر الوزارات العراقية فسادا وهذ ليس امرا جديدا فجذوره ممتدة من فترة الحكم المباد ولحد الان.

اتذكر وفي فترة العهد المباد كانت العناصر الشريفة في الوزارة مهددة ولايمكنها ان تعمل شي ومن يتعرض للمفسدين يلاقي جزاء لايستحقه. والقصة التالية مثال على ذلك: كان هنالك مديرا في الوزارة لايتقبل الفساد ولايشارك فيه, دعي الى المشاركة في الفساد ...فرفض, طلب منه ان يغض النظر... فرفض, فامروه بتركهم وان لايتدخل في ما يعملون وفي خلاف ذلك سوف يصيبه اذى كبير.. فرفض. فلما اصبح خطرا يهدد عملياتهم دبرت له مكيدة ادت الى سجنه عدت سنوات. هذا يالرغم من انه كان بعثيا ولم تسعفه عضويته في حزب البعث الحاكم انذاك.

ان مذكرة التفاهم بين الحكومة البائدة والامم المتحدة عظمت هذا الفساد فاصبح كل شي مباح وبمباركة الطاغية صدام نفسه . بحيث اصبحت وزارة التجارة وزارة نصب واحتيال على المجتمع الدولي, الشعب العراقي والحكومة العراقية. فاصبحت وزارة التجارة مدرسة المحتالين.

ان البطاقة التموينية والتي تستهلك جزاء كبيرا من ميزانية الدولة العراقية والتي يذهب جزء لا اعرف مقداره الى جيوب المحتالين من موظفين ووسطاء ومقاولين ووكلاء للحصة التموينية والخ. ولاادري لماذا مازالت الحكومة العراقية مصرة على استمرار الحصة التموينية وبالرغم من كل مساوئها. فموادها غير كاملة ونوعيتها غير جيدة وتجهيزها غير مستمر, الشيء الوحيد المستمر هو استهلاكها الى جزء ضخم من ميزانية الدولة. هذا في الوقت الذي تحتاج فيه الدولة الى كل فلس من اجل ان يصرف على المشاريع الاستثمارية التي تساعد في تطور ونمو البلد.

قدمت في مقال سابق اقتراحات حول اصلاح الجهاز الادراي للبلد وفي معرض كلامي عن وزارة التجارة والبطاقة التموينية طالبت فيها ان توقف الحصة التموينية عن كل من يكون وارده الشهري مليون دينار عراقي وربما بالصدفة طالب قسم من اعضاء البرلمان العراقي بنفس الشئ ولكنهم طالبوا ان يكون الحد الفاصل بحدود المليون ونصف دينار عراقي. بالاضافة الى هذا طالبت بدفع قيمة الحصة التموينية الى المستحقين نقدا لكي يتسنى لهم شراء ما يحتاجون وبالنوعية التي يحتاجونها بدلا من ان تفرض عليهم نوعية رديئة او غير مرغوبة... وتترك وزارة التجارة لعملها الرقابي والتنفيذي بدلا من ان تكون التاجر والمسوق والخازن.

في الوقت الذي ابارك فيه الدعوات الى محاربة المفسدين اسوة بمحاربة الارهابيين وبالرغم من انها جاءت متاخرة لكنها شيء لابد منه ومن يقف عثرة في هذا الطريق اما ان يكون فاسدا او يتستر على المفسدين. انه من غير المعقول ان يدافع بعض السياسيين عن المفسدين وبنفس الوقت يعتبرون انفسهم ممثلين للشعب ويدافعون عن مصالحه: فالشعب براء من اي شخص او حزب او كتلة سياسية تدافع عن المجرمين وبكل اشكالهم وعن من يعمل ضد مصالح الشعب.

اني احذر جميع البرلمانين والسلطة التنفيذية بشقيها الوزاري والرئاسي بان الشعب سوف لن يرحمكم مادامت الكلمة الاخيرة هي له فان الانتخابات البرلمانية قادمة ولايمكن لا للبرلمان ولا لرئاسة الوزارة اولرئاسة الجمهورية ان تمدد العمل فترة زمنية اطول مما مقرر له في الدستور, ويجب ان تجري الانتخابات البرلمانية الجديدة في وقته حتى يتكون برلمانا وتشكل حكومة متماسكة تضع نصب اعينها مصلحة الشعب العراقي التي هي فوق اية مصلحة اخرى.

باسم العلي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابوعلي السويد
2009-05-17
ثم ترى البعض وبكل ضعه يقولون لك نسأل لك كم يريدوا؟ كل هذه الحالات هي جرائم نتجت عنها كل مصائبنا من ذل وتهجيروتفجيروغضب الله علينا فهل من صحوة للضمائرلمن سمع القول فارعوى وفكربقبره وحشره وعذاب الله تعالى او بالقصاص الرادع له ولمن يفكر بان يفسد ويكسب وبأشدمايستحقه من جزاءلمصلحة المجتمع المنكود بهم؟ واستبشرنابالحملة الوطنيه لاستئصال هذه الجريمة الدنسه بالكامرات المخفيه او بالاخبارالحق من اي غيورمتجرد امام الله تعالى؟ وليعلم المرتشون ان من لم يفكر ولالحظة باي رشوه هوالسعيد دنياواخرى فهل؟
ابوعلي السويد
2009-05-17
بسمه تعالى ان من يتقصد الافساد الاداري او ما يؤدي له من الفساد المالي واذلال المراجع خلف الميني شبابيك بالنسبة لي هو أرهابي خائن للامانة المناطة به أردناه عونا فاذا به فرعونا ان شاء ام أبى ان أحس بذلك ام كان دون نخوة وطنيه وشرف أنساني وقد بلغ الحس الميت لدى أبغضهم ان يجيبوني ب جأ ادت الى عودتي من الحدود دون ذرة وجه حق واخرين عينوا سماسرة يجمعوا له المال السحت الحرام حتى وصلت الامور الى السؤال عن اية معاملة اعتياديه كالجواز او الهويه اوالتوقيع او ما هو أنكى كالتستر على المجرمين ثم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك