بقلم:فائز التميمي
قد يبدو العنوان غريباً بعض الشيء ولكن مهلاً ففي الوقت متسع لرفع العجب.عندما عينت الحكومة المصرية في الستينات الجيولوجي الشاب فاروق الباز في قسم الكيمياء رفض ذلك وإستمع الى نصيحة مخلصة وحزم حقائبه وذهب الى أمريكا الى أن جاء عام 1968 حيث كان من المشاركين في إنطلاق أبولو والتي نزل رائداها على القمر. وقبل خمسة عشر عاماً حل مشكلة الماء قرب الحدود المصرية السودانية حيث بـذل جهوداً 13 عاماً حتى أقنع الحكومة المصرية فحفرت بئرين ولما وجدوا الماء أعـذب من النيل على حد قوله قاموا بحفر 450 بئراً تسقي حوالي 150 ألف فدان زراعي. ويقول إن أيّ منخفض رملي أو صخري يحتمل وجود كميات كبيرة من المياه الجوفية. وإقترح على السودان حل مشكلة دارفور وهي مشكلة برأيه مائية بحفر حوالي ألف بئر في دارفور لفك النزاع حول الآبار. وإقترح على كل جامعة مصرية أن تجمع أموالاً كل عام لحفر بئر واحد. وفي لقاء له مع قناة الحوار شخص سبب تدهور وفشل العرب حكوماتهم الى الأمور التالية: (1) سيطرة العسكر على العالم العربي وهولاء بتربيتهم لا يعرفون سوى إصدار الأوامر وعدم الإستشارة وأصبح مسلك كل الدوائر والمؤسسات العربية هي بالتنفيـذ دون المناقشة. (2) أن القدماء في الدوائر يحجمون الطاقات الشابة ويشعرونها بعدم أهمية إقتراحاتها بحجة أنهم قليلي الخبرة مما أدى الى موت الإجهتاد والإبداع.
وسألهُ المحاور وهو شاب ليبي نزق: أن صدام رغم انه مستبد ولكن بنى تكنلوجية وعلم متطور في العراق!! فأجابه فاروق الباز المتواضع جدا(وهـذا أول مؤشر على كفاءة الرجل) : صحيح أن عراقيين كثيرين أبدعو عندما كانوا في الخارج ولكن عند عودتهم دخلوا في قالب الحاكم ولن يستطيعوا أن يعبروا عما يجب فعله وما لا يجب فعله!!,. فألقم المحاور الطائفي الـذي لا أدري لماذا يقحم العراق في كلامه وهو شاب غر!. وعن مشروع ليبيا في إستخراج الماء ونقله الى الساحل قال إن الفكرة عرضت علي وهي من حيث المبدأ صحيحة ولكن بالغوا في الصرف الغير مجدي فكلفت الملايين.وعن الوحدة بين مصر وسوريا قال إنها من حيث المبدأ صحيحة ولكن سُلمت بيد عسكريين فأصبحت وحدة متوحشة!!.وقال أن المهم في دول العالم المتحضرة كفاءتك بغض النظر عن شهادتك فإذا كنت كفوءاً ومعك شهادة ثانوية تفضل على حامل دكتوراه ولكن ليس كفوءاً. فالمرجعية للكفاءة وليس الشهادة.
أقول هـذا وأنا أستمع بألم الى كلام مسوؤل في الري العراقي في قناة العراقية من أن الماء الـذي يصل الى الفرات هو عبارة عن ماء بزل ملوحته عالية!!. فهل ستشكل الحكومة خلية أزمات لحفر آبار وإعتماد طرق جديدة للرش بدل الري وتبطين الجداول لكي لا يضيع الماء الى جوف الأرض.ففاروق الباز( في أوربا وأمريكا البرفسور لا يُدعى بدكتور أو برفسور إلا ماندر بل بإسمه) هو باز حقيقي في أصطياد الماء وتوفيره ولا ننسى أنه أقنع أحد رواد الفضاء الى القمر أن يأخـذ معه سورة الفاتحة الى القمر.ويقول أن المشكلة في بلداننا أن الولاء يتحول من الولاء الى الله والكفاءة والعلم والوطن الى الولاء الى المسوؤل ومحاولة إرضائه.
أما سعد البزاز وما أدراك ما البزاز!! (وبالمناسبة مراسلوا الشرقية يسيحون في كربلاء والبصرة لأصطياد الثغرات وطعن الحكومة). فما الـذي قدمه البزاز الى العراق والعراقيين: (1) دعم غير محدود للإرهابيين. (2) ثقافة هابطة سفيهة إمتداد لتلفزيون عدي المقبور. (3) إساءة الى المرأة العراقية بتصويره الغجريات وصاحبات عدي وكأنهن نساء الشعب العراقي. (3) لا أعتقد أن مراسليهم فقط يشاغبون بل أكاد أجزم أنهم ينسقون مع البعثيين في الداخل والخارج.(4) تلفيق الأكاذيب الرخيصة ونشر الفتن.
فمرجعية البزاز فيمن يعملون معه في صحافته أو قناته هو مقدار السفاهة والسقوط والإنحطاط الخلقي.سعد البزاز ماهر في الإبتزاز وباراقة ماء الحياء في وجه كل من يمشي في طريقه أو يشارك في نشاطات شرقيته العاهرة. فشتان بين الباز والبزاز وشتان بين ماء وماء.
https://telegram.me/buratha
