( بقلم: عبد الامير حسن )
كانت كل الظروف تشير الى ان البعث بعد حربه ضد ابناء الشعب العراقي وتصفية المعارضين له. بدا يفكر جديا في حربا خارجية من اجل ترسيخ نظامه المنهار وكنتيجة حتمية لنظام فاشي فقد شن البعث هجوما شرسا ضد الجمهورية الايرانية عام ثمانين. وخلال عشرة ايام كانت الدبابات البعثيية قد احتلت اكثر من سبعة مدن ايرانية. وكانت صواريخ ارض ارض والطائرات البعثية تنطلق باتجاه طهران. وباقي المدن الايرانية.. وكانت بداية الحرب التي استمرت ثماني سنوات.
اعلن البعث ان سبب الهجوم على ايران من اجل شط العرب والغاء اتفاقية الجزائر التي وقعها صدام مع الشاه. ولما لم تكن الحجة مقنعة عاد البعثيون ليقولوا ان سبب الهجوم من اجل استعادة الجزر الامارتية الثلاث؟. ثم اعلن البعثيون ان حربهم هي دفاع عن الامة العربية. . ومن اجل استمرار الة الحرب كان لابد للنظام ان يقترض امولا طائلة . ستكون وبالا على العراق فيما بعد. اصبح الاقتصاد العراقي على حافة الانهيار. ومن اجل استمرار حربه كان لابد للبعث ان يبدد ما تبقى من الثروة النفطية على الاعلام الكاذب الذي يصفق ويمجد لرمزه وحروبه. وهكذا كانت تذهب اموال العراقيين الى حركات ومنظمات وشخصيات هي بوق للنظام. فيما كان الشعب العراقي يعاني الامرين من اثار تلك الحرب فقد وصل عدد شهداء العراق في تلك الحرب الى اكثر من مليون شخصا حسب احصائيات الامم المتحدة نسبة تسعين بالمئة منهم ينحدرون من المناطق الجنوبية.
حرب جنونية لها اول لكن ليس لها اخر. توقفت الحياة الاقتصاية وانهار النسيج الاجتماعي للبلد بسبب حربه تلك ارتفع عدد المعوقين والاسرى وانتشرت ظاهرة الارامل واصبح كل شيئ في مهب الريح.. ومن اجل تعزيز ظاهرة ارهاب الدولة شن البعثييون هجوما بالاسلحة المحرمة دوليا ضد مدينة عراقية لم تكن قبل ذلك التاريخ معروفة. تم قصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي وقتل خمسة الاف هم سكان تلك القرية. والسبب هو سادية ووحشية النظام البعثيي.
وما ان حل عام ثمانية وثمانين وهو العام الذي انتهت فيه الحرب. والجزر الامارتية وشط العرب بقى على حالهما. تنفس العراقيون الصعداء. وانَ لهم ذلك وصدام والبعث في الوجود.؟ ففي اب عام تسعين وتسعمائة والف صحا العراقيون على بيانات البعث الذي يدعو الامة العربية لقبول عودة الفرع الى الاصل وكانت الدبابات البعثية هذه المرة تعبر حدود دولة جارة اخرى وهي الكويت وليعلن البعث انه انقذ الامة العربية وطهرها من العملاء.حرب صدام والبعث ضد الكويت فتحت ابواب الجحيم ضد الشعب العراقي
لم تنفع الاصوات التي نادت البعث بالخروج من الكويت. عقدت الجامعة العربية اجتماعا طارئا طالبت فيه البعث الخروج من دولة الكويت الا ان البعثيين اصروا على ان هذه المعركة هي نصر للامة العربية .وعلى الجانب الاخر كان المجتمع الدولي يطالب البعث بالانسحاب الفوري من الكويت وتجنيب العراق كارثة انسانية . هذه التوصيات وهذه القرارت لم تنفع. اصدر مجلس الامن قرار يقضي بانسحاب القوات البعثية من الكويت والا تعرض العراق لعمل عسكري. تم تجهيز قوات التحالف الدولي لاخراج البعثيين بالقوة من الكويت وابتدء الهجوم البري والبحري والجوي وكان العراق ساحة الحرب وكان على العراقبيين ان يدفعوا ثمن جرائم البعث الفاشي. نهاية حزينة ولكن للعراقيين الذين صدموا من هول الاسلحة الجبارة. ومن قسوة الحروب. كان عليهم هذه المرة وبعد هزيمة البعثييين من الكويت ان يقولوا كلمتهم للبعث .
كان الرد الشعبي عنيفا فانطلقت انتفاضة شعبان الخالدة وخلال عدة ايام فر البعثيون من اربعة عشر محافظة شيعية. تاركين ورائهم كل هزائم البعث الاسود وصور لطاغية البعث وهي تحترق انقض الشعب العراقي على جميع مقار الارهاب والفرق الحزبية واحالوها في لحظات الى دمار. كما واصلوا تقدمهم من اجل تحرير بغداد. الى ان التحالفات الدولية انذاك مدعومة بتحالفات عربية كانت تنادي بضرورة بقاء البعث...؟تم السماح للبعثيين بقمع الانتفاضة المباركة بطرق وحشية جدا لم يسبق لها مثيل . قصف المدن العراقية الامنة بصواريخ ارض ارض والمدفعية الثقيلة. قتل مئات الالاف من ابناء الجنوب من دون التمييز بين طفل وشيخ وامراة. ثم بدأ بقصف الاماكن المقدسة في النجف وكربلاء. فقام البعث بجريمة الكبرى بقصف مرقد الامام الحسين واخيه العباس عليهما السلام. وكان قبلها قصف مرقد امير المؤمنيين علي عليه السلام في النجف الاشرف.
انطلق البعثيون الى الجنوب في مشاهد مرعبة فظهر قادة البعث وهم يقتلون ويفجرون المواطنين بصور مرعبة. ظهر بعضهم يطلق الرصاص عشوائيا مشهد اخر على وحشية البعث قادة بعثيون يضعون شباب في حفرة ويزرعون في جيوبهم اصابع الدينمات ولحظات يتم تفجيرهم وسط تصفيق بعثي . جرائم يندى لها جبين الانسانية . مشهد اخر من صنوف التعذيب التي انتهجها البعث للابناء شعبنا قطع اللسان بشفرة حادة. وسط ذهول من يشاهد هذه الجرائم.
اي وحشية يمتلكها هولاء الدخلاء واي تراث شيطاني يمتلكون.ان اجتثاث البعث ضرورة تاريخية وحق الهي لابد من تطبيقه من اجل ان لاتتكرر مثل هذه الجرائم ومن اجل ان لاتسقط مسؤولية هذه الافعال. الدنيئة واصل البعث جرائم ولكن هذه المرة عن طريق الحصار الذي فرض على الشعب العراقيو من اجل استنزاف ثروة الشعب العراقي في هذا الحصار . طيلة عشر سنوات. تم من خلاله سرقة مليارات الولارات تحت عنوان دولي اسمه النفط مقابل الغذاء, وما ان سقط النظام عام الفين وثلاثة حتى انكشفت فضائح هذا البرنامج وظهرت كوبونات النفط . شخصيات سياسية رؤوساء دول ووزراء وفنانون وشعراء وملوك واولاد شخصيات. كل هولاء اشتركوا في جريمة الحصار على الشعب العراقي وماتزال اصدداء فضيحة النفط مقابل الغذاء تصم الاذان ..اذن قانون اجتثاث البعث هو مطلب تاريخي وشعبي وهو لم يتات من فراغ. بل ان الجرائم التي ارتكبت في عهده وعلى اكبر المستويات القيادية. تؤشر انه لابد من استئصال نهج هذا الحزب الفاشي . فكل شروط الفاشية قد توفرت لهذا الحزب من تراكم الثروة والحروب الخارجية والحروب الداخلية وقمع الجماهير بشتى انواع التعذيب واستناده الى نظرية شوفينية ترى الاحقية له وسحق كافة القوميات والاثينيات المكونة للنسيج العراقي . ترى ماذا يمكن لنا ان نفعل ببقايا هذه الافكار الفاشية.
سؤال يطرحه اولا ابناء شعبنا. ثم هل يمكن لنا كعراقيين ان نقبل وفي ظل الظروف الديمقراطية التي تهب على المنطقة. بحزب مرتكزاته الاساسية والفكرية هي اظطهاد الاخرين. كل هذه الاسئلة تلح علينا بتطبيق قانون اجتثاث هذا الفكر الفاشي. من اجل مستقبل ابنائنا. وما محاولات البعض بالاعتراض على تطبيق هذا القانون الا محاولات مشبوهة يجب الوقوف عندها مليا. اذا ان الجرائم البعثية التي ذكرنا بعضها وشاهدنا قسما منها ما هي الا جرائم لابادة الجنس البشري . ترى هل يقبل العراقيون العيش وهم الذين رفضوا هذا الفكر منذ بداياته. مع البعث.
https://telegram.me/buratha