بقلم: سامي جواد كاظم
في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة تقدم 504 حزب وكيان للترشيح للانتخابات لاربعة عشر محافظة وفي الانتخابات البرلمانية الاخيرة تقدم اكثر من 300 حزب وكتلة للانتخابات ومن هذه الارقام يتضح لنا ان هنالك اكثر من 300 قائد في العراق واكثر من 300 خطة عمل للارتقاء في العراق واكثر من 300 ثقافة حزبية في العراق و و و و ... وبعد هذا هل يدل هذا على النعيم الذي نحن فيه ؟
هذا العدد الهائل من الاحزاب لو قمنا بتمحيصها لوجدنا ان هنالك اربعة او خمسة احزاب مشهورة ولها قاعدة وتاريخ يمكن لنا ان ننعتها بالحزب فيما عدا ذلك اجد ان صورة الاحزاب في العراق صورة مشوشة لدى المتابع للوضع العراقي . مع احترامنا لكل من يطمح لتاسيس حزب لابد من معايير صحيحة يعتمدها كل من يقدم على تاسيس حزب واحد هذه المعايير هو الحالة التي يعيشها المجتمع والخلل الذي يعاني منه هل هو اقتصادي ثقافي بيئي ومن ثم طرح الافكار ومحاولة تطبيقها على ارض الواقع بالامكانات التي يوفرها مؤسسو الحزب مع الدعم المالي في حال توفر هيئة للمجتمعات المدنية تتابع هذه الاحزاب الحديثة التاسيس ، اما ان اعمل على تاسيس حزب حتى اصل للسلطة ومن ثم اقوم بتطبيق الايديولوجية التي يدعيها مؤسس الحزب فهذا يعد ضرب من الفوضى .
الاحزاب الكبيرة الموجودة في العراق هي الاخرى عانت من بعض الانشقاقات ولو تتبعنا اسباب هذه الانشقاقات نراها لا تصب في صالح الحزب ولا المواطن . وانا واثق ان سبب الانشقاقات هو الاختلاف في الوسيلة وليس الغاية فالغاية متفق عليها من قبل كل الاطراف الا وهو الارتقاء بالوضع العراقي ولكن الالية هي التي ينجم عنها الخلافات ولو وضعت دراسة منطقية وعقلية يمكن لهذه الانشقاقات ان يتجاوزها قيادي أي حزب .
الاسماء الاكثر حضورا عل الساحة العراقية هي الدعوة والمجلس الاعلى والحزب الاسلامي والاحزاب الكردية والشيوعي ومن هنا لو قارنا في مبادئ كل حزب فيمكن لنا ان نقسمها الى اربعة اقسام احزاب شيعية تعتمد الفقه الشيعي في ثقافتها واحزاب سنية تعتمد ثقافة السلف الصالح واحزاب ليبرالية تحاول الجمع بين الدين والسياسية مع الميول الى السياسية اكثر من الدين وحزب يميل لقوميته واما الشيوعي فانه يعيش على أطلال الماضي محاولا التجديد مع متطلبات العصر .
والهمسة هنا ياحبذا لو اجتمعت الأحزاب ذات الاتجاه الواحد تحت اسم حزب واحد وليس ائتلاف أفضل من الكتلة التي تضم الأحزاب لان الاختلاف والانسحاب من قبل أي مجموعة حتى وان كانت صغيرة فانها تؤثر على الكيان بأكمله .
هذا الالتئام بين الأحزاب يعود بالنفع الكبير على العراقيين والضرر الفادح على المتصيدين في الماء العكر للنيل من وحدة العراق أتمنى أن أرى المجلس الأعلى وحزب الدعوة وكل من انشق من حزب الدعوة وبقية الأحزاب الشيعية تحت اسم حزب واحد وكذلك بالنسبة للحزب الإسلامي وبقية الأحزاب السنية أتمنى لها ذلك ان تكون حزب واحد وقائد للحزب واحد والحزب الشيوعي والوفاق والليبراليين وحزب المؤتمر تحت خيمة حزب واحد ويكون لكل حزب مرشح واحد للانتخابات للسلطة كما هو عليه الحال في اغلب دول العالم وعندها سيدعم الحزب مرشحه لا المرشح يدعم حزبه .قد تكون هذ الأمنية صعبة المنال الا انه لو تظافرت الجهود واتفقت النوايا وتكاتفت القلوب سيتحقق الأصعب من ذلك .
https://telegram.me/buratha