المقالات

خطيب المنبر والحديث عن معاجز الائمة عليهم السلام

1532 15:43:00 2009-05-14

بقلم : سامي جواد كاظم

القصص العرفانية او الاعجازية لايمكن روايتها لمن هب ودب لأنها قد تنقلب على صاحبها اذا لم يحسن اختيار السامع لها واذا كانت هذه القصص تخص مذهب فالافضل هنا التأني والتحري والتخصص في الاصلح قوله لمجتمع متفهم صاحب العلاقة بالقصة العرفانية او الاعجازية .خطيب المنبر هو الذي اعنيه في مقالي هذا لان الخطيب لم يعد اليوم يسمع من قبيل الذين يجلسون حواليه بل اصبح يصل الى أية بقعة فيها جهاز تلفاز متصل بالاقمار الصناعية .

اكثر المعجزات التي يتحدث عنها الخطباء يكون دليلها مادي اني باستثناء القران الكريم الذي يعد الاعجاز الخالد الى يوم الساعة ، وحصول المعجزة في حينها هو لاثبات شيء معين يتطلبه الموقف مثلا نزول المائدة على قوم عيسى واحياء الطير لابراهيم عليه السلام وشق البحر لموسى عليه السلام واما بالنسبة لنبينا محمد واهل بيته الاطهار عليهم السلام فلهم معجزات كثيرة ذكرتها كتب التاريخ لكل المذاهب والملل .فلو حدثت معجزة معينة واختفت اثارها يكون من الصعب اثباتها وكذلك القصص العرفانية التي يتحدث عنها اصحابها تكون صعبة التصديق بل مستحيلة لفئة معينة من الناس وممكنة لفئة اخرى ، فالذي يصدق هذه المعاجز هو من له دراية بصاحب المعجزة واذا اريد التحدث عن هذه المعاجز فيكون الحديث موجه لمن يعرف مكانة اصحاب العلاقة .

هنا سؤال ماذا يستفيد من يعرف مكانة اصحاب المعجزات ؟ انا اعتقد الاستفادة تكون بسيطة ولا تزيد المتلقي درجة علمية بقدر ما تزيده درجة ايمانية وقد تكون سلبية هذه القصة على المتلقي فاذا اخطأ هذا المتلقي وتحدث عن معجزة ما امام من لا يعتقد بها فتكون عبء عليه بدلا من حجة لديه لانه يعجز عن اثباتها ، اذن الحديث عن معاجز الانبياء والائمة عليهم السلام يكون امام من اكتمل ايمانه بهم والعكس صحيح . العالم اليوم يعيش عصر العلم والتكنلوجيا فاذا ما سمع ان طير مشوي نزل من السماء الى رسول الله صلى الله علبيه واله وسلم فانه لا يصدق ذلك وهنا يتطلب الامر اثبات مكانة النبي محمد (ص) عند الله عز وجل ونعود الى البداية ، فالافضل الحديث عن رسالة واخلاق النبي محمد واهل بيته الاطهار عليهم السلام قبل الحديث عن معاجزهم .

واذا اريد اثبات تصديق هذه المعجزات انها حدثت هنا لابد من الاستعانة بالادلة العلمية الملموسة حتى نتمكن من اثبات صحة وقوعها ، فالخطيب هنا ملزم بتهيأة الارضية الصحيحة التي تجعل المتلقي يتقبل الحديث عن المعجزة وليس كل معجزة هي تصلح للحديث عنها ، فعن عبد الرحمن بن كثير عن ابي عبد الله " ع " قال اتى الحسين " ع " أناس فقالوا له يا أبا عبد الله حدثنا بفضلكم الذي جعله الله لكم فقال انكم لا تحتملونه و لا تطيقونه فقالوا بلى نحتمل قال ان كنتم صادقين فليتنح اثنان و احدث واحدا فان احتمله حدثتكم فتنحى اثنان و حدث واحدا فقام طاير العقل و مر على وجهه و ذهب فكلمه صاحباه فلم يرد عليهما شيئا و انصرفوا ... موسوعة كلمات الامام الحسين عليه السلام ص580 .

هنالك معاجز تحدث اليوم في العالم وهي اما تزيد الايمان او تزيد الالحاد ففي محافظة مأدبا في تركيا حدث زلزال 7/11/1999 هدم مباني المدينة باستثناء مسجد وسط المدينة ، والاشجارفي حديقة في المانيا التي اغصانها الشهادة لله ولرسوله ، وغيرها من الامثلة الكثيرة ، وهنا يدخل الخطيب في نقاش من خلال حديثه بحيث يجيب على الشكوك التي تعترض المعجزة ومنها مثلا ما هو التفسير العلمي لهذه المعجزة فيجيب وهل كل من لا تفسير علمي له ينكر وجوده ؟ ان قيل نعم يكون قد الغى كثير من الاحداث العلمية التي تحدث في العالم من غير تفسير ومنها مثلا زلزال تركيا او عدم اختلاط الماء المالح بالماء العذب والذي بسببه اعلن اسلامه احد بحارة فرنسا ، قد يقال ان السبب موجود لكنه مجهول وهنا نجيب قد يكون للمعجزة تفسير علمي ولكننا نجهله فعدم الايجاد لا يدل على عدم الوجود .

رحم الله الشيخ الوائلي عندما تطرق الى اعجاز شفاء عين بنته في المستشفى وسط ذهول الطبيب الغير مسلم بعدما اجزم باستحالة عودة بصرها وشفائها وحصل الاعجاز ، هنا عندما تطرق لها الشيخ الوائلي رحمه الله ذكر اسم الطبيب واسم المستشفى حتى يوثق حجته ، والشيخ المهاجر كذلك تطرق الى قصة شفاءه في مستشفى لندن ومن هذا القبيل يمكن لنا ان نتحدث عنه اما معاجز الائمة العظيمة فالافضل الحديث عن مكانتهم افضل من الحديث عن معاجزهم طالما ان صوت الخطيب يصل الى شتى اصقاع الارض واعداء الاسلام كثر فالحيطة والحذر فيما يقول .

فعندما يتحدث الخطيب عن دعاء الحسين عليه السلام في واقعة الطف على بعض اعدائه واستجابة الدعاء له من قبل الله عز وجل يتبادر الى ذهن المخالف لماذا لم يدعو الحسين على الجيش كله ؟ وهنا ندخل في نقاشات عقائدية تاريخية قد تصبح عقيمة لمن لا يعلم من هو الحسين عليه السلام ، فالحديث عن اخلاق الحسين عليه السلام والاجواء التي تربى فيها والحجر الذي احتضنه يكون من السهولة اقناع الطرف الاخر بمعاجز الحسين عليه السلام وكيفية تصرفهم بحكمة لما منحهم الله عز وجل من علم لدني ولانهم يتصرفون بحكمة نصبهم الله عز وجل حجج علينا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محب لك
2009-05-16
بعد التحية اخي العزيز سامي انا متابع لكثير م مقالاتك ولكن هذه المرة لم توفق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك