المقالات

المالكي ويوسف العاني وبينهما سمكة

1485 21:52:00 2009-05-13

حامد جعفر

في فيلم عراقي قديم جدا , يذهب الفنان يوسف العاني الى السوق ليشتري سمكة. يقف امام بائع السمك ويقلب طرفه في الاسماك التي امامه. وبعد لأي وتردد وحوار متعدد, يمد يده ويختار سمكة . وبعد ان يتفحصها ويقلبها بين يديه يرفعها الى انفه ويأخذ بشم ذيلها ليتأكد من انها طازجة وليست قديمة. يعترض بائع السمك مستغربا من فعل يوسف العاني ويقول له: ان الناس تشم السمك من رأسه للدلالة على انه حديث الصيد ولم يصبح جيفة وليس من ذيله!! يبتسم الفنان يوسف العاني مستهزءا ويقول لبائع السمك: ان الرأس اذا جاف فلا بد ان يكون الذنب قد جاف ايضا.

يوسف العاني كان يقصد بالطبع الوضع السياسي وان سبب الفساد من رشوة ومحسوبية وسرقة وانعدام ضمير وخراب ذمة وضعف تقوى كل ذلك سببه الرؤوس الكبيرة التي تتحكم بمصائر الوزارات والشركات ومراكز القوة والسطوة. وهذا هو بالتمام والكمال ما يحدث اليوم . ذلك بان قطط اليوم السمينة هم كلاب الامس وخدام الدكتاتور العفلقي واجهزته. نقبوا في سجلات معظمهم لتظهر الحقيقة ظهور التراب في هذه الايام في سماء بغداد. وانا اعرف من مشاهير المليونيرية اليوم وهم مقاولون ورجال اعمال كانوا في الزمن العفلقي عفالقة واثروا انذاك كثيرا وتخلصوا من نيران الحروب والازمات لانهم كانوا عملاء هم واباءهم وفي مواقع خطيرة للعفالقة.

لا شك ان الخراب الاخلاقي وضياع القيم وتبدل المفاهيم الصالحة الى اخرى طالحة وتضعضع الشخصية العراقية واستسلامها لصاحب السلطة وشياع القول الخائب( انا عبد مأمور) وغير ذلك من عوامل الضعف والانحطاط حل بالعراقيين الذين كان يضرب المثل بسمو اخلاقهم وتقواهم بسبب ما سقط على رؤوسهم من ابشع الجرائم البعثية واقذرها والحروب العبثية الدموية الطويلة وفرق الاعدام التي ابادت الوف الشباب واستهزاء العفالقة بارواح الناس والتشجيع على الفساد الاسري حتى ظهر صدام يوما ليكرم ابا وشى بابنه بدعوى هروبه من الخدمة العسكرية وكرم مدرسة لانها وشت بزوجها لترسله الى حبل المشنقة, وكذلك بسبب الفقر المدقع الذي حل بالعراقيين حتى اضطروا الى بيع ابواب بيوتهم!! امر الدكتاتور جنوده بسرقة المدن الايرانية التي احتلها في بداية الحرب على انها غنائم فسرقوا البيوت وروعوا الاطفال والنساء وعندما علموا بان ذلك يرضي القائد الفلته اخذوا يسرقون حتى المدن والقرى العراقية التي تقع على الحدود والتي هجرها اهلها خوفا على انفسهم .....

ولقد روى قريب لي كان في قضاء العزير ضمن قاطع للجيش الشعبي كيف سرق الجيش بيوت هذا القضاء وكيف راى رجلا من اهل القضاء كان عائدا ليتفقد بيته فلما دخل لم يجد الا الجدران وبعد ان دار بالبيت وهو مصدوم يذرف الدموع, لم يعثر الا على يد هاون!! اما سرقات الكويت فمعروفة جدا للعراقيين .

ونحن نقول ان اراد المالكي فعلا ان يقضي على الفساد فليبدأ بوزرائه ثم كبار المدراء والمسؤولين لان المسؤول ان كان صالحا تقيا يخاف الله سليم القلب محبا للخير لا يعين تحت مسؤوليته الا من هو مثله في قيمه ونشاطه وكما قال المثل شبيه الشئ منجذب اليه , وبهذا سيسحق الافعى من رأسها وتموت وتخبو نيران الرذيلة .

حامد جعفرصوت الحرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2009-05-14
2قطعوا صوراعزاءنا..أعزاءنا..ولطول سنين عجاف نصارع أن نبقي على أطيافهم في مخيلتنا وقلوبنا الملتاعة... حسبنا الله ونعم الوكيل.
زهراء محمد
2009-05-14
قيل ان الفقر يولد الكفر. صدام دخل من هذا المدخل وهو ان يضرب الشعب العراقي بحصار ظالم قتل الرضيع والعجوز لالذنب؟! لانه كان يعاني من الف عقده وعقده نفسية وكان هذا نوعا من الانتقام من الشعب العراقي لذالك ظهرت مواهب المجرمين بشتى الانواع ؟؟نحن عندما هجرنا في بداية الثمانينات صار فرهود على بيوتنا سرقت كل مانمتلك من اثاث وحلي وسجاد وحتى صور العائله التي تعتبر اثمن شى عند الانسان لان بطي هذه الصور ذكريات تبقى عبر الزمن لكن المجرمين والسراق مزقوا صورنا واخذوا اطار الصور؟!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك