ميثم المبرقع
قد يشعر المضحون والمناهضون للنظام البائد بالاحباط والالم بسبب اهمال واغفال غير مقصودين بسبب الارباك العام الذي يرافق كل حركة تغييرية في المجتمعات البشرية. وقد يتوغل هؤلاء في مساحات الالم الى حد الندم والاحباط فيخسروا مرتين ولم يحصدوا القدر المتيقن من مواقفهم وهو الاجر والثواب الاخروي كمعيار للاعمال الصالحة في هذه الدنيا الفانية.
وهذه الالم والشعور بالاحباط لم يأت من فراغ بل كرسته عوامل كثيرة وتطبيقات خاطئة ومعايير مقلوبة في تقييم المضحين والمناضلين في العهد البائد الذي حاول ان يغرق ويغلق العراق كله لنظرية الحزب الواحد وقد لا نستغرب لو يفتخر الكثيرون بانتماءاتهم السابقة ودوراتهم البوليسية في الجيش العراق في خدمة النظام السابق بينما رجال المعارضة الابطال الذين ابلوا بلاءً حسناً في ميدان الجهاد والمواجهة مع السلطة الصدامية مازالوا مترددين في الفصح عن تأريخهم النضالي ومواقفهم البطولية لكي لا يتهموا بالانتماء للقوى الاسلامية او يحسبوا على دمج الميليشيات في القوات المسلحة.
والمفارقة الاكثر غرابة هي ان يجد هؤلاء المضحون بان العراق الجديد مازال يجامل ويغازل اصحاب التأريخ الظلامي من رجالات الحزب البائد بغية عودتهم الى المفاصل الرسمية بحجة المصالحة الوطنية من جهة او "عفا الله عما سلف" من جهة ثانية بينما لم تمتد يد لاحتضان اصحاب التاريخ الجهادي ونزلاء الزنزانات ونفض غبار الماضي المؤلم عن وجوههم في معادلة صارخة ضاعت فيها المعايير الصحيحة واحتجبت الرؤية وتعمقت الآهات.وجاءت رسالة سماحة السيد الحكيم لابنائه البدريين لكي تكون البلسم لجراحاتهم ومحاولات تهميشهم او تهشيمهم بسهام الاشاعات والافتراءات.
وهذه الرسالة البليغة جاءت لتجديد الثقة والاهتمام بالمضحين والمجاهدين وهي المكافئة الكبرى والفخر الشديد لكل هؤلاء الشرفاء من اصحاب التأريخ المشرف التي تفتخر بهم الجماهير وهم ممن كسر غطرسة النظام وتحداه بصموده وشجاعته. وما تجدر الاشارة العابرة اليه في هذا السياق ان التضحيات الغالية التي قدمت في سبيل العراق لم تأت لمصالح شخصية او تحقيقاً لمكاسب ومناصب إذ لا نتوقع في تلك المواجهة سوى الموت او السجون بل كل ما قدمناه من اجل الله وشعبنا هو جزء من تكليفنا الشرعي والوطني والاخلاقي فليس ثمة اجور نقدية للتكاليف الشرعية واذا تغافل بعض المتصدين للمواقع التنفيذية عن تقدير واكرام هؤلاء المضحين فالخلل به وليس بالمواقف المشرفة التي قدمها هؤلاء المظلومون.
https://telegram.me/buratha