المقالات

بيان الحكيم ... بلسم الجراح

1222 14:45:00 2009-05-13

ميثم المبرقع

قد يشعر المضحون والمناهضون للنظام البائد بالاحباط والالم بسبب اهمال واغفال غير مقصودين بسبب الارباك العام الذي يرافق كل حركة تغييرية في المجتمعات البشرية. وقد يتوغل هؤلاء في مساحات الالم الى حد الندم والاحباط فيخسروا مرتين ولم يحصدوا القدر المتيقن من مواقفهم وهو الاجر والثواب الاخروي كمعيار للاعمال الصالحة في هذه الدنيا الفانية.

وهذه الالم والشعور بالاحباط لم يأت من فراغ بل كرسته عوامل كثيرة وتطبيقات خاطئة ومعايير مقلوبة في تقييم المضحين والمناضلين في العهد البائد الذي حاول ان يغرق ويغلق العراق كله لنظرية الحزب الواحد وقد لا نستغرب لو يفتخر الكثيرون بانتماءاتهم السابقة ودوراتهم البوليسية في الجيش العراق في خدمة النظام السابق بينما رجال المعارضة الابطال الذين ابلوا بلاءً حسناً في ميدان الجهاد والمواجهة مع السلطة الصدامية مازالوا مترددين في الفصح عن تأريخهم النضالي ومواقفهم البطولية لكي لا يتهموا بالانتماء للقوى الاسلامية او يحسبوا على دمج الميليشيات في القوات المسلحة.

والمفارقة الاكثر غرابة هي ان يجد هؤلاء المضحون بان العراق الجديد مازال يجامل ويغازل اصحاب التأريخ الظلامي من رجالات الحزب البائد بغية عودتهم الى المفاصل الرسمية بحجة المصالحة الوطنية من جهة او "عفا الله عما سلف" من جهة ثانية بينما لم تمتد يد لاحتضان اصحاب التاريخ الجهادي ونزلاء الزنزانات ونفض غبار الماضي المؤلم عن وجوههم في معادلة صارخة ضاعت فيها المعايير الصحيحة واحتجبت الرؤية وتعمقت الآهات.وجاءت رسالة سماحة السيد الحكيم لابنائه البدريين لكي تكون البلسم لجراحاتهم ومحاولات تهميشهم او تهشيمهم بسهام الاشاعات والافتراءات.

وهذه الرسالة البليغة جاءت لتجديد الثقة والاهتمام بالمضحين والمجاهدين وهي المكافئة الكبرى والفخر الشديد لكل هؤلاء الشرفاء من اصحاب التأريخ المشرف التي تفتخر بهم الجماهير وهم ممن كسر غطرسة النظام وتحداه بصموده وشجاعته. وما تجدر الاشارة العابرة اليه في هذا السياق ان التضحيات الغالية التي قدمت في سبيل العراق لم تأت لمصالح شخصية او تحقيقاً لمكاسب ومناصب إذ لا نتوقع في تلك المواجهة سوى الموت او السجون بل كل ما قدمناه من اجل الله وشعبنا هو جزء من تكليفنا الشرعي والوطني والاخلاقي فليس ثمة اجور نقدية للتكاليف الشرعية واذا تغافل بعض المتصدين للمواقع التنفيذية عن تقدير واكرام هؤلاء المضحين فالخلل به وليس بالمواقف المشرفة التي قدمها هؤلاء المظلومون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك