المقالات

الزعامة التأريخية للسيد الحكيم


كريم العميري

يفسر البعض الرسالة التي وجهها زعيم المجلس الاعلى العراقي الاسلامي السيد عبد العزيز الحكيم الى منظمة بدر بأنها تعبر وتؤكد وجود خلافات ومشكلات معقدة وصعبة ضمن الكيان الداخلي للمنظمة حول منهجية العمل والادوار والمهام والمواقع والنفوذ.  واذا كان هناك شيئا من هذا القبيل له وجود ومصداق، فأنه بمقدار معين امر طبيعي في كل كيان سياسي له امتدادات كبيرة، وحضور واسع، وتأثير لابأس به في الوقائع والاحداث.فضلا عن ان المصالح والحسابات الخاصة لبعض الاشخاص يمكن ان تكون عاملا في بروز بعض المشكلات والازمات.

ولكن هذا الجانب الذي يمكن وصفه بالسلبي في تحليل ابعاد ومضامين رسالة الحكيم، يوجد معه جانب ايجابي مهم الى حد كبير جدا، وهو ان الرسالة التي تضمنت مجموعة من التوجيهات والتعليمات والمباديء والافكار عكست طبيعة الزعامة التأريخية للسيد عبد العزيز الحكيم، ودوره المحوري والفاعل والمؤثر في ادارة المؤسسات المنضوية تحت مظلة ما يطلق عليه بالادبيات السياسية والاعلامية بتيار شهيد المحراب، في اشارة الى اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم الذي اسس وقاد المجلس الاعلى وبدر لمدة عشرين عاما، حتى استشهاده في ظهيرة الاول من شهر رجب قبل ستة اعوام، بعد انتهائه من صلاة الجمعة في داخل حرم امير المؤمنين عليه السلام بمدينة النجف الاشرف.

وحينما نستخدم مصطلح "الزعامة التأريخية" فأننا نعني القدرة على توجيه الامور ومعالجة أي ارتباكات او اشكاليات في الوقت المناسب، وتجنيب الكيان، سواء كان دولة او حزبا او تيارا سياسيا منزلقات خطيرة واوضاع سيئة. ويشهد الكثيرون ان السيد الحكيم الذي تصدى لقيادة المجلس الاعلى وعموم تيار شهيد المحراب في مرحلة سياسية حرجة ومعقدة وخطيرة نجح الى اقصى لحدود في مهمته، وبما ان تلك المرحلة شهدت وضع اللبنات الاساسية للدولة العراقية الديمقراطية بعد عقود من الظلم والقمع والديكتاتورية والاستبداد، فأن الوقائع والاحداث اثبتت ان السيد الحكيم هو رجل دولة من الطراز الاول، وادواره في مختلف مراحل العملية السياسية، وادواره في معالجة وحل المشكلات والازمات السياسية، وفي دفع الامور بالاتجاهات الصحيحة، كلها تثبت ذلك.ورؤيته التي طرحها وبلورها في رسالته الاخيرة لمنظمة بدر، هي في الحقيقة تعبير وصياغة لرؤية شمولية متعددة الجوانب والابعاد لما ينبغي عمله وفعله للمحافظة على ما تحقق، ولتحقيق المزيد من المنجزات للعراق وابنائه.

18/جمادى الاولى/1430

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك