د. واثق الزبيدي
في الحين والاخر ينطلق وجه من وجوه الحرم المكي او مفتي يسمى غير منضبط في اغلب الاحيان لتكفير الشيعة مرة علمائهم واخرى عامتهم وكأن التصريحات التي تخرج وكأنها شطحات وتصور للاعلام رغم ايالها الرسالة المرجوة من المنظمة المطلقة لكنها تصور على انها لا تمثل راي المملكة السعودية او انها شطحة كما قلت من شطحات المفتين هذا في الظاهر لكن الحقيقة توحي بشيء اخر فكلما هدأ الوضع في العراق انطلق المفتون من غير علم في عملية مؤدلجة من عمليات التكفير ومن جانب اخر تنطلق خطابات سياسية اخرى من مثل الهلال الشيعي او ان الشيعة تابعون لايران والحقيقة ان بروز هذه الفتاوى الدينية والسياسية ليس بروزا اعتباطيا وانما بروز يراد له ان يأخذ مداه في الشارع ولعل الكثير يتذكر عملية الاعتقالات التي قامت بها الحكومة والتي استهدفت الصحوات بالاضافة الى عمليات رفض عودة البعثيين الصداميين الى عالم السياسة العراقية والتي سعد كثيرا عمرو موسى بعودتهم واطلق مقولته المشهورة ان "الاجتثاث" تحول الى "اجتذاب"
وما ان عادت الحكومة عن فكرة الاجتذاب حتى انطلقت دعوى التكفير وهذه الدعاوى التكفيرية تهدف الى اعادة النبرة الطائفية واستثارة الطرف الاخر للحديث عنها من اجل ان تتشكل الطائفية من جديد والغرض من هذه الطائفية هو الاعلان عن ( مجلس عربي ) وهو تشكيل جديد يقوم الان بتشكيله عمرو موسى من اجل جمع السنة العرب في ائتلاف بديل لائتلافهم السابق ( جبهة التوافق ) وهذا الائتلاف يختلف عن الائتلافات السابقة بانه نابع من خارج الحدود فالعمل عليه يجري بتوافق عربي يهدف الى ترسيخ الفكرة القومية مقابل الفكرة الديمقراطية والاسلامية ويهدف الى بناء كتلة في الاصل ذات ابعاد خارجية تنطلق من العراق او ليكون ساحة الحرب القادمة ايضا العراق وبمسميات البوابة الشرقية وامل الامة العربية وغيرها وهم ينظرون الى التكتلات الشيعية على انها الخطر الكبير باعتبار ان الاغلبية هي التي ترفد قاعة الكتل والاحزاب الشيعية فيما لا يرجح كفة السنة الا ان يجتمعوا تحت راية السلفية لان المذاهب الاسلامية كافة ترفض الفكرة الوهابية السلفية وهذه الفكرة ان استطاع السياسيون العرب الى اعادة ادلجتها وتدفع العراقيين المالكية الحنفية والحنبلية الى اللجوء الى السلفية عن طريق صناعة مايسمى الخطر الدائم لاعتبار الشيعة خطرا لذا نجد اليوم ان العرب يروجون للطائفية كما يروجون لفكرة القتل واخذ الامر بالقوة من بعدها يصار الاعلان رسميا عن المجلس العربي الكبير الذي سيكون صيغة سياسية لجمع السنة مدعوما بميزانية عالية تدعمها السعودية ماليا ومصر ايدلوجيا وبتوافق عربي لذا انطلقت تصريحات الكلباني من اجل اثارة نعرات طائفية وضخ عدد اكبر من الارهابيين باتجاه العراق واضعاف الوضع الامني الداخلي العراقي بالاضافة الى ما تقوم به امريكا من محاولات لاسقاط الرموز الشيعية والاحزاب الشيعية الواحد بعد الاخر
لان اصل الفكرة هو القضاء على اخر معاقل الممانعة العربية الاسلامية المتمثل بالعراق من اجل الشروع باتمام مشروع الشرق الاوسط الذي تتزعمه امريكا ضمن فكرة الانتداب والذي تحكم فيه اسرائيل لذا نجد ان العرب ساروا حثيثا نحو استبدال المقاومة الفلسطينية بمبدأ السلام وبناء دولتين فلسطينية اسرائلية ثم اليوم بدؤا بالمرحلة الثانية من الخطة وهي تفكيك الدولتين لانشاء دولة واحدة الحاكم فيها طبعا اسرائيل والقضاء على التوتر الشيعي في العراق او الدولة الشيعية العراقية ومحاولة التصوير على ان هذه الدولة مشتتة تحكمها اهواء الاحزاب الشيعية التي يريدون تصويرها على انها تقاتل من اجل المناصب ونزع الصفة الوطنية عن هذه الاحزاب لبناء هوة وتكسير الجسور بين المواطن وتلك الاحزاب لاخراجه الى فكرة ليبرالية ثم تاطيره بحكومة سنية صوريا واعادة بعثنة العراق لانهم وجدوا ان البعث هو افضل الصور لبلوغ شرق اوسط محكوم من قبل امريكا وبزعامات مملوكة لامريكا على غرار الدولة العثمانية والسلاطين الحاكمين تحت امرة الباب العالي ولكن هذا الباب العالي اليوم ليس السلطان العثماني بل البنتاغون الامريكي او حتى ال سي اي اي
https://telegram.me/buratha