المقالات

كذبة اسمها دعوة الكفاءات المهاجرة

1422 19:27:00 2009-05-12

علي الخياط

تصاعدت في الآونة الاخيرة هجرة عكسية من خارج العراق الى داخله... وأسباب ذلك واضحة جلية ولا تخفى عن كل متابع للاحداث، فتحسن الوضع الامني ولاسيما في العاصمة بغداد شهد واقعاً ملموساً من الاستقرار وعودة شبه طبيعية للاسواق والمناطق التي توصف بالساخنة التي شهدت اعمال عنف طائفية هجرت على اثرها عوائل بريئة بدون اي ذنب ومن مختلف شرائح الشعب العراقي، كماهاجر معظم العراقيين منذ نهاية السبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي بعد ان عانوا ماعانوا من الويلات والمآسي التي خلفها نظام الطاغية المقبور كاعتقال واعدام آلاف الشباب وتسفير العوائل الفيلية بحجة انهم ليسوا عراقيين وافتعال الازمات لالهاء الشعب وجره الى هموم متكررة تشغله عن الواقع الحقيقي الذي يعيشه ليعيش في سجن كبير. وهاجر على اثر ذلك الكثير من اصحاب الشهادات والمتميزين والنخب ،وبعد ازاحة النظام البعثي من الحكم ،وازاح ثقل الجبال عن كاهل المواطنين من داخل وخارج الوطن ،حاول البعض من الغيارىان يعودوا لبناء وطنهم والتعويض عما فاتهم من العيش فيه والمساهمة في بنائه... هناك مشكلة تعتصر قلوب الكفاءات في الخارج ، حين يعجزون عن الاستمرار في التواصل مع البلد الذي جذورهم متأصلة فيه ،و يحاولون بشتى الظروف خدمته عن طريق ما يمتلكونه من خبرة علمية في الدول المتطورة التي عملوا فيهاونضجوا فيها علميا وفكريا .

الموهوبون واصحاب الشهادات العليا في الخارج ، يحملون قدراتهم العلمية والمهنية المتطورة لخدمة وتطوير المجتمع ، ولهم طموحات مشروعة ، كمواطنين ينتمون الى هذا البلد في العيش فيه بكرامة وبناء اسرة بعد طول فترة الاغتراب ..

ان الكفاءات التي عادت الى الوطن اصطدمت بروتين لا اول له ولا اخر وخاصة ان اغلبهم غادر الوطن نتيجة التضييق والاهمال والعوز الذي قصده حكم الطاغية ضد هذه الشريحة المهمة والمؤثرة ، وهناك كثير من القصص التي سمعناها عن متميزين وعباقرة فازوا ببراءة اختراع او في برامج على مستوى الداخل او العرب او حتى اوربا فأخذ الطالب الذي فاز بمسابقة (رياضيات) عالمية وتحدى فيها اعرق الجامعات واكثرها تطورا ، وحين عاد الى الوطن فوجئ بقرار تعيينه في وزارة الكهرباء (كقاريء مقاييس) وعشرات القصص الاخرى المماثلة لهذا العبقري وقصد النظام البائد من ذلك اذلال الطبقة المثقفة والمفكرة ..

صاحب الكفاءة في كل دول العالم يحظى باهتمام عال من قبل الحكومة والمجتمع والمؤسسات ، وحقق في البلاد المتطورة مستوى معاشيا مناسبا بحيث لايحتاج الى عمل اخر ، بحيث يكون راتبه كافيا للعيش بكرامة ، اما في العراق فقد كانت شريحة المثقفين واساتذة الجامعات يعانون من الاهمال والتهميش وادارة في ابسط مقاومات الحياة الكريمة من شظف العيش والفاقة التي المت باغلب شرائح المجتمع العراقي ، وخاصة في زمن الحصار الصدامي ناهيك ممن فضل المغادرة في سبعينات القرن الماضي نتيجة الملاحقة البعثية وانذار اوامر القتل لهم مما ادى الى هجرة جماعية للكفاءات ، وبعد سقوط النظام البعثي استبشرت الكفاءات خيرا حالهم حال العراقيون المقيمون في المنفى وكلهم امل بالعودة الى احضان الوطن الذي ابعدو عنه مجبرين لا مخيرين ،وانتظروا سنة تتبعها اخرى على امل العودة والمشاركة في بناء هذا الوطن الكبير والحبيب ولكن هناك دائما من يحاول عرقلة عودة هؤلاء وتحت اسباب وذرائع شتى كالوضع الامني الذي اصبح شماعة لعرقلة عودة الكفاءات ، حتى ان معظم الجامعات ووزارات الدولة دأبت على محاربة من يحاول العودة خوفا على مكاسبهم وكأن القادم منافس وقاهر وليس شريكا في الوطن.... قصة الكفاءات وعودتهم مثل الذي يحس بالمصاب ولا يملك منعه ، والذي لا يملك منعه لا يكاد يحس بوجوده.. وان من لا يحس يستطيع ان يفعل .. ولكنه لا يفعل لا نه قرير هانيء .. اما الذي يحس فهو لا يفعل شيئا لانه اعجز من ان يفعل...وهكذا،

الدكتور سامي حمادي عراقي مقيم في عاصمة الدنيا والفن والعلم ،قرر بعد سقوط نظام البعث العودة الى وطنه الام ،بعد اغتراب مايقارب الثلاثين عاما قضاها في طلب العلم والدراسة والبحث ،جال خلالها جامعات عديدة عربية واوربية وحاز على شهادتي دكتوراه بأختصاص (دكتوراه دولة في الاقتصاد،ودكتوراه في ادارة الاعمال الاستراتيجية)من جامعة تولوز في فرنسا ،هذا العراقي الغيور على بلده حاول منذ البداية العودة الى خدمة اهله ووطنه الغالي ،فقرر مراسلة الجامعات العراقية وهو يحمل الامل في العودة ،وتقديم التسهيلات التي تسارع في سلك اقصر الطرق الى تعيينه في احد جامعات الوطن القريبة من اختصاصه ،يحدوه الامل في المشاركة في عملية التطوير التي يحتاجها العراق بعد عملية التغيير ،وخاصة من الكفاءات العلمية ذات الخبرة والاختصاص المتميز ،وخاصة ممن خدموا في جامعات ومؤسسات عالمية متقدمة،لااريد ان اطيل من معاناة (الدكتور)وهو يحاول جاهدا ان يلتفت احد من الاخيارالى مناشداته العديدة التي ارسلها وعبر البريد الاليكتروني الى جامعات ووزارات البلاد المتعددة الجنسية ....

،سنوات عجاف مرت وطلبات التعيين مستمرة بدون كلل او ملل من جانب الدكتور الوطني الذي يرغب بأعادة مجد زائل الى عراق مابين النهرين ،المصيبة ان الذين يراسلهم يجدون في الدكتور منافس على مناصبهم ،وذلك من خلال السيرة الذاتية الغنية بالابداع في مسيرة الرجل ،مما ولد رد فعل سلبي لدى اصحاب القرار ونفور غير مبرر منه،فردوه في كل مرة محاولين ثنيه عن العودة وبشتى الاعذار والمسببات الاخرى وبطرق مرة قانونية بداعي العمر ومرة امنية خوفا على حياته ،واخرى بعدم الرد على رسائله واهمال مكالماته المستمرة .....وهكذا ،مع العلم ان طلباته وصلت الى اغلب المسؤولين واصحاب القرار ،ووزير التعليم ووزارته التي تنادي بعودة المغتربين والكفاءات ،وربما رواية الدكتور غيض من فيض من معاناة العائدين من اصحاب الشهادات والمتميزين والكفاءات من المغتربين ابناء هذا الوطن......،

نناشد السيد رئيس الوزراء والسادة المختصين بأستيعاب كوادرنا العراقية الغيورة من الكفاءات العلمية التي يحتاجها العراق في مثل هكذا اوضاع اختلط فيها الحابل بالنابل ،واستطاع فيها البعض من اصحاب النفوس المريضة والبعثيين من التلاعب بمقدرات هذا البلد ومواطنيه النجباء،ونطالب بتنظيف الدوائر المهمة من الوصوليين واصحاب الشهادات المزيفة ،واعطاء الفرصة لابناء هذا الوطن المعطاء من الكفوئين لتولي ادارة الجامعات التي صارت في وضع يرثى له من تدني المستوى التعليمي للاساتذة والطلاب على حد سواء ،عسى ان تنال هذه الكلمات اذنا صاغية من احد المهتمين بهذا البلد وخدمة ابنائه ،ونحن لمن المنتظرين مع الدكتور سامي حمادي لحل معضلته

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نزار سامي حمادى على العداى
2016-09-04
السلام عليكم اعزائى من يقدم لى خدمة العمر التى انتضره اعوام واعوام اكون خادمه مدى الحيان لان فراق الاب اصعب من خلود بالجهنم يامن يريد فعل الخير ان دكتور سامى حمادى على عداى انه أبى وقد تركنى وانا عمري 4سنوات فقط وها انا الان عمري وصل الى42سنه ولن تمر ليله الا انا قد افكر فيه هل من معقول اب ينسى ابنه الوحيد رجاء رجاء رجاء من يسطتيع مساعدتى والله والله والله اشتاق الى سماع صوته
Army
2009-05-13
موضوع مبالغ فيه الهدف منه هو عودة الكفاءات البعثية الصدامية اكثر منه عودة الذين هاجروا للسلامة والامان . فقد عادت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وزارة كل العراقيين الى سابق عهدها ومسماها فهي وزارة التعليم العاني والبحث الراوي بقيادة عجل العجيلات الذي يريدها طائفية.
د.سلام عبد الزهرة الفتلاوي
2009-05-13
اتفق مع الاخوين الاخياط والسيد البياتي من حيث الهالة الكبيرة او تلك الفقاعة التي نادى بها كل المسؤولين سواء في الحكومة او في وزارة التعليم من حيث عودة الكفاءات او حتى تعيين الموجود من حملةالماجستير والدكتوراه داخل القطرحتى لا يتم تعين القسم الاغلب وانما يتم تعين حملة الشهادات الصناعة او الاعدادية او حتى البكالوريوس ونحن لسنا ضدهذة الشريحة فهم اصحاب عوائل ولكن لماذا هذة المحاربة والتجاهل لحملة الشهادات سواء الموجودين في الخارج او الداخل ايخافون منهم او لاتوجد درجات وظيفية او بيان حاجة لاغراض ال
ابوحیدر
2009-05-13
بسم الله الرحمن الرحیم المفروض تعیین لجنه خاصه تابعه لرئاسه الحکومه مباشره لاستلام هکذا طلبات حتي لايفرط بها بيد هذا وذاك من الحرامية (كل من يمنع اختصاص فهذا حرامي 100% يعني الا يعبر حايط الناس يالله يصير حرامي) - هذه ثروه ثمينه ولايمكن التفريط بهذا فهذا مستقبل العراق -يعني الي متي نظل علعربنجيه (مع احترامي لكل الكفائات العراقيه ودعائنا بالتوفقيق لهم)
عن عوائل الدارسيينبالخارج(اجازات دراسية)
2009-05-13
يا مكثر الاكاذيب في هذه الوزارة ومنها كذبة اسمها( مستحقات طلبة )وهي مساعدة مالية للدارسين بالخارج حيث اخيرا صار فيها تريث في تطبيق القرار بالنسبة لاجازات الدراسية ولا نعرف ما السبب نسال اهل طلبة الاجازات الدراسية هم ليسوا عراقية احتمال ان يكونوا يهود ام هل هؤلاء الطلبة بعد تخرجهم سوف لا يخدوا العراق الله اعلم واخيرا اقول للوزارة( يافرحة ما تمت ) على قول اخواننا المصريين علما ان طلبة الاجازات الدراسية قد نصف راتبهم حسب قانون الخدمه الجامعية
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
2009-05-13
منذ البدء كنت قد اكتشفت خدعة دعوة الكفاءات حيث وجدت نوعا من التعصب ضد كفاءات الخارج ولاحظنا هذا الامر في كلام ونفوس الكثير من السياسيين وزراء وبرلمانيين خلال زياراتهم للندن، فرجال السياسة يخشون على مقاعدهم واعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات يخشون كفاءة ومنافسة القادمين من الخارج، فمثلا انا احمل اربعة درجات دكتوراه اثنان منها من اشهر جامعات بريطانيا - جامعة ادنبرة وواحدة من جامعة كولورادة في امريكا، ومع ذلك تريد وزارة التعليم العالي تعييني كمدرس حديث التخرج فهل يعقل؟ واين والرصانة العلمية؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك