المقالات

معايير مخجلة

1029 14:18:00 2009-05-12

ميثم المبرقع

يبدو ان معايير التقييم في واقعنا الجديد تغيرت بشكل خطير بسبب امرين الهجمة المضادة على الاسلاميين من جهة والممارسات الخاطئة وابتعاد النظرية عن التطبيق من جهة ثانية. والمؤسف ان الكثيرين خضعوا لابتزازات الاعلام المضاد الذي يحاول تشويه الاسلاميين واضعاف مكانتهم في المجتمع لاغراض سياسية وتنافسية.وقد يحاول بعض رجالات الحركة الاسلامية الايحاء بانه لم يكن اسلامياً لكي يحظى بحسب توهمه برضا وقبول الاعلام المضاد ويتنصل عن اسلاميته ومواقفه السابقة خضوعاً لارادة الاخرين ممن يخططون لضرب الاسلاميين في العراق.

والمفارقة ان النظام السابق كان يميز بكل واضح بين المتدين وغيره وتكون العقوبة اشد واقوى على المتدين من غيره وان كانت التهمة جاهزة لمن يشك في انتمائه للحركة الاسلامية او التعاطف معها. وقد يبادرك المحققون في الشعبة الخامسة في الامن العامة في العهد السابق بسؤال حاضر ومتكرر هل تصلي وتصوم ومن تقلد من مراجع الدين وقد تكون العقوبة اشد في حال اثبات تدينك وتقليدك للشهيد محمد باقر الصدر وقد تم الافراج عن احد المعتقلين في اول دخوله الامن العامة بلحظات لانه كان يعاقر الخمرة باستمرار.

واليوم وفي العراق الجديد وفي عهد الانفتاح والحرية غير المنضبطة اصبحت المعايير مقلوبة بل اصبح الاستهتار احياناً فرصة للتفاعل والتواصل مع الاخرين. فلا نريد في هذا السياق التمييز بين المضحين وغيرهم وبين اصحاب التأريخ المشرف وبقايا النظام وان كان التمييز ضرورياً ومهماً ولكن على اقل التقادير واضعف الايمان ان لا يعاقب المضحين والشرفاء بسبب مواقفهم السابقة ضد النظام الاجرامي وان لا يتنصل الاخرون عن تقديرهم واكرامهم لكي لا يصيبهم الاحباط ويندموا على مواقف وعواطف مشرفة لا يمكن الندم عليها او التنصل منها ولنكن بمستوى التمييز الذي كان يمارسه النظام في مواجهة الشرفاء والابطال من السجناء وذوي الشهداء.اذا شعر هؤلاء المضحون بانهم يدفعون ثمن مواقفهم وولائهم فان ذلك سيكون عاراً علينا جميعاً ونفقد المعايير الوطنية الصحيحة في تقييم الناس وتقديرهم لكي لا يتساوى عندنا المحسن والمسيىء بل لا يكرم المحسن ويهان المحسن في عهد الحرية والديمقراطية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك