ميثم المبرقع
يبدو ان معايير التقييم في واقعنا الجديد تغيرت بشكل خطير بسبب امرين الهجمة المضادة على الاسلاميين من جهة والممارسات الخاطئة وابتعاد النظرية عن التطبيق من جهة ثانية. والمؤسف ان الكثيرين خضعوا لابتزازات الاعلام المضاد الذي يحاول تشويه الاسلاميين واضعاف مكانتهم في المجتمع لاغراض سياسية وتنافسية.وقد يحاول بعض رجالات الحركة الاسلامية الايحاء بانه لم يكن اسلامياً لكي يحظى بحسب توهمه برضا وقبول الاعلام المضاد ويتنصل عن اسلاميته ومواقفه السابقة خضوعاً لارادة الاخرين ممن يخططون لضرب الاسلاميين في العراق.
والمفارقة ان النظام السابق كان يميز بكل واضح بين المتدين وغيره وتكون العقوبة اشد واقوى على المتدين من غيره وان كانت التهمة جاهزة لمن يشك في انتمائه للحركة الاسلامية او التعاطف معها. وقد يبادرك المحققون في الشعبة الخامسة في الامن العامة في العهد السابق بسؤال حاضر ومتكرر هل تصلي وتصوم ومن تقلد من مراجع الدين وقد تكون العقوبة اشد في حال اثبات تدينك وتقليدك للشهيد محمد باقر الصدر وقد تم الافراج عن احد المعتقلين في اول دخوله الامن العامة بلحظات لانه كان يعاقر الخمرة باستمرار.
واليوم وفي العراق الجديد وفي عهد الانفتاح والحرية غير المنضبطة اصبحت المعايير مقلوبة بل اصبح الاستهتار احياناً فرصة للتفاعل والتواصل مع الاخرين. فلا نريد في هذا السياق التمييز بين المضحين وغيرهم وبين اصحاب التأريخ المشرف وبقايا النظام وان كان التمييز ضرورياً ومهماً ولكن على اقل التقادير واضعف الايمان ان لا يعاقب المضحين والشرفاء بسبب مواقفهم السابقة ضد النظام الاجرامي وان لا يتنصل الاخرون عن تقديرهم واكرامهم لكي لا يصيبهم الاحباط ويندموا على مواقف وعواطف مشرفة لا يمكن الندم عليها او التنصل منها ولنكن بمستوى التمييز الذي كان يمارسه النظام في مواجهة الشرفاء والابطال من السجناء وذوي الشهداء.اذا شعر هؤلاء المضحون بانهم يدفعون ثمن مواقفهم وولائهم فان ذلك سيكون عاراً علينا جميعاً ونفقد المعايير الوطنية الصحيحة في تقييم الناس وتقديرهم لكي لا يتساوى عندنا المحسن والمسيىء بل لا يكرم المحسن ويهان المحسن في عهد الحرية والديمقراطية.
https://telegram.me/buratha