جميل الحسن
عدم اقالة وزير التجارة الى حد الان بالرغم من تفاقم رائحة الفساد المنبعثة من وزارته امر يثير الدهشة والاستغراب ويضع الكثير من علامات الاستفهام حول دوافع ومعغزى سلوك المالكي الذي يتباهى ويرفع شعارات محاربة الفساد الاداري فيما يقصر هو نفسه شخصيا في تطبيق قوانين والتزامات الحرب المفتوحة على الفساد والتي يصر المالكي على استعمالها في الكثير من المناسبات . وحماية علنية للفساد يؤكدها بالتزامه الدفاع عن هذا الوزير المرتشي والفاسد الذي يعيش حالة من التخبط لا يعرف من خلالها الدفاع عن نفيسه سوى في اتهام الصحافة بانها تشنع عليه لاغراض او مارب شخصية في وقت يعجز فيه عن الاتيان بدليل واحد يدحض فيه هذه الاتهامات ويؤكد سلامة موقفه امام ابناء الشعب العراقي .
عبد الفلاح السوداني الذي اصبح هذه الايام مادة للصحف والحديث عن الفساد ينتمي الى حزب الدعوة وهو من قيادات الحزب الثانوية وهو وزير مزمن في حكومات الدعوة ايام الجعفري سابقا والمالكي حاليا ومن المؤكد ان الرجل يولاظب على التدين ويحتفظ بقاموس ضخم من الاحاديث عن اهل البيت (ع) التي تحدث عن المروءة والنزاهة واطعام الجائع وانصاف الفقير والمحتاج والذي بات حلما صعبا ومستحيلا ,حيث اصبح الشعب العراقي بفضل هذه الحكومة ووزراء الدعوة فقراءا وجائعين ولم تعد تكفيهم لقمة الكفاف بعد ان اصبح ثلث العراقيين تحت خط الفقر والفضل في ذلك يعود الى وزراء الدعوة الذين حطموا الرقم القياسي في عمليات النهب والسطو القانوني الناعم والذي ادى بهم الى الحصول على اموال طائلة عندما استغلوا وببشاعة ثقة المواطن العراقي بهم والشعارات التي حملوها ورفعوها لخداع المواطنين ومن بينها مقولة السيد محمد باقر الصدر اوصيكم بالدعوة خيرا والتي لم يقصد فيها السيد الشهيد محمد باقر الصدر حزب الدعوة ,بل الدعوة الى الاسلام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي انقلبت وبشكل معكوس الى معنى للتحايل واستغلال مشاعر الناس لتحقيق اهداف ومكاسب سيتاسية ومادية وعلى حساب الام الشعب العراقي ومعاناته .
سكوت المالكي على السوداني امر مريب ويثير الكثير من الاسئلة والاستنتاجات المفتوحوة على كل الاحتمالات والتي من بينها ان هزيمة السوداني تعني هزيمة للمالكي باعتباره انه المسؤول عن توجهات الوزراء واهدافهم وخططهم ,اذا كانوا من حزبه والمحسوبين عليه لذا نجده يماطل في التصرف بسرعة ومعاقبة الوزير السيء ,بل ايضل عدم تطبيق القوانين والاخكام القضائية .وزراء حزب الدعوة اصبحوا شوكة في خاصرة المالكي الذي لا يعرف التصرف في قضية حساسة ومهمة كقضية الوزراء الفاسدين في الحكومة او تقع عليهم شبهات او تجاوزات قانونية اخرى فهو اما مدافع عنهم يخسر رصيده المهم لدى رجل الشارع العراقي او متخليا عنهم وهو ما معناه الاساءة الى اختياراته التي يتباهى بها ويعتبرها من اهم انجازاته ودعاءم حملاته التي اصيبت بالفشل والانتكاس في ظل تراكم معدلات النهب على يد وزراء محسوبين على الملكي من دون ان يتخذ اي اجراء بحقهم .
https://telegram.me/buratha