المقالات

لوحات الشهداء بفرشاة مجنون

1022 12:45:00 2009-05-11

علي حسين غلام

عندما هبت رياح التغييرعلى العراق وأصبح الامر واقع حال وأنعطافة كبيرة في تاريخه وبعد أن أستيقظ العراقيون من ذلك الكابوس الجاثم على صدورهم سنين طوال تمنوا ان تحمل على أجنحة الريح سحابة حبلى بالأمل والسعادة ونور يضيء لمستقبل زاهر ومشرق وأن تنزل بقطرات غيثها غبار الظلم والجور والأضطهاد والعبودية والعنصرية وتزيل بشلال ماءها آثار مجرم مهووس مجنون بنى مملكته على الجماجم والحروب و بقبضة حديدية زرع الخوف والرعب فيها حتى تعدى حدود مملكته لكل البلدان القريبة والبعيدة وأصبحت لأيام وسنين حكمه الف قصة وقصه وكان في كل ليلة يتلذذ ويستمتع برؤية الدم وبلونها يرسم بفرشاة القتل لوحات الموت ولكل لوحة قصة ورواية أو بين السطور كانت هناك حكاية أو نهاية ليست لها بداية ومن ثم ليقيم في كل المدن والاحياء والأزقة معارض ليبيع لوحاته على أهل الضحايا بثمن باهض قد يتجاوز غلاة الدم ليعلقوها على جدار الدار بصمت خوفاً من الواشي والجيران أو من زوار الليل الذين يسرقون الاخبار وعيون قد جفت دموعها وأبيض سوادها لرحيل نورها وقرتها بالرغم من منع البكاء وأقامة العزاء ليتوشح القلب بوشاح الحزن

 وليستذكر أيام الماضي القريب التي في طياتها ذكريات حلوة ومرة وأحلام وأمنيات وآهات وربما لزفة عرس مات الفرح فيها او لشاب لم يستطيع ان يكمل عد أيامه أو لشيخ توضأ ولم يكمل صلاته أو مسافر ضاع وسط الطريق أو لأمهات وأرامل ثكلى غادر السرور والبهجة ثيابهن الملونة ليلبسن من ظلام الليل ثيابا وهناك صدور تتزاحم الآلام بينها لتجد مكان لها بين الضلوع لتنام بدفأ بين ثنايا حنان غادرها الحبيب العزيز دون أستئذان أوتلميح أو أشارة للوداع والى مكان مجهول لم يترك خلفه أثر لعله في غفلة القدر ويقظة الصدفه ودعاء المستضعفين ولهفة المظلومين تنجيه ملائكة الرحمة من مخالب الموت وبعد أيام من التغير خرج أهل الضحايا يحملون صورالشهداء بأيادي قد فك القيد عنها وبصوت يصدح وقد تحرر من الخوف والرعب في مسيرات لأعادة الحقوق وأنصاف المظلومين ومحاكمة من تلطخت يداه بدماء ابنائهم ونداء لبناء صرح شامخ يليق وحجم التضحيات.صرح يعانق الارواح في السماء وسط أفراح أنتصار الدم على السيف ولكن الفرحة لم تكتمل ليدخل الحزن في ثناياها لعدم حضور أصحاب ورفاق المسيرة والدرب النضالي الطويل لأنشغالهم بأستلام جوائز مهرجان الفلم العراقي ( الغنيمه الذهبيه)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك