محمود الربيعي
ان عملية سياسية معقدة مرت بها القيادة والجماهير محاطة بالعديد من اعداء الداخل والخارج تجعل اكثر السياسيين يفكرون بطريقة مرتبكة وعادة مايحتاج السياسي بين حين واخر الى مراجعة حساباته بشكل منظم ويفكر بصورة منطقية لاجل التخلص من عوامل الضعف ومجموعة الاخطاء التي يرتكبها الاعضاء والانصار سواء في طريقة التفكير او الاداء.ومن اهم عوامل النجاح تغيير في عقلية السياسي وفي نمط توجهاته وبصورة رئيسية عليه التخلص من الطرح الطائفي والغاءه من خطاباته وبرامجه بشكل نهائي بحيث يتلائم مع الاتجاه الوطني، فالانتماء الديني والطائفي قلبي قبل ان يكون مشروع دولة.وعليه يحتاج السياسي هذا اليوم الى مشروع وطني يبتعد فيه عن استعداء الاخرين له خاصة من ذوي الحجج الذين لاينأون عن اعلان عدائهم وتشكيكهم بغية ارباك الموقف السياسي الوطني.كما ان المشروع الوحدوي بشكل عام مشروع حتمي وضروري ينبغي ان يجتمع عليه السياسيين المخلصين من اصحاب المشروع الوطني الذي يلتقي ولايتقاطع ويتقدم لايتراجع ويصبر حتى ينال رضا شعبه. ان المشروع الاسلامي مشروع وحدوي ينطبق تماما على الوضع العراقي الذي اصبح اكثر حاجة من ذي قبل الى الوحدة التي لامجال للتردد في الاخذ بها " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم" فقد دفع الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم وكذلك الائمة من اهل البيت عليهم السلام واصحاب الرسول رضي الله عنهم ضريبة الصبر للدفاع عن المكتسبات وحماية منجزاتهم وحفظ وحدة شعبهم وامتهم وقد وفقوا في تحقيق المصالح العليا للجماهير والمبادئ السامية التي يحملونها.كما نؤكد على اهمية ان يذوب المشروع الطائفي في المشروع الوطني لاجل ان تسود المبادئ الانسانية والوطنية ولن يتحقق ذلك الا بمراجعة الاخطاء التي اكرهت الكتل الحاكمة للانجرار الى هذا الخندق البغيض والذي لابد لنا من التخلص منه. ولكي لانكرر الاخطاء التاريخية لابد لنا ان نجتمع على مبدا العمل الوطني باختيار العناصر الكفوءة الاكثر اعتدالا والتي تتوازى في مشروعها مع قيم الدولة الفاضلة المنشودة والتي يتساوى فيها ابناء الوطن في الحقوق والواجبات.ولنا ان نشير الى ان كافة الكتل والاحزاب السياسية قد ارتكبت اخطاء مرحلية وشاركت في تعقيد الاستقرار على المسرح السياسي حتى وان كان ذلك بدون عمد، ولابد للجميع من اعادة النظر في طريقة التفكير واسلوب الطرح بالشكل الذي يحجز التدخلات المسيئة عن التاثير، ويقطع الطريق على مرتكبي الجرائم الكبرى بحق شعبنا العظيم ، ويمنع تدخل العوامل العدائية بما يعزز من قيم الوحدة الوطنية وينمي روح المواطنة.ونحن ندعوا كافة الاحزاب والمؤسسات الى ان تهذب طروحاتها وتعمل على تجديد برامجها بالاتجاه الذي يخلق اجواء الوحدة خصوصا بين الكتل البرلمانية الكبيرة، فالمطلوب من القيادات المختلفة ان تقترب من بعضها وان تتجاذب فيما بينها وان تسعى لتعميق الثقة المتبادلة وهي مهمة تليق بالنفوس الكبيرة التي تعيش هم العراق وهموم ابناءه.ولتحقيق النجاح السياسي في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها العراق لابد من التخلص من الاخطاء وكما يلي:اولا: مراجعة مجموعة الاخطاء، وتغيير طريقة التفكير والاداء السياسي بالاتجاه الوطني الذي يحقق الوحدة الوطنية ويساهم في نجاح العمل السياسي.ثانيا: الغاء الخطاب الطائفي، وتغليب الخطاب الوطني والذي لايتقاطع مع المشاعر القلبية وخصوصية كل منهم.
ثالثا: المشروع الوطني هو الطريق الامثل الذي يحقق الاستقرار السياسي، كما ان الوحدة الوطنية مشروع حتمي يقطع الطريق على مخططي السياسات العدائية.
رابعا: تشجيع المشاريع الوحدوية بين المسلمين من خلال بث الثقافة الجماهيرية عن طريق اجهزة الدولة ووسائل الاعلام خصوصا في مجالات النشاط والعمل الشعبي في المناطق السكنية.
خامسا: وحدة المواقف تمر من خلال تعميق العلاقات السياسية بين القيادات من جهة ومع الجماهير من جهة اخرى.
سادسا: تبني التيار المعتدل في صفوف جميع الكتل الوطنية داخل مجلس النواب، وانماء روح المواطنة الحقة.
سابعا: الاخذ بالنصح وتقبل النقد البناء وممارسة التصحيح بروح اخوية يرافقها حسن الظن.
ثامنا: الاهتمام بالكفاءات الوطنية وتحقيق المطالب الشعبية وتبني مشاكل المواطنين ومحاولة تذليلها، واعطاء صورة طيبة ترضي الجماهير.
تاسعا: السعي الى انتخابات حرة ونزيهة من خلال برامج جديدة واهداف وطنية تتبنى العمل الوطني وترسيخ الوحدة الوطنية.
نتمنى للقيادات الوطنية المزيد من العطاء وندعو الله سبحانه وتعالى ان يصلح حال شعبنا وان يوفقهم لما في خير عراقنا الحبيب.
https://telegram.me/buratha