حميد الشاكر
عندما تصادف شخصيات انسانية تحمل في داخلها افاق فكرية كبيرة ومتعددة وواسعة ، فإنك حتما أمام ليس فردا انسانيا واحدا بقدر ما انك تصادف مجموعة او كتلة بشرية متنوعة تتركز في اعماق انسان فرد تحوّل من خلال تنوعه الى امة كاملة !. في القرءان الكريم الذي اسس لفكرة كيفية ان يتحول الانسان الواحد الى امة متعددة ومتفردة في الاداء يذكر النموذج الابراهيمي الذي من خلال وحدته النوعية أمام ذاك الفيضان البشري المتلاطم شق طريقا متميزا لعالمه الذي كان يعيش فيه لوحده في غربته الفكرية بين قومه من العتاة والمجرمين والضالين عن سواء السبيل ، ولكن ماهي الا دورة زمنية واحدة حتى اصبح ذاك الفرد الابراهيمي العراقي الوحيد ( إماما وأمة وحده ) ليقول سبحانه عنه في القرءان الكريم بعد خمسة الاف سنة من وجود ابراهيم الخليل عليه السلام :(( إن إبراهيم كان أمة )) وقال سبحانه :(( إني جاعلك للناس إماما )) !.اليوم وبعيدا عن عالم الانبياء والرسل ، ومع فارق في القياس كبيرٍ نصادف في حياتنا العصرية افرادا مفكرين وعلماء نابهين ومؤمنين مجاهدين تحولوا بفعلهم القوي وتأثيرهم الكبير على محيطهم الذين يعيشون بداخله من مجرد حركة افراد عاديين الى مشروع امم متطلعين !.
الدكتور أحمد راسم النفيس المتشيّع المصري ساكن احد احياء ومدن مصر المتواضعة هو احد أولئك الذي اصادف بهم شخصيا أمة في رجل يتحرك بتواضع وهدوء في محيط يخنق حركة الامة بقوتها فكيف بتحرك فرد نوعي يريد ان يشق طريقا ويعبّر عن فكرة تُحارب من قبل السلطة والدولة والحكومة واجهزة الامن والمخابرات المصرية ، مضافا لذالك تُرصد من قبل السلفية التكفيرية الاقليمية لمصر وتتهم بالكفر والشرك والضلال والالحاد المبين ... لتوظّف ضدها فيما بعد الاموال والسياسات والاعلاميات والفضائيات والامارات والمشائخ للنيل من شرعية وجودها او السماح لها بالتنفس والحركة !.
ومع هذا كله نسمع ونقرأ للدكتور النفيس فكرا لايخشى في الحق لومة لائم وهو يتحدث من على الفضائيات العصرية ويكتب من خلال المؤلفات والمقالات الاسبوعية ، ليدافع عن فكرة مستقبل بأطارها المتشيّع لمدرسة اهل البيت الاسلامية في محيط يرفض الاخر مهما كان شكله بله إن كان آخرا متشيعا لاهل بيت النبوة وحامل لافكارهم ومنطلق من افاق مدارسها الثورية ، ويحاول الدكتور النفيس الوصول والعيش بين احضان ذالك المستقبل المنشود بحرية !. انه فكر يعبّد طريقا جديدا بالنسبة للشعب المصري الذي غيبته يد التكفير والظلامية والسلفية المتخلفة بأسم الاسلاموية والحاكمية والفرقة الناجية السلفية !. وهو كذالك فكرٌ لايقوم بمؤنته وليس بمستطاع فرد لايملك الا قلبه ولسانه وقلمه ان يقوم بمشروعه لوحده في مجتمع معقد كالمجتمع المصري ، الا ان يكون ذالك الرجل هو رجل رأى في نفسه انه يحمل مشروع امة تحاول الولادة من فكر فرد وحيد !.
نعم عندما تطالع مناظرات الدكتور احمد راسم النفيس في الفضائيات المصرية ( غير الحكومية طبعا ) وتقارنه بمايطرحه المناهضين لفكر الاستاذ الدكتور راسم النفيس في قضايا من قبيل : الحرية وكرامة الانسان والعقيدة والتشيّع والسلفية والتاريخ والمجتمع ومصر ....... الخ، فأنك ستشعر ان هناك اكثرية مصرية تتحدث بلسان راسم النفيس امام اقلية تحاول الانحصار عن الامة التي تتحرك داخل فكر الدكتور احمد راسم النفيس !.والحقيقة ربما يكون هذا شعورا فرديا بالنسبة لي على الاقل ، لكنّ يكفي لادراك حقيقة ان هذا المناضل الفذ احمد راسم النفيس هو بالفعل اكثر من مجرد فرد ان ينظر احدنا لردود افعال اعداء فكر الدكتور النفيس وكيف انهم يتعاملون مع الشخص والفكر والقلم (الراسمي) المصري المتشيّع على اساس انه انتشار وانه تيّار وانه تمدد خطير وانه تبشير فاعل جدا عليهم بل ويحاولون بناء سدود عالية وجدران متمترسة من فيضان بحر هذا الفكر الذي يطرحه الدكتور احمد راسم النفيس أمام وجوههم !.
صحيح اذا سالتني هل تعرف متشيّعا في مصر غير الدكتور احمد راسم النفيس ، لقلت لك بجواب صريح انني لاارى في مصر من الشيعة غير هذا الدكتور الذي قرأت له وسمعت واعجبت وتفاعلت ودعوت الله ان يبقيه ويمد في ظله ويبارك له في اسرته ، ولكنني عندما ارى هذا الفرد فانني لااراه على اساس انه فرد وحيد بقدر ما اراه طريقة وامة تتحرك على الارض المصرية ، وإماما للمدرسة الاسلامية الثورية الشيعية للناس هناك ، ولعلّ رؤيتي لاتختلف عن رؤية اعداء فكر اهل البيت ع والدكتور احمد راسم النفيس ( وهذا وان كان لايفرحني الا انه لايزعجني ايضا ) الذين يرون في احمد راسم النفيس انه اكبر بكثير من مجرد فرد وحيد ، بل ويرون انه تيار امة في فرد ، وهذا بالضبط ما لفت نظري الى هذا المفكر المصري الذي وجدت صلة ما بيني وبينه دفعتني للتنويه بهذا القلم المصري المبدع والمتنوع والمتشيّع والحر والنبيل والشجاع .... ، قبل ان التفت الى اي صلة اخرى !.
https://telegram.me/buratha