محمد الحيدري
بين الفينة والاخرى يطلق شيوخ السوء ومشايخ الارهاب تصريحات وفتاوى تنشر الكراهية والقتل والارهاب وتعمق من فتق الامة الاسلامية وتشظيها وترسل رسـالة مشـوهة ومشوشة عن الاسـلام للاخر المتـربص .آخر تلك التصريحات والتخرصات ما اطلقه القائم على الحرم المكي المدعو الكلباني الذي اساء لمذهب اهل البيت (ع) واعتبر جميع علماء هذا المذهب كفارا ـ في وقت جهد علماء ومراجع التشيع وخصوصا في العراق على رعـاية وحماية اهل السـنة ـ ولم يتـوقـف هذا المسخ عـن التحـريض ضـد الشيعة وعلمائهم بل تعداه الى الديانات الاخرى ليعكس ويكرس صورة شـوهاء عن الاسلام.
وليس بغريب او عجيب ان نسمع مثل هكذا تصريحات وتحريضات من مشايخ يرتضعون من اسلافهم الامويين روح العداء والبغضـاء ضد التشـيع ورموزه والمنتمين إليه ، لكن الغريب ان تصدر دائما من بلد واحد ، هو السعودية ، ومن مشايخ تعتمدهم هذه الدولة رسميا دون ان يكون لها أي رد فعل تجاه تحريضهم على القتل والارهاب وكأن تلك الدولة امست منبعا ومرتعا لشيوخ الارهاب وعلماء القتل .
وفي الواقع ان تلك التصريحات الارهابية لن تكون الاخيرة مثلما لم تكن الاولى ، ولها امتداداتها التاريخية ، فثمة ورم استنبت منذ يوم السقيفة داخل جسد التجربة الاسلامية فاعاد انتاج تلك التجربة الرائدة الى جاهلية جديدة متبرقعة بالاسلام لم تزل ترواح في مكانها ، فالقيم الاسلامية التي جسدها نبي الرحمة واهل بيته الاطهار (عليهم السلام) استبدلت بقيم التوحش والتخلف والكراهية حتى وصلت زاوية الانحراف في هذه التجربة الجاهلية الجديدة الى قتل سبط النبي الامام الحسين (عليه السلام ) وبقية الائمة الاطهار (سلام الله عليهم) ووصلت في زماننا ، ضمن صيرورته التاريخية ، الى الارهاب الذي يستهدف حتى الرضع والاطفال باسم الجهاد .
يبقى ان نقول أن الامة الاسلامية المتهمة بتصدير الارهاب لن تتعافى وتنهض من جديد مادامت تنتج مثل الكلباني وابن جبرين وزمر الارهاب ولاتحرك ساكنا لاستئصال هذا الورم الخبيث ، ومادام صوت الاسلام الحقيقي المحمدي مغيب ومحارب.
https://telegram.me/buratha