بقلم:احمد عبد الرحمن
التصريحات التي اطلقها مؤخرا احد رجال الدين في المملكة العربية السعودية ضد علماء واتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام، تمثل في واقع الامر اساءة وتجاوزا على كافة المسلمين وليس على طائفة او مذهب واحد فقط.ولعله من غير الممكن المرور على مثل تلك التصريحات المثيرة للفتنة والفرقة بصورة عابرة، لانها جاءت على لسان شخص يشغل موقعا مهما، الا وهو (امام الحرم المكي الشريف)، ولانها تضمنت دفاعا ومديحا وتبنيا لاحد اكبر قادة الارهاب ودعاته في العالم، الا وهو اسامة بن لادن الذي يتولى زعامة تنظيم القاعدة الارهابي.ويصاب المرء بالدهشة والاستغراب والذهول وهو يستمع الى مثل تلك التصريحات على لسان شخص مسلم في موقع قيادي ديني، ضد طائفة من طوائف المسلمين، في الوقت الذي تواجه فيه الامة الاسلامية تحديات كبرى من جهات مختلفة، وفي وقت تتعالى الصيحات وتنطلق الدعوات من جهات مختلفة حول ضرورة واهمية توحد المسلمين وتكاتفهم للحفاظ على الكيان الاسلامي الذي وضع اسسه وركائزه ومبانيه منقذ البشرية من التيه والضلال ، الرسول الاكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم قبل اربعة عشر قرنا من الزمان.ليست تلك التصريحات السيئة هي الاولى وبالتأكيد انها لن تكون الاخيرة، مادامت هناك اجندات ومشاريع ومخططات خبيثة تتمثل بزرع الفتنة والتفرقة، وايجاد التصادم والصراع بين ابناء الدين الاسلامي المحمدي الحنيف، وبأستباحة حرمات الاسلام والمسلمين من قبل كل من هب ودب، وما يجري في كثير من بقاع العالم الاسلامي يعد ادلة دامغة وصارخة على ذلك.
ان علماء الدين الاسلامي المخلصين والحريصين على وحدة الامة وعزتها وكرامتها، من شتى المذاهب، ومعهم ابناء الامة الاسلامية، ملزمون بالوقوف والتصدي بشجاعة وجرأة لمحاولات هذا البعض الاساءة الى ذلك الدين العظيم، ودفع ابنائه الى التناحر وايجاد اجواء من التشكيك فيما بينهم.
ان منهج التكفير تسبب في سفك كثير من الدماء الطاهرة، وازهاق كثير من الارواح العزيزة لاعداد هائلة من المسلمين، وما حصل في العراق خلال الاعوام الماضية من عنف وارهاب دموي طال الجميع دون استثناء، يعد مثالا حيا على الاثار والنتائج الكارثية الوخيمة لذلك المنهج، بينما يقول الباري عز وجل في محكم كتابه الكريم( ومن قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا...).اذن اين ذلك المنهج من هذه القاعدة الالهية الانسانية العظيمة؟
https://telegram.me/buratha