بقلم : سامي جواد كاظم
القوة في التجمع والضعف في الفرقة وعلى هذا الاساس يجب ان لا نمنح المجال لكل من تسول له نفسه تفرقة المجتمعات البشرية بعيدا عن دياناتهم فالانسان اخو الانسان وهذه نظرية شرعها الامام علي عليه السلام والاسلام يقول خير الناس من نفع الناس ولم يقل خير المسلم او خير الشيعي او خير السني بل الناس وهذه كلمة جامعة ، وبالرغم من كل هذه التوصيات نجد الان في عصرنا الحالي موجة من التباعد والتفرقة بين المسلمين اخذت حيزا واسعا اضر بالمسلمين اينما كانوا ومكنوا الافكار المتطرفة من الولوج بين الشباب المسلم ووصل الامر الى التكفير والاقتتال بين المسلمين ، وبالرغم من ذلك تطل علينا بين الحين والاخر مؤتمرات تحت مسميات عديدة منها التقارب ومنها حوار الاديان وغير ذلك من هذه الفقاعات التي لم تلتفت ولم تشخص الحالة التي يجب الوقوف عندها ومن هو داء السرطان الذي يستحق الاستئصال حتى يلتئم الجرح الاسلامي وتعود الوحدة بين المسلمين .
السنة والشيعة هذه العبارة التي يعول عليها كثير من الحاقدين على الاسلام مع خلق صورة على ان الشيعة اعداء السنة والسنة اعداء الشيعة ولو عدنا بالتاريخ الى الوراء لوقفنا عند محطات تستحق الدراسة والتامل حتى نعلم من هو العدو الحقيقي والسرطان الخبيث الذي يسعى الى التفرقة بين المسلمين .اصلا لا يوجد تباعد بين السنة والشيعة حتى يكون هنالك تقارب ، وهنا لا انظر الى الشطط التي حصلت هنا وهناك واستطاع الاخيار من السنة والشيعة وأدها حتى لاتستفحل في المجتمع الاسلامي ولكن لننظر الى الشخصيات الاسلامية شيعية وسنية وما لها من دور ريادي يستحق ان نقف عندها باجلال واكرام لاصحابها .ولو بدأنا وباقتضاب من عصر الصادق عليه السلام فان التاريخ يحدثنا عن مدى التبادل العلمي بين الفقهاء الاربعة والفقه الجعفري حتى وان كان هنالك خلافات فالخلافات كانت معرفية ادت بالاخر معرفة علم الاخر ولم يحدث بينهما مثل ما يحدث اليوم .
الشيخ محمد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (385-460 هـ) يعتمد في الرواية على عالمين سنيين وهما: أبو علي بن شاذان وأبو منصور السكري، وفي ابن ادريس الحلي (543-598 هـ) و في كتابه السرائر يذكرعلاقته مع أحد فقهاء الشافعية، يقول: وكان بيني وبينه مؤانسة ومكاتبة، وفي قيام عدد من علماء السنة مثل شمس الدين البيهقي وعلاء الدين القوشجي بشرح كتاب " تجريد الاعتقاد" لنصير الدين الطوسي، وفي اللقاءات والحوارات العلمية بين السيد عبد الحسين شرف الدين وبين الشيخ سليم البشري رئيس الأزهر حينئذ، وفي مشروع دار التقريب التي كان أعمدتها محمد حسين كاشف الغطاء والسيد البروجردي من الجانب الشيعي، والشيخ عبد المجيد سليم، شيخ الأزهر، والشيخ محمود شلتوت من الجانب السني ، والكاتب البارع عبد الفتاح عبد المقصود وكتابه الموسوعة عن الامام علي عليه السلام ، والشيخ علي جمعة في حواره مع العربية نت يقول: "يجوز التعبد بالمذاهب الشيعية ولا حرج .
ومواقف محمد حسين كاشف الغطاء التي لا يمكن لغطاء ان يغطيها والتي تظهر حجم المودة والتقارب والمحبة بين اعمدة العالم الاسلامي من علماء وفقهاء سنة وشيعة . الشيخ الكليني( 255 ـ 329 هـ ) صاحب احد اعمدة الكتب الشيعية الاربعة ( الكافي ) كانت له مودة وتقارب مع علماء بعلبك وطرابلس بل اعتمد على البعض منهم في نقل احاديثه .الشيخ الصدوق ( 306 ـ 381 هـ) العالم الجليل الشيعي العلم المعروف نقل عن مشايخ سنة الحديث منهم ابي نصير الضبّي المرواني .
واليوم نشهد علاقات متميزة بلغت حد التحالف بين الداعية الإسلامي المعروف فتحي يكن ( رئيس جبهة العمل الإسلامي) وبين السيد حسن نصر الله في لبنان، وكذلك الأمر للعلاقة بين مرشد جماعة الإخوان المسلمين مهدي عاكف وبين عموم الشيعة،
اما القرضاوي فلا يحسب على طائفة معينة لا على السنة ولا على الوهابية فانه يتمايل والجهة التي يميل لها يتلقى شتائم الجهة الاخرى ( مثلا كتاب الوهابية الكلب العاوي يوسف القرضاوي ) وفي نفس الوقت انتقاد علماء سنة يعملون معه في نفس المؤسسة عن تصريحاته وتصرفاته الاخيرة وقد شكى من ذلك نفسه القرضاوي حيث قال انه كان يعتقد وقوف السنة معه ولا يعلم ان السنة لا تقف مع من يفرق الامة .
اذن من هو الذي يفرق الامة الاسلامية ؟ هذا السؤال جوابه في نجد والحجاز وما زرع من ورم سرطاني خبيث استفحل في العشر سنوات الاخيرة حيث ايام الوئام في بداية القرن العشرين لم تلتفت الوهابية الى الامة الاسلامية ولم تكن مصادر الطاقة اكتشفت في اراضيها كما وان العالم كان في فوضى ولا مواثيق دولية ولا منظمات تحكم العالم منها مجلس الامن او الامم المتحدة التي تشكلت بعد الحروب العالمية التي اجتاحت العالم في الربع الاول من القرن العشرين ، فكان للوهابية غارات ارهابية على كربلاء حيث عبثت في المدينة المقدسة من قتل وسلب .الان وبعد ان تطور العالم في ثقافته وطرق اتصالاته واكتشاف النفط في ارض نجد والحجاز جعل الوهابية تحذو حذو الشيطان في التفريق بين الاديان معتمدة على الدولار ودس المشايخ بصفة دعاة للاسلام والحقيقة دعاة للوهابية والتفرقة ، وها هي مشايخ الازهر التي عقدت اكثر من ندوة ونادت بايقاف التدخل الوهابي في الازهر .حوار التقارب الذي دعت له الحكومة السعودية في مكة واثناء انعقاده اصدر 22 شيخ وهابي بيان تكفير الشيعة ، حوار الاديان الذي عقد في امريكا كان ملك الوهابية قد شتت الاديان اكثر وذلك لما يحمل في طيات الفكر الوهابي من افكار مسمومة ،في هذا المؤتمر ظهر ملك السعودية ( المسلم ) يحتسي الخمر مع بوش ليدلل على روحية التقارب مع بقية الاديان
طارق الحميد سعودي وهابي معروف الاتجاه رئيس تحرير جريدة الشرق الاوسط السعودية كتب مقالا في الشرق الأوسط بعنوان آية الله مهدي عاكف ، انزل فيه غضبه على علاقة مرشد الاخوان المسلمين مهدي عاكف بالشيعة ، وهذه نقطة من بحر على الاسلوب الوهابي في تفريق الامة فاذا ما ارادت الامة الاسلامية ان تتوحد فما عليها الا درء الفتنة الوهابية حتى يعود الوئام بين المسلمين .الكلباني امام الحرم المكي حلقة من حلقات الوهابية في تفريق الامة فلم الاستغراب والاستنكار ؟
https://telegram.me/buratha