ميثم المبرقع
اعلنت الحكومة العراقية عزمها على مطاردة المفسدين في العراق باعتبارهم خطراً لا يختلف عن خطر الارهابيين والخارجين على القانون. وهذه الدعوة المباركة التي اطلقتها الحكومة ستجد تفاعلاً وتجاوباً من جميع ابناء العراق الذين اكتوا بنار الارهاب والفساد. ووقوف الحكومة الى جانب المناهضين للفساد سيوفر فرصة مناسبة لمطاردة المفسدين والسعي بقوة لتضييق الخناق على عصابات الفساد.
وقد كان المفسدون يتسترون وراء شعارات كاذبة واستقطابات حزبية فاشلة للتغطية على الفساد وربما يحاولون استعطاف الحكومة بالايحاء بان النزاهة تطاردهم بدواع سياسية وحزبية وهو ما يزيد الامر تعقيداً وارباكاً.حاول الكثير من قيادات الاعلام الحكومي او شبه الحكومة التمادي في اخطائهم مستغلين تعاطف الحكومة معهم بينما مؤسساتهم في الواقع لا تمثل الحكومة بل هي هيئة مستقلة بدعم الدولة ومؤسساتها.المتاجرة بالدفاع عن الحكومة او شخص رئيس الوزراء امر يضر بالحكومة نفسها لاننا نسعى الى فصل السلطات وانقاذ الاعلام من هيمنة الحكومة وتاميمها.
وهذه الدعوة الشجاعة التي اطلقها رئيس الوزراء ستضع حداً لكل المزايدين والمراهنين على الاحتماء بالحكومة في حال كشف فسادهم وتجاوزهم الصلاحيات والضوابط المهنية. ومواجهة الفساد لا تتبعض او تتجزىء وحكم الامثال فيما يجوز ولا يجوز واحد ولابد ان نواجه الفساد بكافة اشكالها ولا يشفع للمفسدين انتماؤهم الحزبي او الديني او القومي او المذهبي ولا يشرف احداً الدفاع عن المفسدين مهما كان قربهم وموقعهم. والانتقائية في محاسبة ومراقبة المفسدين فساد اخر لا يختلف عن الفساد الاصلي. وانتماء المفسد وقرابته لا يمكن ان تحول دون كشفه وفضحه فالمفسد يوجه اساءة بالغة للجهة التي ينتمي اليها لانه يخون امانة وثقة الجهة التي رشحته للموقع المتقدم في الوزارة او المؤسسة.
فلابد ان يحاسب اولاً من الجهة التي ينتمي اليها لخيانته الامانة واستنقاعه في الفساد واما الوقوف معه والدفاع عنه فهو فساد خطير يشجع المفسدين ويكافئهم ويؤسس قناعة خطيرة وسلوك غريب لجعل الفساد ممارسة صحيحة ومقبولة.
https://telegram.me/buratha