المقالات

التخوف من الفيدرالية ليس مدعى لسياط المركزية

1111 13:39:00 2009-05-10

محمد مهدي الخفاجي

لم يمر يوم واحد الا وطل علينا عبر وسائل الاعلام المتعددة كبار سياسينا لينددوا ويعيبوا كل اشكال المركزية التي يصفوها بالمقيتة ويعددوا نماذج من الدكتاتوريات التي فرختها المركزية - وما اكثرها في منطقتنا – لكننا في الحقيقة نجد هؤلاء السياسيين يسنون القانون تلو القانون في تشجيع وترصين وتدعيم جذور المركزية ويجردون المحافظات من كل صلاحية لا بل اصبحت حتى ابسط معاملة او طلب يجب ان يذهب الى المركز في بغداد وتُهدر شهور تلو الشهور اذ لم تكن اكثر من ذلك لتوافق او ترفض بغداد ويعود الطلب بعد ان هُدر الوقت والمال والجهد واعصاب المواطن وحتى صحته ناهيك عن فقده ماء وجهه في التوسل واستجداء من يتابع له سبب تأخر تلك المعاملة او الطلب الذي قدمه قبل اشهر طوال ولا من مجيب .

والاغرب من ذلك كله حتى الاعلام الذي نسميه بالسلطة الرابعة قد حذى حذو السياسيين واصابته العدوى منهم فهو من ناحية يندد بالمركزية ويعتبرها حاضنة للدكتاتوريات ومن ناحية اخرى في أي استطلاع أو استبيان للراي نجده يركض الى المركز في بغداد ليستطلع ارائهم ويستبين ردود افعالهم دون غيرهم .

مما لاشك فيه ان ضروف وردود افعال ( بغداد ) لا تنطبق على كل العراق ولا حتى على نصفه فبغداد التي يسكنها 7 ملايين نسمة اذا استثنينا مدينة الصدر والشعلة والحرية منها وبعض المناطق الصغيرة الاخرى فيها التي تشابه بيئتها بيئة الجنوب والتي يقطنها اكثر من ثلثي سكان بغداد نجد ان 2 مليون فقط منه ان لم يكن اقل هم من يُعتد برأيهم ويُعتبرون هم الممثل للعراق في ارائهم وميولاتهم وتوجهاتهم لا بل حتى في سنهم للقوانين والقرارات حيث ان اغلبهم متنفذ في الوزارات التي اصبحت تُشرع وتُنفذ وتُراقب وتُحاسب وقويت شوكتها مع قوة المركزية المقيتة فهؤلاء ال 2 مليون الذين كانوا اصلا يعيشون بيئة مختلفة تماماً عن كل ابناء العراق ال30 مليون وكانت الحياة التي ينعمون بها على حساب ابناء الجنوب والشمال وبعض ابناء الوسط هي عكس معاناتنا نحن واهلنا في العراق تماماً فهل لمشاكل واراء 2 مليون اغلبية على ال28 مليون هل يجوز ذلك لا بل ان رقاب الكل يتحكم بها هؤلاء المنتفعين .

أما الداعين الى محاربة المركزية سواء في وزاراتهم او دوائرهم فنجدهم يتسابقون الى المركز لنيل رضاه حتى يدوم لهم ما هم عليه من منصب وجاه وسلطان ليسوا جديرين به لا من قريب او بعيد في حين اهل المركز هم اساس الفساد الاداري والبيروقراطية الادارية والامراض النفسية والغرور واحتقار الناس وتصنيفهم الى طبقات وفئات نابعة من حقدهم واحساسهم بالنقص وشعورهم ان في تفعيل الفيدراليات سحب للبساط من تحت هؤلاء المفسدين وفي تفعيل الفيدراليات زوال لكل ما هم عليه من من جاه خائب وتسلط اجوف ومظهر منخور من الداخل فلا من يأمروه ولا من يتمظهروا عليه وينتقصوا منه بعد ان يبتزوه ويسرقوا خيراته ومدخراته وينظفوا جيبه ويعيدوه الى محافظته وقد نال جزءً كافياً من الاهانة والابتزاز والاذلال .

محمد مهدي الخفاجي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك