المقالات

(( وما ذنب الكلباني لتحملوه وزر الحقد على الشيعة ؟.))

1388 19:07:00 2009-05-09

حميد الشاكر

قرأت وسمعت عشرات المقالات والفضائيات التي تندد بما صرح به أمام الحرم المكي الجديد ( عادل الكلباني ) ضد الشيعة والتشيّع وتكفير علمائهم ، واستباحة دمائهم ، وغير ذالك !.والحقيقة انني لم اذهل مما صرح به الكلباني الوهابي من على قناة البي بي سي السعودية لادراكي وفهمي مسبقا بحقائق واسس الفكر السلفي التكفيري الدموي الذي أُسس على غير تقوى الله سبحانه بقدر ذهولي من ردّة الفعل التي قادتها اقلام وفضائيات انبرت للدفاع عن الوحدة الاسلامية وعن الشيعة وعن خطورة فكرة التكفير .... وغير ذالك ، وكأنما اصبح الكلباني أمام الحرم المكي الموظف لدى حكومة مملكة ال سعود والقابض من رواتبها الشهرية هو من يتحمل وزر التكفير ووزر تدمير وحدة المسلمين وكذا شوكتهم ، والتلذذ بسفك دماء الابرياء من الشيعة !!!.بيني وبينك عند العرب امثال جميلة وحكيمة جداٍ مفادها : أحدنا في بعض الاحيان ليس له القدرة على الانتصار على حمار ، الا انه يتشاطر على ماهو دون ذالك !!!.والواقع في قضية الكلباني امام الحرم المكي وقائد جموع المصلين الى جهنم ، وما اعلن عنه من تكفير الشيعة ، وان ثنيت له الوسادة لااستغرب شخصيا ان يحوّل الحرم المكي وبيت الله العتيق وقبلة المسلمين الى مسلخ لقطع رؤوس المسلمين فيه ...، الصحيح في هذه القضية هو ليس توجيه الاتهامات الى امام الحرم المكي بانه من المكفرين للمسلمين الشيعة والمستبيحين لدمائهم ، والذين من المُفترض ان يساقون الى المحاكم الدولية لجرائم البشرية ، من منطلق ان الكلباني نفسه لو لم يكن حمل عقيدة تكفير الشيعة لم تأتي به الدولة السعودية اصلا ليكون اماما للحرم المكي وقائد المصلين فيها الى ربهم ، وعلى هذا لاينبغي القاء وزر اشاعة ثقافة القتل والتكفير لهذا الاسود المسكين بقدر ماينبغي الاشارة بالاصبع مباشرة الى الذبّاح الحقيقي الذي يستخدم الكلباني وغيره فيما سبق كابن باز وابن جبرين وال الشيخ ، فالحقيقة ان كل هؤلاء ماهم الا موظفين لدى الدولة التي تتبنى فكرة التكفير واشاعة الارهاب وقطع الرؤوس والدعوة الى قتل الشيعة وان انتهوا من الشيعة سيتحولون الى السنة وان انتهو من السنة الى غيرهم وغيرهم و..... هكذا !.

نعم ان الكلباني ليس لانه عالم صنديد ، او صاحب فكر اسلامي عميق ، ولا لانه عابد من عبّاد الله سبحانه هو مارشحه في دولة ال سعود ليكون اماما لبيت الله العظيم ، وانما بسبب ان الكلباني اثبتّ للمملكة السعودية انه ليس له علاقة بكل شيئ في العالم الا بكيفية تكفير الشيعة وتنظيم عملية ابادتهم من الوجود ، وبهذا ارتأت حكومة مملكة ال سعود ان يكون الكلباني اماما للحرم المكي الشريف !.أما لو كان الكلباني عالما متقيا متحرجا من دماء المسلمين مشتغلا بعلم كيفية عبادة ربه ووحدة المسلمين .... فأن اخر اسم من المتوقع ان تنتخبه حكومة مملكة ال سعود لامامة الحرم هو الاخ عادل الكلباني اول امام للحرم المكي في التاريخ اسمه عادل ليهيئ الارضية لامامة الحرم الى هاني من بعده ثم الى جورج وبعد ذالك الى ديفيد مردخاي صهيون !.

اذن على اللذين يحاولون ادانه الكلباني او بن جبرين او ال الشيخ ..... الخ ، من سلفية وهابية تكفيرية عليهم ان يكونوا اكثر شجاعة ، واقصد هنا المسلمين الشيعة بالذات الذين لاتنقصهم كما اعلم الشجاعة فهي من علي بن ابي طالب نازلة اليهم , والذين يحكمون دولا عظيمة في هذا العصر ولديهم مؤسسات حكومية واخرى دولية تنطق بلسانهم في ايران والعراق ولبنان ... وموارد تؤهلهم للعب دور اكبر من الامساك بالبردعة وترك الحمار يذهب الى اين شاء ، وان يكونوا اكثر واقعية من التعرض للموظف المسكين (الكلباني) الذي رأى ان خبزته ومعيشته في دولة المملكة السعودية في تكفير المسلمين الشيعة ، ولو انه لايكفر الشيعة ولايدعو لابادتهم لما سمحت له حكومة المملكة السعودية ان يكون منظف مجاري في الوطن بدلا من امام الحرم المكي على الاراضي التي تسيطر عليها سياسيا ، ولهذا على المسلمين الشيعة ان يتجاوزوا اولا ضعفهم بالاشارة الى ماهو دون صاحب المسؤولية الحقيقية وليتوجه مباشرة لادانه الحكومة السعودية راعية نشر ثقافة الكراهية والدمار في العالم الاسلامي ، وعندما يتوجه المسلمون الشيعة الى موقع القرار السياسي الحقيقي في المملكة السعودية وجرّها الى المحاكم الدولية بتهمة التحريض على القتل والعمل واشاعة ثقافة الارهاب والعنف ، أنا ظامن بعد ذالك للمسلمين الشيعة ان يخرج عادل الكلباني وغيره من دعاة السلفية الوهابية ليعلن الاخوة الدائمة بين الشيعة والسلفية ، ويحرّم دمائهم ، بل ويصلي في مساجدهم ، وينكح من ازواجهم ويأكل ذبيحتهم ، ولايمانع ان ينتمي الى تشيّعهم ان رغبة حكومة المملكة السعودية بذالك !!!.هل فهم الان الاخرون لماذا نقول : ليس هناك اي ذنب للكلباني وغيره من دعاة ومشائخ الوهابية في الارض الحجازية والنجدية العربية والاسلامية في عملية تكفير المسلمين والدعوة لابادتهم ؟!.وهل ادرك اصحاب الدعوة المرفوعة ضد اربعين سلفيا وهابيا في السعودية بجريمة نشر ثقافة الكراهية والتحريض على الجريمة والارهاب ، من هو المسؤول الحقيقي والموجه الرئيسي لهذه المجموعات السلفية التكفيرية ؟.اذا كان الجواب بنعم ، فهلموا نتوجه الى راس الافعى فليس السمُّ في ذيلها !!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك